فصل
الفراسة الثانية : . فإن النفس إذا تجردت عن العوائق صار لها من الفراسة والكشف بحسب تجردها . وهذه فراسة مشتركة بين المؤمن والكافر . ولا تدل على إيمان ولا على ولاية . وكثير من الجهال يغتر بها . وللرهبان فيها وقائع معلومة . وهي فراسة لا تكشف عن حق نافع . ولا عن طريق مستقيم . بل كشفها جزئي من جنس فراسة الولاة ، وأصحاب عبارة الرؤيا والأطباء ونحوهم . فراسة الرياضة والجوع ، والسهر والتخلي
وللأطباء فراسة معروفة من حذقهم في صناعتهم . ومن أحب الوقوف عليها فليطالع تاريخهم وأخبارهم . وقريب من نصف الطب فراسة صادقة ، يقترن بها تجربة . والله سبحانه أعلم .