[ ص: 82 ] وأما قوله - تعالى - :
وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم .
فهو ، وهو أن تقول كلاما حقا يلزمك ، ويلزم المنازع لك أن يقوله ، فإن وافقك وإلا ظهر عناده وظلمه . أمر للمؤمنين أن يقولوا الحق الذي أوجبه الله عليهم ، وعلى جميع الخلق ليرضوا به الله ، وتقوم به الحجة على المخالفين ، فإن هذا من الجدال بالتي هي أحسن
كما قال - تعالى - في الآية الأخرى :
قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون .
فإنا مشتركون في أنه ربنا كلنا وأن عمل كل عامل له لا لغيره ، [ ص: 83 ] وامتزنا نحن بأنا مخلصون له ، وأنتم لستم مخلصين له ، فأوجب هذا أن الحق معنا دونكم ، وأن أعمالنا صالحة مقبولة ، وأعمالكم مردودة .
ويشبه ذلك قوله - تعالى - :
قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون .
فأمره لهم أن يقولوا اشهدوا بأنا مسلمون يتضمن إقامة الحجة عليهم كما كان المسيح - عليه السلام - يقول .