قال : : رغبة أهل الشهود . وهي تشرف يصحبه تقية . تحمله عليها همة نقية . لا تبقي معه من التفرق بقية . الدرجة الثالثة
يشير الشيخ بذلك إلى حالة الفناء التي يحمله عليها همة نقية من أدناس الالتفات إلى ما سوى الحق . بحيث لا يبقى معه بقية من تفرقة . بل قد اجتمع شاهده كله وانحصر في مشهوده . وأراد بالشهود هاهنا شهود الحقيقة .
وقوله : تشرف ؛ أي استشرف الغيبة في الفناء .
ويحتمل أن يريد به تشرفا عن التفاته إلى ما سوى مشهوده .
[ ص: 60 ] والتقية التي تصحب هذا التشرف يحتمل أن يريد بها التقية من إظهار الناس على حاله ، وإطلاعهم عليها ، صيانة لها وغيرة عليها .
ويحتمل أن يريد بها الحذر من التفاته في شهوده إلى ما سوى حضرة مشهوده . فهي تتقي ذلك الالتفات وتحذره كل الحذر .
ثم ذكر الحامل له على هذه الرغبة . وهي اللطيفة المدركة المريدة التي قد تطهرت قبل وصولها إلى هذه الغاية . وهي الهمة النقية . ولو لم يحصل لها كمال الطهارة لبقيت عليها بقية منها تمنعها من وصولها إلى هذه الدرجة . والله سبحانه وتعالى أعلم .