فصل درجات الشكر
قال : . الدرجة الأولى : الشكر على المحاب . وهذا شكر تشاركت فيه المسلمون واليهود والنصارى والمجوس . ومن سعة رحمة الباري سبحانه : أن عده شكرا . ووعد عليه الزيادة ، وأوجب فيه المثوبة . وهو على ثلاث درجات
[ ص: 243 ] إذا علمت وأن جزء حقيقته : الاستعانة بنعم المنعم على طاعته ومرضاته : علمت اختصاص أهل الإسلام بهذه الدرجة . وأن حقيقة الشكر على المحاب ليست لغيرهم . حقيقة الشكر
نعم لغيرهم منها بعض أركانها وأجزائها ، كالاعتراف بالنعمة ، والثناء على المنعم بها . فإن جميع الخلق في نعم الله ، وكل من أقر بالله ربا ، وتفرده بالخلق والإحسان . فإنه يضيف نعمته إليه ، لكن الشأن في تمام حقيقة الشكر . وهو الاستعانة بها على مرضاته . وقد كتبت عائشة رضي الله عنها إلى معاوية رضي الله عنه : إن أقل ما يجب للمنعم على من أنعم عليه : أن لا يجعل ما أنعم عليه سبيلا إلى معصيته .
وقد عرف مراد الشيخ . وهو أن هذا الشكر مشترك . وهو الاعتراف بنعمه سبحانه ، والثناء عليه بها ، والإحسان إلى خلقه منها . وهذا بلا شك يوجب حفظها عليهم والمزيد منها . فهذا الجزء من الشكر مشترك . وقد تكون ثمرته في الدنيا بعاجل الثواب . وفي الآخرة : بتخفيف العقاب . فإن النار دركات في العقوبة مختلفة .