[ ص: 247 ] وأما تكثير الثمار  ففي صحيح  البخاري ،  عن  جابر بن عبد الله  أن أباه استشهد ، وترك دينا ، وترك ست بنات ، فلما حضر جداد النخل قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت : قد علمت أن والدي قد استشهد يوم أحد  وترك دينا كثيرا ، وإني أحب أن يراك الغرماء . قال : اذهب فبيدر كل تمر على ناحية . ففعلت ، ثم دعوته ، فلما نظروا إليه كأنهم أغروا بي تلك الساعة ، فلما رأى ما يصنعون أطاف حول أعظمها بيدرا ثلاث مرات ، ثم جلس عليه ، ثم قال لي : ادع لي أصحابك . فما زال يكيل لهم حتى أدى الله عن والدي أمانته ، وأنا أرضى أن يؤدي الله عن والدي أمانته ، ولا أرجع إلى أخواتي بتمرة ،  [ ص: 248 ] فسلم الله البيادر كلها ، حتى إني لأنظر إلى البيدر الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم كأنها لم تنقص تمرة واحدة  . وفي رواية : أن أباه ترك عليه ثلاثين وسقا لرجل من اليهود ، فاستنظره  جابر ،  فأبى أن ينظره ، فكلم  جابر  رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشفع إليه ، فجاءه ، وكلم اليهودي ليأخذ تمر نخله بالذي له ، فأبى ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم النخل فمشى فيها ، ثم قال  لجابر  جد له فأوف له . فجد له بعد ما راح رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثين وسقا ، وفضل له سبعة عشر وسقا ، فجاء  جابر  ليخبره بالذي كان ، فوجده يصلي العصر ، فلما انصرف أخبره بالفضل ، فقال : أخبر بذلك  ابن الخطاب .  فذهب  جابر  إلى  عمر ،  فأخبره ، فقال  عمر   : لقد علمت حين مشى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليباركن فيها  . وروى  الإمام أحمد ،   والترمذي ،  وغيرهما حديث مزود أبي  [ ص: 249 ] هريرة  قال  أحمد ،  ثنا يونس ،  ثنا  حماد بن زيد ،  عن المهاجر ،  عن  أبي العالية ،  عن  أبي هريرة  قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بتمرات ، وقلت : ادع الله لي فيهن بالبركة   . قال : فصفهن بين يديه ، قال : ثم دعا ، فقال لي : اجعلهن في مزودك ، فأدخل يدك ولا تنثره . قال : فجعلت منه كذا وكذا وسقا في سبيل الله ، ونأكل ونطعم ، وكان لا يفارق حقوي ، فلما قتل  عثمان  انقطع من حقوي فسقط  . رواه  الترمذي ،  عن عمران بن موسى القزاز ،  عن  [ ص: 250 ] حماد  بنحوه ، وقال : حديث حسن غريب من هذا الوجه . ورواه الحافظ عبد الغني  وغيره من طريق أخرى ، عن  محمد بن سيرين ،  عن  أبي هريرة  قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة ، فأصابهم عوز من الطعام فقال يا :  أبا هريرة ،  عندك شيء ؟ قلت : شيء من التمر في مزود لي قال : جئ به . فجئت بالمزود ، وقال : هات نطعا . فجئت بالنطع فبسطه ، فأدخل يده فقبض على التمر ، فإذا هو إحدى وعشرين تمرة ، قال : ثم قال : بسم الله . فجعل يضع كل تمرة ، ويسمي حتى أتى على التمر ، فقال به هكذا ، فجمعه ، فقال : ادع فلانا ، وأصحابه ، فأكلوا ، وشبعوا ، وخرجوا ، ثم قال : ادع فلانا ، وأصحابه ، فأكلوا وشبعوا ، وخرجوا ، قال : وفضل تمر ، قال : فقال لي : اقعد . فقعدت فأكل ، وأكلت ، قال ، وفضل تمر فأخذه ، فأدخله في المزود ، فقال : يا  أبا هريرة ،  إذا أردت شيئا فأدخل  [ ص: 251 ] يدك ولا تكفأ فيكفأ عليك . قال : فما كنت أريد تمرا إلا أدخلت يدي فأخذت منه خمسين وسقا في سبيل الله عز وجل ، وكان معلقا خلف ظهري ، فوقع زمان  عثمان  فذهب  . ورواه من طريق يزيد بن أبي منصور ،  عن أبيه ، عن  أبي هريرة  قال : أصبت بثلاث : بموت النبي صلى الله عليه وسلم ، وكنت صويحبه ، وخويدمه ، وبقتل  عثمان ،  والمزود ، وما المزود ، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصاب الناس مخمصة ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل من شيء يا  أبا هريرة ؟  فقلت : نعم ، شيء من تمر في مزود . قال : فائتني به . فأتيته به ، فأدخل يده فأخرج قبضة فبسطها ، ثم قال : ادع لي عشرة . فأكلوا حتى شبعوا ، ثم أدخل يده فأخرج قبضة فبسطها ، ثم قال : ادع لي عشرة . فما زال يصنع كذلك حتى أطعم الجيش كلهم وشبعوا ، ثم قال : خذ ما جئت به ، وأدخل يدك واقبض ، ولا  [ ص: 252 ] تكفه . قال :  أبو هريرة   : فقبضت على أكثر مما جئت به ، ثم قال  أبو هريرة   : ألا أحدثكم عما أكلت منه ، أكلت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأطعمت ، وحياة  أبي بكر  وأطعمت ، وحياة  عمر  وأطعمت ، وحياة  عثمان  وأطعمت ، فلما قتل  عثمان  انتهب بيتي وذهب المزود  . وروى  الإمام أحمد  في مسنده ، ثنا يعلى بن عبيد ،  ثنا إسماعيل ،  عن قيس ،  عن دكين بن سعيد المزني  قال : أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين وأربعمائة نسأله الطعام ، فقال  لعمر   : اذهب فأطعمهم . فقال : يا رسول الله ، ما بقي إلا  [ ص: 253 ] آصع من تمر ما أراه يقيظني . قال : قال : فأطعمهم . قال : سمع وطاعة . قال : فأخرج  عمر  المفتاح من حجزته ، ففتح الباب ، فإذا شبه الفصيل الرابض من تمر ، فقال لنا : خذوا . فأخذ كل رجل منا ما أحب ، ثم التفت ، وكنت من آخر القوم ، وكأنا لم نرزأ تمرة  . ورواه  أبو داود ،  عن عبد الرحيم بن مطرف ،  عن  [ ص: 254 ] عيسى بن يونس ،  عن  إسماعيل بن أبي خالد ،  عن  قيس بن أبي حازم ،  عن دكين ،  قال : أبو عبد الله المقدسي :  وإسناده على شرط الصحيح . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					