[ ص: 81 ] وكان : الذي بعث الله به الأولين والآخرين من الرسل ، ولا يقبل من أحد دينا غيره لا من الأولين ولا من الآخرين . دينه الذي ارتضاه الله لنفسه هو دين الإسلام
وهو دين الأنبياء وأتباعهم ، كما أخبر الله تعالى بذلك عن نوح ومن بعده إلى الحواريين .
قال تعالى : واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه ياقوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين .
وقال تعالى عن إبراهيم : ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يابني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون .
[ ص: 82 ] وقال تعالى عن يوسف الصديق : رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين .
وقال تعالى عن موسى : ياقوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين .
وأخبر تعالى عن السحرة ، أنهم قالوا لفرعون : وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين .
وقال تعالى عن بلقيس ملكة اليمن : [ ص: 83 ] رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين .
وقال تعالى عن أنبياء بني إسرائيل : إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا .
وقال تعالى عن المسيح : فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون .
وقال تعالى : وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون .
فهذا هو دين الإسلام ، وهو عبادة الله وحده لا شريك له ، وعبادته تعالى في كل زمان ومكان ، بطاعة رسله عليهم السلام . دين الأولين والآخرين من الأنبياء وأتباعهم
فلا يكون عابدا له من عبده بخلاف ما جاءت به رسله : كالذين قال فيهم : [ ص: 84 ] أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله .
. فلا يكون مؤمنا به إلا من عبده بطاعة رسله ، ولا يكون مؤمنا به ، ولا عابدا له إلا من آمن بجميع رسله ، وأطاع من أرسل إليه ، فيطاع كل رسول إلى أن يأتي الذي بعده ، فتكون الطاعة للرسول الثاني
قال تعالى : وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله .