الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
[ ص: 262 ] فهذا ما ذكروه في كتابهم يحتجون بها على ما يعتقدونه من الأقانيم الثلاثة قائلين : إن تسمية الله أنه أب وابن وروح القدس أسماء لم نسمه نحن النصارى بها من ذات أنفسنا ، بل الله سمى لاهوته بها .

وقد تبين أنه ليس فيما ذكروه عن الأنبياء ما يدل لا نصا ولا ظاهرا على أن أحدا من الأنبياء سمى الله ، ولا شيئا من صفاته ابنا ولا روح قدس .

وتبين أن تسميتهم لعلم الله وكلامه ابنا ، وتسميتهم لحياته روح القدس - أسماء ابتدعوها ما أنزل الله بها من سلطان ، وأنه ليس معهم على ما ادعوه من الأقانيم حجة أصلا ، لا سمعية ، ولا عقلية ، وأنه ليس لقولهم بالتثليث وحصرهم لصفات الله في ثلاثة مستند شرعي .

كما تبين أنه ليس له مستند عقلي ، وأن القوم ممن قيل فيهم :

وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير .

وممن قيل فيهم :

أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا .

التالي السابق


الخدمات العلمية