الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
[ ص: 95 ] وأما ما نقلوه عن الأنبياء مما يدل على كفر اليهود ، فهذا لا ننازعهم فيه ، ولا حاجة بنا إلى الاستدلال بما نقلوه ، وإن كان فيما يثبت عن الأنبياء ما يبين كفرهم لما بدلوا دين موسى - عليه السلام - كما كفر النصارى لما بدلوا دين المسيح ، فهذا حق موافق لما أخبر به خاتم الرسل - صلى الله عليه وسلم - فإنا قد علمنا كفرهم من جهة لا نشك في صدقها .

وما أخبرونا به عن الأنبياء إن علمنا صدقهم فيه ، صدقناهم فيه وإن علمنا كذبهم فيه كذبناهم فيه ، وإن لم نعلم صدقه ولا كذبه لم نصدقه ولم نكذبه ، بل نقول :

آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون .

فإن الإيمان بجميع ما أوتي النبيون حق واجب ، لكن وجوب التصديق في النبي المعين الذي لم نعلمه من غيرهم يقف على مقدمتين   :

1 - أن يكون اللفظ قد قاله النبي

[ ص: 96 ] 2 - وأن يكون المعنى الذي فسروه به مرادا للنبي الذي تكلم بذلك القول ، فلابد من ثبوت الإسناد ودلالة المتن .

وهاتان المقدمتان ، لابد منهما في جميع المنقول عن الأنبياء .

وقد يحتاج إلى مقدمة ثالثة في حق من لم يعرف اللغة العبرية ، فإن موسى وداود والمسيح وغيرهم إنما تكلموا باللغة العبرية ، فمن لم يعرف بها ، وإنما يعرف بالعربية أو الرومية ، لابد أن يعرف أن المترجم من تلك اللغة إلى هذه قد ترجم ترجمة مطابقة .

التالي السابق


الخدمات العلمية