باب: صنبر .
حدثنا بندار، حدثنا ابن أبي عدي، حدثنا داود، عن عكرمة، عن ابن عباس، قدم كعب بن الأشرف، فقالت له قريش: نحن أهل السدانة والسقاية، أفنحن خير أم هذا الصنيبير المنبتر من قومه؟ فقال: كلكم خير منه .
حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثنا هارون بن أبي بكر، عن محمد بن المغيرة، عن عمر بن أبي بكر، عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي، عن عبيد بن عرفجة، " وقف على ابن الزبير رجل من بني عامر، فقال: قد كنت تجمع بين قطري الليلة الصنبرة قائما " قوله: "الصنيبير" أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: إذا دقت النخلة من أسفلها وانجرد كربها قيل: صنبرت .
[ ص: 436 ] وقيل لشيخ من العرب: ما فعل نخل فلان؟ قال: عش من أعاليه، وصنبر من أسافله عش: إذا صغر رأسها، وقل سعفها فهي عشة وهي العشاش وقال أبو عمرو: الصنبور: النخلة الدقيقة الأسفل وقال ابن الأعرابي: الصنبور الضعيف الفرد الذي لا غناء عنده ولا امتناع، قال:
يخلفون ويقضي الناس أمرهم عش الأمانة صنبور فصنبور
قوله: "الليلة الصنبرة" سمعت أبا نصر يقول: الصنبرة: الشديدة البرد وأنشدنا:
فلما شتا ساقته من طرة اللوى إلى الرمل صنبر الشمال وداجن
وصف ثورا فقال: لما جاء الشتاء ساقته: طردته وطرة اللوى: طرفه حيث يفضي إلى الجدد .
[ ص: 437 ] وداجن: سحاب مظلم وقال غير أبي نصر: الصنبرة: ريح باردة في غيم، وأنشد:
وجفان تعتري مجلسنا وسديف حين هاج الصنبر
[ ص: 438 ]


