الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
ش قوله : ( ولهذا قال . . إلخ ) تعليل لما تقدم من كون كلام الله وكلام رسوله أكمل صدقا ، وأتم بيانا ونصحا ، وأبعد عن العيوب والآفات من كلام كل أحد .
و ( سبحان ) اسم مصدر من التسبيح ، الذي هو التنزيه والإبعاد عن السوء ، وأصله من السبح ، الذي هو السرعة والانطلاق والإبعاد ، ومنه فرس سبوح ؛ إذا كانت شديدة العدو .
وإضافة الرب إلى العزة من إضافة الموصوف إلى صفته ، وهو بدل من الرب قبله .
فهو سبحانه ينزه نفسه عما ينسبه إليه المشركون من اتخاذ الصاحبة والولد ، وعن كل نقص وعيب ، ثم يسلم على رسله عليهم الصلاة والسلام بعد ذلك ؛ للإشارة إلى أنه كما يجب تنزيه الله عز وجل وإبعاده عن كل شائبة نقص وعيب ، nindex.php?page=treesubj&link=28751فيجب اعتقاد سلامة الرسل في أقوالهم وأفعالهم من كل عيب كذلك ، فلا يكذبون على الله ، ولا يشركون به ، ولا يغشون أممهم ، ولا يقولون على الله إلا الحق .
[ ص: 109 ] قوله : ( والحمد لله رب العالمين ) ثناء منه سبحانه على نفسه بما له من نعوت الكمال ، وأوصاف الجلال ، وحميد الفعال ، وقد تقدم الكلام على معنى الحمد ، فأغنى عن إعادته .