حدثنا ابن نمير، حدثنا عبدة، عن إسماعيل، عن قيس، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه قال لأزواجه: "أيتكن تنبحها كلاب الحوأب؟" قوله: "تنبحها" أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: نبح الكلب نبحا ونباحا، والهدهد نبح نباحا ونبيحا وزاد غير الأصمعي: والحية تنبح: إذا أسن، والظبي ينبح، والتيس ينبح عند السفاد قال الشاعر:
قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم قالوا لأمهم بولي على النار
وقال آخر:
وأشعث يزهاه النبوح مدفع كفرخ الحبارى رأسه قد تصوعا
[ ص: 404 ] وقال أبو النجم:
يأخذ فيها الحية النبوحا ثم يبيت عنده مسدوحا
وإذا ألح المطر والبرد أضر بذلك الكلاب، فهي بدقة الفطنة إذا نظرت إلى السحاب نبحت عليه، قال الأفوه:
له هيدب دان ورعد ولجة وبرقا تراه ساطعا يتبلج
فبات كلاب الحي ينبحن مزنه وأضحت بنات الماء فيه تغمج
وقال الفرزدق:
وقد ينبح الكلب السحاب ودونه مهامه تعشي نظرة المتأمل
والنباح: حب صغار بمكة .
[ ص: 405 ]


