الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                هذه الصلاة تقام بالجماعة ; لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقامها بالجماعة ، ولا يقيمها إلا الإمام الذي يصلي بالناس الجمعة والعيدين ، فأما أن يقيمها كل قوم في مسجدهم فلا .

                                                                                                                                وروي عن أبي حنيفة أنه قال : إن كان لكل مسجد إمام يصلي بجماعة ; لأن هذه الصلاة غير متعلقة بالمصر ، فلا تكون متعلقة بالسلطان كغيرها من الصلوات والصحيح ظاهر الرواية لأن أداء هذه الصلاة بالجماعة عرف بإقامة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يقيمها إلا من هو قائم مقامه ، ولا نسلم عدم تعلقها بالمصر ; لأن مشايخنا قالوا : إنها متعلقة بالمصر فكانت متعلقة بالسلطان ، فإن لم يقمها الإمام حينئذ صلى الناس فرادى : إن شاءوا ركعتين ، وإن شاءوا أربعا والأربع أفضل ، ثم إن شاءوا طولوا القراءة ، وإن شاءوا قصروا واشتغلوا بالدعاء حتى تنجلي الشمس ; لأن عليهم الاشتغال بالتضرع إلى أن تنجلي الشمس وذلك بالدعاء تارة ، وبالقراءة أخرى ، وقد صح في الحديث أن { قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعة الأولى كان بقدر سورة البقرة ، وفي الركعة الثانية بقدر سورة آل عمران } فالأفضل تطويل القراءة فيها .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية