قال : وهو على ثلاث درجات . . به يقع العيان . واستفاضة صحيحة ، أو صحة تجربة قديمة . الدرجة الأولى : علم جلي
يريد بالجلي : الظاهر ، الذي لا خفاء به . وجعله ثلاثة أنواع .
أحدها : ما وقع عن عيان . وهو البصر .
والثاني : ما استند إلى السمع . وهو علم الاستفاضة .
والثالث : ما استند إلى العقل . وهو علم التجربة .
فهذه الطرق الثلاثة - وهي السمع ، والبصر ، والعقل - هي طرق العلم وأبوابه ولا تنحصر طرق العلم فيما ذكره . فإن سائر الحواس توجب العلم .
[ ص: 443 ] وكذا ما يدرك بالباطن . وهي الوجدانيات .
وكذا ما يدرك بخبر المخبر الصادق ، وإن كان واحدا .
وكذا ما يحصل بالفكر والاستنباط . وإن لم يكن عن تجربة .
فالعلم لا يتوقف على هذه الثلاثة التي ذكرها فقط .
والفرق بينه وبين المعرفة من وجوه ثلاثة .
أحدها : أن المعرفة لب العلم ، ونسبة العلم إليها كنسبة الإيمان إلى الإحسان . وهي علم خاص ، متعلقها أخفى من متعلق العلم وأدق .
والثاني : أن المعرفة هي العلم الذي يراعيه صاحبه بموجبه ومقتضاه . فهي علم تتصل به الرعاية .
والثالث : أن المعرفة شاهد لنفسها ، وهي بمنزلة الأمور الوجدانية ، التي لا يمكن صاحبها أن يشك فيها ، ولا ينتقل عنها .
وكشف المعرفة أتم من كشف العلم . والله سبحانه وتعالى أعلم .