[ ص: 255 ] قالوا : أشعياء النبي عليه السلام متنبيا على مكة - شرفها الله - : " ارفعي إلى ما حولك بصرك ، فستبتهجين وتفرحين من أجل أن يصير إليك ذخائر البحر ، وتحج إليك عساكر الأمم ، حتى يعم بك قطر الإبل الموبلة ، وتضيق أرضك عن القطرات التي تجتمع إليك ، وتساق إليك كباش مدين ، ويأتيك وقال أهل سبأ ، ويسير إليك أغنام فاران ، ويخدمك رجال مأرب " ، يريد سدنة الكعبة ، وهم أولاد مأرب بن إسماعيل .
[ ص: 256 ] قالوا : فهذه الصفات كلها حصلت بمكة ، فحملت إليها ذخائر البحرين ، وحج إليها عساكر الأمم ، وسيقت إليها أغنام فاران - الهدايا والأضاحي - و ( فاران ) هي البرية الواسعة التي فيها مكة ، وضاقت الأرض عن قطرات الإبل الموبلة الحاملة للناس وأزوادهم إليها ، وأتاها أهل سبأ ، وهم أهل اليمن .