الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث الثامن .

                              باب: غياية .

                              حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه: "صوموا لرؤيته، فإن حال دونه غياية فأكملوا العدة"   .

                              حدثنا دحيم، حدثنا محمد بن شعيب، عن معاوية بن سلام، عن أخيه، زيد، عن جده، عن أبي أمامة قال رسول الله صلى الله عليه: "اقرؤوا البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان كأنهما غيايتان" .

                              حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا هشيم، أخبرنا يعلى بن عطاء، عن محمد بن أبي محمد، عن عوف بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه: "تكون هدنة بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون ويسيرون إليكم في ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا" .

                              [ ص: 223 ] حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، "أن رسول الله صلى الله عليه سبق بين الخيل فجعل غاية المضمرة من الحفياء إلى مسجد بني زريق" .

                              حدثنا شجاع، حدثنا ابن علية، عن أيوب، عن الحسن، حدثني وثاب، وحدثنا عثمان، حدثنا وكيع، عن أبي بشير الحلبي، عن الحسن، قال عمر: "إن قريشا تريد أن تكون مغويات لمال الله، أما وأنا حي فلا" .

                              حدثنا علي بن مسلم، حدثنا أبو داود، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، سمعت عبيد الله، عن ابن عباس: أن عمر، أراد أن يخطب، فقال عبد الرحمن: "إنما يحضرك ههنا غوغاء الناس" .

                              [ ص: 224 ] حدثنا أحمد بن جميل، حدثنا ابن المبارك، أخبرنا يونس، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة: " أتي النبي صلى الله عليه ليلة أسري به بقدحين من خمر ولبن، فأخذ اللبن، فقال جبريل عليه السلام: لو أخذت الخمر لغوت أمتك " قوله: فإن حال دونه غياية قوله: غياتيان أخبرنا عمرو، عن أبيه: الغياية: الظلمة، وقال غيره: ظل يغشى شعاع الشمس بالغداة والعشي كالسحابة والغبرة يقول: فإن ستر ذلك الهلال فأكملوا العدة وقوله: "كأنهما غايتان يظلان من كان يقرؤهما" نسب الفعل إليهما، وإنما المعنى لثواب يفعله الله بمن يقرأ بهما لقوله: "ظل المؤمن صدقته" يقول: ثواب صدقته قال:


                              فتدليت عليهم داخلا وعلى الأرض غيايات الطفل



                              [ ص: 225 ] وأنشدنا أبو نصر:


                              وإن هبطا سهلا أثارا غياية     وإن هبطا حزنا تقضت جنادله



                              قوله: في ثمانين غاية يعني راية قوله: فجعل غاية المضمرة الغاية: مدى كل شيء والطير تغايا على الماء وتسوم: إذا كانت تحوم وقال الأصمعي: الاختيات: انقضاض العقاب قال:


                              فبينا يمشيان جرت عقاب     فويق الأرض خاتية دفوف



                              قوله: تغاووا عليه أخبرنا سلمة، عن الفراء: غوى الرجل يغوي غيا، وغواية، وغوي الجدي يغوى غوى إذا أسئ غذاؤه وقرئ على أبي نصر، عن الأصمعي: غوي الفصيل يغوى وهو: الذي لا يذوق من اللبن شيئا وربما مات من الغوى قال الفراء [ ص: 226 ] : أنشدني أبو ثروان:


                              معطفة الأثناء ليس فصيلها     برازئها درا ولا ميت غوى



                              قوله: "مغويات" المغواة: حفرة، والجميع مغويات كأنه قال: مفسدات لمال الله وقال أبو زيد: نزل القوم في غياية، إذا نزلوا في هبطة قال الفراء: الزبية، والبؤرة، والمغواة قوله: غوغاء الناس أصل الغوغاء: الجراد حين يخف للطيران، ثم جعل الأخفاء المتسرعون من الناس غوغاء قوله: لغوت أمتك قال الأصمعي: غوى يغوي غيا، وهو غاو إذا كان من أهل الغي، ويقال: من أهل الغواية، وأنشد:


                              فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره     ومن يغو لا يعدم على الغي لائما



                              [ ص: 227 ] وأنشدنا ابن عائشة:


                              وما أنا إلا من غزية إن غوت     غويت وإن ترشد غزية أرشد

                              .

                              [ ص: 228 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية