[ ص: 1214 ] سياق  
ما روي  بما أرى الله أو أسمع من عذاب القبر في الصحابة والتابعين ومن بعدهم   ؛ ليزدادوا إيمانا وعلى ربهم يتوكلون  
2148 - أنا  عبيد الله بن أحمد  قال : أنا   الحسين بن إسماعيل  قال : نا  محمد بن يوسف  قال : نا  عبد الله بن محمد - يعني ابن المغيرة     - قال : نا   مالك بن مغول  ، عن  نافع  ، عن   ابن عمر  قال :  
(  بينا أنا أسير بجنبات  بدر   إذ خرج رجل من الأرض في عنقه سلسلة يمسك بطرفها ، أسود ، في يده مرزبة فقال : يا  عبد الله  اسقني ، فقال   ابن عمر     : فلا أدري عرفني أم كما يقول الرجل للرجل يا عبد الله ؟ فقال لي الأسود : يا  عبد الله  لا تسقه ثم اجتذبه ودخلا في الأرض جميعا قال   ابن عمر     : فقدمت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم بذاك ، فقال لي : ( وقد رأيته ؟ ! ذاك  أبو جهل  وذاك عذابه إلى يوم القيامة ) قال   ابن عمر     : فضربه بمرزبة حتى غيبه في الأرض     ) .  
2149 - أنا  محمد بن عبد الله بن القاسم  قال : نا  إبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن  قال : نا  محمد بن إبراهيم بن الصوري  قال نا   الفريابي  قال : نا  السري بن يحيى  ، عن   مالك بن دينار  قال :  
(  أقبلت مع   سالم بن عبد الله  حتى أتينا المقبرة ، فقال : أخبرني أبي أنه أقبل من  مكة   حتى أتى على هذه المقبرة ، فإذا رجل خرج من قبره يشتعل نارا ، فجعلت الناقة تحيد قال : فجعلت أكفها وأنظر إلى العجب ،      [ ص: 1215 ] يقول : يا عبد الله صب علي من الماء ، فلا أدري قوله يا  عبد الله  يدعوني باسمي أو كما يقول للرجل : يا عبد الله ؟ قال : فخرج رجل من القبر آخذا بطرف السلسلة ، فقال : لا تصب عليه ولا كرامة ، ثم أخذ بالسلسلة حتى أدناه من القبر ، ثم ضربه بسوط يشتعل نارا حتى دخل القبر قال : فقلت   لمالك بن دينار     : أنت سمعت هذا من  سالم  ؟ قال : نعم قال : فإني أشهد أنك لم تكذب على  سالم  ،  وسالم  لم يكذب على  عبد الله  ،  وعبد الله  لم يكذب     ) .  
2250 - وأنا  عبيد الله بن محمد  ، أنا  عثمان بن أحمد  قال : نا  حنبل  قال : نا  أبو ظفر  قال : نا   جعفر بن سليمان  ، عن   عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير   قال :  
(  كنت مع   سالم بن عبد الله  فمررنا بماء الرويثة فأتينا مقابرها ، فرأيت   سالم بن عبد الله  تغير لونه وجعل يدعو ، وقال : حدثني أبي أنه مر بهذا الماء قال : حتى انتهيت إلى هذه المقبرة فإذا رجل قد خرج من قبر منها تشتعل نار ، أو سلسلة من نار في عنقه ، ثم خرج من القبر رجل آخذ بالسلسلة وفي يده سوط من نار ، فقال : يا  عبد الله  أفرغ علي من الماء مرتين أو ثلاثا ، فلما رأته راحلتي نفرت ، فجعلت أخشى أن تكبني وأنا أضبطها ، فقلت : أعرفني بعيني أم هذه لغة ؟ فقال الذي السلسلة في يده والسوط في يده : يا  عبد الله  الله الله لا تفرغ عليه من الماء ثلاثا فإنه كافر ، ثم ضربه وجذبه حتى أعاده في القبر     ) .  
2151 - أنا   عبد العزيز بن محمد  ، أنا  الحسين بن يحيى  قال : نا   أحمد بن المقدام  قال : نا   عبد الأعلى بن عبد الأعلى  ، عن   هشام بن حسان  ، عن  واصل  ، عن  عمرو بن هرم  ، عن  عبد الحميد بن محمود  قال :  
 [ ص: 1216 ]    (  كنت عند   ابن عباس  ، فأتاه رجل ، فقال : أقبلنا حجاجا حتى إذا كنا بالصفاح توفي صاحب لنا ، فحفرنا له ، فإذا أسود قد أخذ اللحد ، حتى حفرنا قبرا آخر ، فإذا الأسود قد أخذ اللحد قال : فحفرنا له آخر ، فإذا الأسود قد أخذ اللحد قال : فتركناه ، وأتيناك لنسألك ما تأمرنا قال : ذاك عمله الذي كان يعمل ، اذهبوا فادفنوه في بعضها ، فوالله لو حفرتم الأرض كلها وجدتم ذلك ، فألقيناه في قبر منها قال : فلما قضينا سفرنا ، أتينا امرأته فسألناها عنه ، فقالت : كان رجلا يبيع الطعام ، فيأخذ قوت أهله كل يوم ، فينظر مثله من قصب الشعير فيقطعه فيخلطه في طعامه مكان ما كان يأخذه     ) .  
2152 - أنا   عبد العزيز بن محمد  ، أنا  الحسين بن يحيى  قال : نا  الحسين بن محمد  قال : نا  أبو الأصبغ  قال : نا  الماجشون  قال :  سمعت   محمد بن المنكدر  يقول :  
( بلغني أن الله عز وجل يسلط على الكافر في قبره دابة عمياء في يدها سوط من حديد ، رأسها جمرة مثل غرب الجمل ، تضربه بها إلى يوم القيامة ، ولا تراه ولا تسمع صوته فترحمه     ) .  
2153 - أنا  الحسن بن عثمان  أنا  أحمد بن الحسين  قال : نا  محمد بن بشر بن مطر  قال :  سمعت   يحيى بن معين  يقول :  
( قال لي حفار مقابر : أعجب ما رأيت من هذه المقابر أني سمعت من قبر أنينا كأنين المريض ، وسمعت من قبر والمؤذن يؤذن وهو يجيبه من القبر     ) .  
2154 - أنا  عبيد الله بن محمد بن أحمد  ، أنا  جعفر بن محمد بن نصير  قال : نا   أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق  قال : نا   محمد بن الحسين البرجلاني  قال : نا  عثمان بن سعيد أبو حفص  قال : نا  صدقة بن خالد  ، عن بعض مشايخ  أهل دمشق   قال :  
 [ ص: 1217 ]    (  حججنا مع  محمد بن سويد الفهري  ، فهلك صاحب لنا في بعض الطريق على ماء من تلك المياه قال : فأتينا أهل الماء نطلب شيئا نحفر به ، فأخرجوا إلينا فأسا ومجرفة ، وقالوا : نحن في هذا الموضع الذي ترون انقطاعه ، وإنما وضع هذان لمثل ما طلبتم ، فأعطونا عهدا لتردونها إلينا ففعلنا ، فلما وارينا صاحبنا ، نسينا الفأس في القبر ، فأعظمنا أن ننبشه ، فقلنا : نرضي القوم من الثمن ، فأتيناهم فأخبرناهم الخبر ، وعرضنا عليهم ثمن الفأس ، فأبوا أن يقبلوه ، وقالوا : ليس نجد في موضعنا هذا منه عوضا ، وقد أعطيتمونا ما قد علمتم ، فرجعنا إلى الرجل فنبشناه ، فوجدناه قد جمع عنقه ويداه ورجلاه في حلقة الفأس ، فسوينا عليه التراب وعدنا إلى القوم ، فأخبرناهم أنه ليس إلى الفأس سبيل ، وأرضيناهم من الثمن ، فلما انصرفنا ، جئنا امرأته فسألناها عنه بما كان يخلو به فيما بينه وبين ربه عز وجل ؟ قالت : قد كان على ما رأيتم من حاله يحج ويغزو ، فلما أخبرناها الخبر ، قالت : صحبه رجل معه مال ، فقتل الرجل ، وأخذ المال ، قلت : فبه كان يحج ويغزو     ) .  
2155 - أنا  كوهي بن الحسين  ، أنا  أحمد بن القاسم بن نصر أخو أبي الليث الفرائضي  سمعت   الحارث بن أسد المحاسبي الغنوي  ، وهو يقول لأبي :  
(  يا  قاسم  كنت في الجبانة  بالبصرة   مع أبي على قبر قال : فأسمع من القبر أوه من عذاب الله تعالى ، فقال لي أبي : ويحك هو ذا تسمع يا  حارث  قال : سمعت من القبر مرتين قال : ثم قال لي : اضبط القبر قال : فذهب وتهيأ للصلاة وجاء ثم قال : اذهب أنت فتهيأ قال : فلما أن جاء قال : اذهب جب لي الحفار قال : فلما أن جاء قال : إيش اسمك ؟ قال : اسمي  جابر  قال : تعرف هذا القبر ؟ قال : نعم قد دفنت صاحبته منذ عشرين سنة ، وأمها تجيء إليها وهذه السنة ما جاءت قال : قلت : تعرف      [ ص: 1218 ] بيتها ؟ قال : نعم في المربد قال : فقال : اذهب بنا إلى منزلها قال : فجئنا إلى قصر خراب قال : فأدخلناه قال : فأخرج إلينا العجوز أمها قال : فقال لها : من مات لك من عشرين سنة ؟ قالت : ابنتي قال : إيش كانت تعمل ؟ قالت : ولم تسألوني عن ذا ؟ قال : فحلفناها ، قالت : كانت لابنتي حبة نصرانية ، قالت : وكانت تبيت على هذا الدكان الذي في بيتي ، قالت : فجاءت ليلة زلزلة وصواعق قال : فنزلت النصرانية ، وقالت : ما أقوى على هذا ، فقالت لها ابنتي : دعينا حتى ندق الدنيا دقا ، قالت : فأصبحت فحمت فماتت بعد ساعتين ، قالت : فأنا أزورها منذ عشرين سنة     ) .  
2156 - أنا  كوهي بن الحسن  ، أنا  أحمد بن القاسم  قال :  سمعت   الحارث المحاسبي  ، يحدث أبي قال :  
( وكنت في مقبرة هاهنا الذي في باب المغير مشرفا على مقبرة قال : فأسمع صوت القنا بعضها على بعض تضرب ، وأنا مشرف على المقبرة ، من قبر وهو يقول : أوه ، أوه قال : فنزلت من فوق إلى القبر الذي سمعت منه ، وقال : فأشكل علي قال : فصوت بالحفار قال : قلت : تعرف هذا القبر ؟ قال : نعم أعرفه من سنين قال : قلت : فتعرف له أهلا ؟ قال : لا ، ولكن كنت أعرفهم كانوا يجون منذ سنتين     ) .  
2157 - أنا   محمد بن أحمد الطوسي  قال : نا  محمد بن يعقوب  قال : نا  محمد بن عبد الرحيم الهروي بالسافرية  قال : نا  محمد بن عبد العزيز الواسطي  قال : نا   شهاب بن خراش الحوشبي  ، عن عمه  العوام بن   [ ص: 1219 ] حوشب  قال :  
( نزلت مرة حيا وإلى جانب الحي مقبرة ، فلما كان بعد العصر انشق منها قبر فخرج رجل رأسه رأس حمار وجسده جسد إنسان فنهق ثلاث نهقات ، ثم انطبق عليه القبر ، فإذا عجوز تغزل شعرا أو صوفا ، وقالت امرأة : ترى تلك العجوز ؟ قلت : ما لها ؟ قالت : تلك أم هذا قال : وما كان قصته ؟ قالت : كان يشرب الخمر فإذا راح تقول له أمه : يا بني اتق الله ، إلى متى تشرب هذا الخمر ؟ قال : فيقول لها : إنما أنت تنهقين كما ينهق الحمار ، قالت : فمات بعد العصر قال : فهو ينشق عنه القبر بعد العصر كل يوم فينهق ثلاث نهقات ثم ينطبق عليه القبر     ) .  
2158 - أنا  عبيد الله بن محمد  ، أنا  عثمان بن أحمد  قال : نا  حنبل  قال :  سمعت   أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل  يقول : ( إذا صير العبد إلى لحده وانصرف عنه أهله ، أعيد إليه روحه في جسده ؛ فيسأل حينئذ في قبره ، وهو قول الله : (  يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة      ) ، يعني : القبر ، فنسأل الله أن يثبتنا على طاعته ، ويبارك لنا في تلك الساعة عند المساءلة ، فالسعيد من أسعده الله عز وجل قال : وسمعت  أبا عبد الله  يقول : نؤمن بعذاب القبر  ومنكر   ونكير      ) .  
2159 - وأنا  عبيد الله  ، أنا  عثمان  ، نا  حنبل  ،  سمعت   علي بن عبد الله المديني  سنة إحدى وعشرين ومائتين  بالبصرة   يقول :  
( نؤمن بعذاب القبر ، ونقول : إنه حق ، وإن هذه الأمة تفتن في قبورها ، وتسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ونؤمن بمنكر ونكير     ) .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					