[ ص: 465 ] وأما قولهم : ( نقدسك ، ونعظمك ، ونثلث لك تقديسا مثلثا ، كالمكتوب على لسان نبيك أشعيا ) .
وقولهم : قدوس ، قدوس ، قدوس ، رب القوات ، ورب السماوات والأرض ) ، فيقال : هذا الكلام صريح في أن المثلث هو نفس التقديس لا نفس الإله المقدس .
وكذلك قولهم : ( قدوس ، قدوس ، قدوس ) . قدسوه ثلاث مرات ، فإنه قال : ( نقدسك ، ونثلث لك تقديسا مثلثا ) . فنصب التثليث على المصدر الذي ينصب بفعل التقديس ، فقال : نقدسك تقديسا مثلثا .
( فنصب التقديس على المصدر ) ، كما تقول : سبحتك تسبيحا مثلثا ، أي سبحتك ثلاث مرات ، وقال : نثلث لك أي نثلث تقديسا لك ، لم يقل : أنت ثلاثة ، بل جعلوا أنفسهم هم الذين يقدسون التقديس المثلث ، وهم يثلثون له ، وهذا صريح في أنهم يسبحونه ثلاث مرات ، ولا يسبحون ثلاثة آلهة ، ولا ثلاثة أقانيم .
[ ص: 466 ] وهذا كما في السنن عن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ابن مسعود ، ) ، والتسبيح هو تقديس الرب ، وأدناه أن يقدسه ثلاث مرات ، فمعناه : قدسوه ثلاث مرات ، لا تقتصروا على مرة واحدة . ( إذا قال العبد في ركوعه : سبحان ربي العظيم ، ثلاثا ، فقد تم ركوعه ، وذلك أدناه ، وإذا قال في سجوده : سبحان ربي الأعلى ، ثلاثا ، فقد تم سجوده وذلك أدناه
ولهذا يقولون مجاوبين : قدوس ، قدوس ، قدوس ، فيقدسونه ثلاث مرات ، فعلم أن المراد حيث ما دل عليه لفظه ، وما يفعلونه ممتثلين لهذا الأمر ، وما يفعل في نظير ذلك من تثليث تقديسه ، وأن يقدس ثلاث مرات لا أن يكون المقدس ثلاث أقانيم ، فإن هذا أمر لم ينطق نبي من الأنبياء به لا لفظا [ ص: 467 ] ولا معنى ، بل جميع الأنبياء عليهم السلام أثبتوا إلها واحدا له الأسماء الحسنى . تثليث التقديس
، ( وليست الصفات أقنوما هو ذات وصفة ، بل ليس إلا ذات واحدة لها صفات ) متعددة ، فالتعدد في الصفات لا في الذات التي يسمونها الجوهر ، ولا في الذات والصفة التي يسمونها الأقنوم . وأسماؤه متعددة تدل على صفاته المتعددة ، ولا يختص ذلك بثلاثة أسماء ، ولا بثلاث صفات