ولو علق بحرف الفاء  بأن قال : إن دخلت الدار فأنت طالق فطالق فطالق  ، فجعل  الكرخي   والطحاوي  حرف الفاء ههنا كحرف الواو وأثبتا الخلاف فيه . 
والفقيه  أبو الليث  جعله مثل كلمة بعد وعده مجمع عليه فقال : إذا كانت غير مدخول بها لا يقع إلا واحدة بالإجماع ، وهكذا ذكر الشيخ الإمام الأجل الأستاذ علاء الدين  رحمه الله تعالى . 
وهذا أقرب إلى الفقه ; لأن الفاء للترتيب مع التعقيب ووقوع الأول يمنع من تعقب الثاني والثالث ، ولو قال : إن دخلت الدار فأنت طالق ثم طالق ثم طالق فالأول يتعلق بالشرط والثاني يقع للحال ويلغو الثالث في قول  أبي حنيفة  كما إذا لم يذكر الواو ولا الفاء بأن قال : إن دخلت الدار فأنت طالق طالق طالق ، فإن تزوج بها ودخلت الدار ولم تكن دخلت قبل ذلك الدار نزل المعلق ، وإن كانت مدخولا بها يتعلق الأول بالشرط وتقع الثانية والثالثة في الحال ، فإن دخلت الدار وهي في العدة أو دخلتها بعد أن راجعها نزل المعلق . 
وقال  أبو يوسف   ومحمد    : يتعلق الكل بالشرط حتى لا يقع شيء في الحال وإذا دخلت الدار يقع واحدة وإن كانت مدخولا بها يقع الثلاث على التعاقب كما إذا قال : إن دخلت الدار فأنت طالق واحدة وبعدها واحدة وبعدها واحدة وكما قال  أبو حنيفة  في حرف الواو : وجه قولهما أن عطف البعض على البعض بحرف العطف ; لأن ثم حرف عطف كالواو فيتعلق الكل بالشرط ، ثم الوقوع بعد الشرط يكون على التعاقب بمقتضى حرف ثم ; لأنه للترتيب مع التراخي فيعتبر أن معنى العطف في التعليق ومعنى الترتيب في الوقوع على ما نذكر ،  ولأبي حنيفة  أن قوله : إن دخلت الدار فأنت طالق يمين تامة لوجود الشرط والجزاء وأنها منعقدة لحصولها في الملك ، فلما قال : ثم طالق فقد تراخى الكلام الثاني عن الأول فصار كأنه سكت ثم قال لها : أنت طالق فيقع في الحال ولا يتعلق بالشرط ،  وأبو حنيفة  يعتبر معنى الكلمة وهو التراخي في نفس الكلام فكان الفصل بين الكلام الأول والثاني بالتراخي كالفصل بالسكوت على ما نذكر إن شاء الله تعالى . 
				
						
						
