الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
( فصل : ثم في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، nindex.php?page=treesubj&link=29570فالسنة تفسر القرآن ، وتبينه ، وتدل عليه ، وتعبر عنه ، وما وصف الرسول به ربه عز وجل من الأحاديث الصحاح التي تلقاها أهل المعرفة بالقبول ؛ وجب الإيمان بها كذلك ) .
ش قوله : ( ثم في سنة رسول الله ) عطف على قوله فيما تقدم : ( وقد دخل في هذه الجملة ما وصف الله به نفسه في سورة الإخلاص . . إلخ ) ؛ يعنى : ودخل فيها ما وصف به الرسول صلى الله عليه وسلم ربه فيما وردت به السنة الصحيحة .
1 - فريق لا يتورع عن ردها وإنكارها إذا وردت بما يخالف مذهبه ؛ بدعوى أنها أحاديث آحاد لا تفيد إلا الظن ، والواجب في باب الاعتقاد اليقين ، وهؤلاء هم المعتزلة والفلاسفة .
2 - وفريق يثبتها ويعتقد بصحة النقل ، ولكنه يشتغل بتأويلها ؛ كما يشتغل بتأويل آيات الكتاب ، حتى يخرجها عن معانيها الظاهرة إلى ما [ ص: 197 ] يريده من معان بالإلحاد والتحريف ، وهؤلاء هم متأخروا الأشعرية ، وأكثرهم توسعا في هذا الباب nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي ، والرازي .
قوله : ( وما وصف الرسول به . . ) إلخ ؛ يعني : أنه كما وجب الإيمان بكل ما وصف الله به نفسه في كتابه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ؛ كذلك يجب الإيمان بكل ما وصفه به أعلم الخلق بربه وبما يجب له ، وهو رسوله الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه وآله .
قوله : ( كذلك ) ؛ أي : إيمانا مثل ذلك الإيمان ، خاليا من التحريف والتعطيل ، ومن التكييف والتمثيل بل إثبات لها على الوجه اللائق بعظمة الرب جل شأنه .