الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ( وقوله : إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) .

      التالي السابق


      ش قوله : ( إن الله . . ) إلخ ؛ تضمنت إثبات اسمه الرزاق ، وهو مبالغة من الرزق ، ومعناه : الذي يرزق عباده رزقا بعد رزق في إكثار وسعة .

      وكل ما وصل منه سبحانه من نفع إلى عباده فهو رزق ؛ مباحا كان أو غير مباح ، على معنى أنه قد جعله لهم قوتا ومعاشا ؛ قال تعالى : والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقا للعباد وقال : وفي السماء رزقكم وما توعدون .

      [ ص: 128 ] إلا أن الشيء إذا كان مأذونا في تناوله ؛ فهو حلال حكما ، وإلا كان حراما ، وجميع ذلك رزق .

      وتعريف الجملة الاسمية والإتيان فيها بضمير الفصل ؛ لإفادة اختصاصه سبحانه بإيصال الرزق إلى عباده .

      وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ( أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني أنا الرزاق ذو القوة المتين ) .

      وأما قوله : ( ذو القوة ) ؛ أي : صاحب القوة ؛ فهو بمعنى اسمه القوي ؛ إلا أنه أبلغ في المعنى ، فهو يدل على أن قوته سبحانه لا تتناقص فيهن أو يفتر .

      وأما ( المتين ) ؛ فهو اسم له من المتانة ، وقد فسره ابن عباس بـ : ( الشديد ) .




      الخدمات العلمية