فصل منزلة الرغبة
ومن منازل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5إياك نعبد وإياك نستعين )
nindex.php?page=treesubj&link=24422_28972منزلة الرغبة .
قال الله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=90يدعوننا رغبا ورهبا ) .
nindex.php?page=treesubj&link=24422_28686_20000والفرق بين الرغبة والرجاء أن الرجاء طمع . والرغبة طلب . فهي ثمرة الرجاء . فإنه إذا رجا الشيء طلبه . والرغبة من الرجاء كالهرب من الخوف . فمن رجا شيئا طلبه ورغب فيه . ومن خاف شيئا هرب منه .
والمقصود أن الراجي طالب ، والخائف هارب .
قال صاحب " المنازل " :
[ ص: 56 ] الرغبة هي من الرجاء بالحقيقة ؛ لأن الرجاء طمع يحتاج إلى تحقيق والرغبة سلوك على التحقيق .
أي الرغبة تتولد من الرجاء . لكنه طمع . وهي سلوك وطلب .
وقوله : الرجاء طمع يحتاج إلى تحقيق أي طمع في مغيب عنه مشكوك في حصوله ، وإن كان متحققا في نفسه ، كرجاء العبد دخول الجنة . فإن الجنة متحققة لا شك فيها . وإنما الشك في دخوله إليها . وهل يوافي ربه بعمل يمنعه منها أم لا ؟ بخلاف الرغبة فإنها لا تكون إلا بعد تحقق ما يرغب فيه . فالإيمان في الرغبة أقوى منه في الرجاء . فلذلك قال : والرغبة سلوك على التحقيق .
هذا معنى كلامه . وفيه نظر .
فإن الرغبة أيضا طلب مغيب ، هو على شك من حصوله . فإن المؤمن يرغب في الجنة وليس بجازم بدخولها . فالفرق الصحيح أن الرجاء طمع والرغبة طلب . فإذا قوي الطمع صار طلبا .
فَصْلٌ مَنْزِلَةُ الرَّغْبَةِ
وَمِنْ مَنَازِلِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ )
nindex.php?page=treesubj&link=24422_28972مَنْزِلَةُ الرَّغْبَةِ .
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=90يَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ) .
nindex.php?page=treesubj&link=24422_28686_20000وَالْفَرْقُ بَيْنَ الرَّغْبَةِ وَالرَّجَاءِ أَنَّ الرَّجَاءَ طَمَعٌ . وَالرَّغْبَةُ طَلَبٌ . فَهِيَ ثَمَرَةُ الرَّجَاءِ . فَإِنَّهُ إِذَا رَجَا الشَّيْءَ طَلَبَهُ . وَالرَّغْبَةُ مِنَ الرَّجَاءِ كَالْهَرَبِ مِنَ الْخَوْفِ . فَمَنْ رَجَا شَيْئًا طَلَبَهُ وَرَغِبَ فِيهِ . وَمَنْ خَافَ شَيْئًا هَرَبَ مِنْهُ .
وَالْمَقْصُودُ أَنَّ الرَّاجِيَ طَالِبٌ ، وَالْخَائِفَ هَارِبٌ .
قَالَ صَاحِبُ " الْمَنَازِلِ " :
[ ص: 56 ] الرَّغْبَةُ هِيَ مِنَ الرَّجَاءِ بِالْحَقِيقَةِ ؛ لِأَنَّ الرَّجَاءَ طَمَعٌ يَحْتَاجُ إِلَى تَحْقِيقٍ وَالرَّغْبَةُ سُلُوكٌ عَلَى التَّحْقِيقِ .
أَيِ الرَّغْبَةُ تَتَوَلَّدُ مِنَ الرَّجَاءِ . لَكِنَّهُ طَمَعٌ . وَهِيَ سُلُوكٌ وَطَلَبٌ .
وَقَوْلُهُ : الرَّجَاءُ طَمَعٌ يَحْتَاجُ إِلَى تَحْقِيقِ أَيْ طَمَعٌ فِي مَغِيبٍ عَنْهُ مَشْكُوكٍ فِي حُصُولِهِ ، وَإِنْ كَانَ مُتَحَقِّقًا فِي نَفْسِهِ ، كَرَجَاءِ الْعَبْدِ دُخُولَ الْجَنَّةِ . فَإِنَّ الْجَنَّةَ مُتَحَقِّقَةٌ لَا شَكَّ فِيهَا . وَإِنَّمَا الشَّكُّ فِي دُخُولِهِ إِلَيْهَا . وَهَلْ يُوَافِي رَبَّهُ بِعَمَلٍ يَمْنَعُهُ مِنْهَا أَمْ لَا ؟ بِخِلَافِ الرَّغْبَةِ فَإِنَّهَا لَا تَكُونُ إِلَّا بَعْدَ تَحَقُّقِ مَا يَرْغَبُ فِيهِ . فَالْإِيمَانُ فِي الرَّغْبَةِ أَقْوَى مِنْهُ فِي الرَّجَاءِ . فَلِذَلِكَ قَالَ : وَالرَّغْبَةُ سُلُوكٌ عَلَى التَّحْقِيقِ .
هَذَا مَعْنَى كَلَامِهِ . وَفِيهِ نَظَرٌ .
فَإِنَّ الرَّغْبَةَ أَيْضًا طَلَبُ مَغِيبٍ ، هُوَ عَلَى شَكٍّ مِنْ حُصُولِهِ . فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرْغَبُ فِي الْجَنَّةِ وَلَيْسَ بِجَازِمٍ بِدُخُولِهَا . فَالْفَرْقُ الصَّحِيحُ أَنَّ الرَّجَاءَ طَمَعٌ وَالرَّغْبَةُ طَلَبٌ . فَإِذَا قَوِيَ الطَّمَعُ صَارَ طَلَبًا .