[ ص: 266 ] ثم عيسى ابن مريم : من أنصاري إلى الله ؟ قال : قالوا : عن القرآن أنه يشهد لهم أنهم أنصار الله حيث يقول : كما قال : الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين فيقال : هذا حق والحواريون مؤمنون مسلمون وهم ولا في هذا أن كل ما أنتم عليه من الدين مأخوذ عنهم ولا في هذا أن الواحد من أنصار الله لكن ليس في هذا أنهم رسل الله الحواريين معصوم من الغلط بل أمر الله المؤمنين من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أن يكونوا أنصار الله ; كما طلب المسيح ذلك بقوله : ( من أنصاري إلى الله ) .
وقد وصف الله المؤمنين أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من أهل المدينة النبوية بأنهم أنصار الله بقوله - تعالى - : [ ص: 267 ] والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه والمهاجرون أفضل من الأنصار وهم أيضا من أنصار الله نصروه ; كما نصره الأنصار لكن لما كان لهم اسم يخصهم وهو المهاجرون وهو أفضل الاسمين ، خص الأنصار بهذا الاسم . والمهاجرون والأنصار أفضل ممن آمن بموسى ومن آمن بعيسى عند المسلمين .
ومع هذا فليس فيهم عندهم نبي ولا رسول لله ، ولكن فيهم رسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسليما .