فصل
يثمر الورع والاستعانة وقصر الأمل . الخوف تثمر الزهد . وقوة الإيمان باللقاء . والمعرفة تثمر المحبة والخوف والرجاء تثمر الرضاء . والقناعة يثمر حياة القلب . [ ص: 30 ] والذكر يثمر التوكل . والإيمان بالقدر يثمر المعرفة . والورع يثمر الزهد أيضا . ودوام تأمل الأسماء والصفات تثمر المحبة أيضا ، والتوبة يثمرها . ودوام الذكر يثمر الشكر . والرضا يثمران جميع الأحوال والمقامات . والإخلاص والصدق كل منهما يثمر الآخر ويقتضيه . والمعرفة تثمر الخلق . والعزيمة والصبر يثمر العزيمة . والفكر تثمر عمارة الوقت ، وحفظ الأيام والحياء ، والخشية والإنابة . والمراقبة يوجب حياة القلب وعزه وجبره . وإماتة النفس وإذلالها وكسرها يوجب الحياء من الله عز وجل ، واستكثار ما منه ، واستقلال ما منك من الطاعات . ومحو أثر الدعوى من القلب واللسان وصحة البصيرة تثمر اليقين . ومعرفة النفس ومقتها يثمر صحة البصيرة . وحسن التأمل لما ترى وتسمع من الآيات المشهودة والمتلوة
وملاك ذلك كله : أمران : أحدهما : أن تنقل قلبك من وطن الدنيا فتسكنه في وطن الآخرة ، ثم تقبل به كله على معاني القرآن واستجلائها وتدبرها ، وفهم ما يراد منه وما نزل لأجله ، وأخذ نصيبك وحظك من كل آية من آياته ، وتنزلها على داء قلبك .
فهذه طريق مختصرة قريبة سهلة . موصلة إلى الرفيق الأعلى . آمنة لا يلحق سالكها خوف ولا عطب ، ولا جوع ولا عطش ، ولا فيها آفة من آفات سائر الطريق البتة . وعليها من الله حارس وحافظ يكلأ السالكين فيها ويحميهم ، ويدفع عنهم . ولا يعرف قدر هذه الطريق إلا من عرف طرق الناس وغوائلها وآفاتها وقطاعها . والله المستعان .