فصل منزلة التسليم
ومن منازل : ( إياك نعبد وإياك نستعين )
وهي نوعان : تسليم لحكمه الديني الأمري . وتسليم لحكمه الكوني القدري . منزلة التسليم
فأما الأول : فهو تسليم المؤمنين العارفين . قال تعالى : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) .
فهذه ثلاث مراتب : التحكيم ، وسعة الصدر بانتفاء الحرج ، والتسليم .
وأما التسليم للحكم الكوني : فمزلة أقدام ، ومضلة أفهام . حير الأنام ، وأوقع الخصام . وهي مسألة الرضا بالقضاء . وقد تقدم الكلام عليها بما فيه كفاية . وبينا أن [ ص: 146 ] التسليم للقضاء يحمد إذا لم يؤمر العبد بمنازعته ودفعه . ولم يقدر على ذلك ، كالمصائب التي لا قدرة له على دفعها .
وأما الأحكام التي أمر بدفعها : فلا يجوز له التسليم إليها ، بل العبودية : مدافعتها بأحكام أخر أحب إلى الله منها .