فصل
قال صاحب " المنازل " :
السكينة : اسم لثلاثة أشياء . أولها : بني إسرائيل التي أعطوها في التابوت . قال أهل التفسير : هي ريح هفافة . وذكروا صفتها سكينة
قلت : اختلفوا : هل هي عين قائمة بنفسها ، أو معنى ؟ على قولين .
أحدهما : أنها عين . ثم اختلف أصحاب هذا القول في صفتها فروي عن رضي الله عنه أنها ريح هفافة . لها رأسان ووجه كوجه الإنسان ويروى عن علي بن أبي طالب مجاهد : إنها صورة هرة لها جناحان ، وعينان لهما شعاع . وجناحان من زمرد وزبرجد ، فإذا سمعوا صوتها أيقنوا بالنصر .
وعن : هي طست من ذهب الجنة . كان يغسل فيه قلوب الأنبياء . ابن عباس
وعن : هي روح من روح الله تتكلم . إذا اختلفوا في شيء أخبرتهم ببيان ما يريدون . وهب بن منبه
والثاني : أنها معنى . ويكون سكينة من ربكم أي ومجيئه إليكم : سكينة لكم وطمأنينة . معنى قوله :
[ ص: 473 ] وعلى الأول : يكون المعنى : إن السكينة في نفس التابوت . ويؤيده عطف قوله : وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون قال : فيه سكينة هي ما تعرفون من الآيات . فتسكنون إليها . وقال عطاء بن أبي رباح قتادة ، والكلبي : هي من السكون ، أي طمأنينة من ربكم . ففي أي مكان كان التابوت اطمأنوا إليه وسكنوا .