الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
[ ص: 352 ] قالوا : وقد قال الله على أفواه الأنبياء والمرسلين ، الذين تنبوا على ولادته من العذراء الطاهرة مريم ، وعلى جميع أفعاله التي فعلها في الأرض ، وصعوده إلى السماء ، وهذه النبوات جميعها عند اليهود مقرين ومعترفين بها ويقرؤنها في كنائسهم ، ولم ينكروا منها كلمة واحدة .

فيقال : هذا كله مما لا ينازع المسلمون فيه ، فإنه لا ريب أنه ولد من مريم العذراء البتول التي لم يمسها بشر قط ، وأن الله أظهر على يديه الآيات ، وأنه صعد إلى السماء ، كما أخبر الله بذلك في كتابه ، كما تقدم ذكره ، فإذا كان هذا مما أخبرت به الأنبياء في النبوات التي عند اليهود لم ينكروا ذلك ، وإن كان اليهود يتأولون ذلك على غير المسيح ، كما في النبوات من البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم ، فهو حق ، وإن كان الكافرون به من أهل الكتاب يتأولون ذلك على غيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية