ثم فنقول لا يخلو إما [ ص: 316 ] أن كانت من جنس واحد ، أو اختلف الجنس فإن كان الجنس متحدا فإن شاءوا جعلوها صفا واحدا ، كما يصطفون في حال حياتهم عند الصلاة ، وإن شاءوا وضعوا واحدا بعد واحد مما يلي القبلة ; ليقوم الإمام بحذاء الكل ، هذا جواب ظاهر الرواية . كيف توضع الجنائز إذا اجتمعت ؟
وروي عن في غير رواية الأصول أن الثاني أولى من الأول ; لأن السنة هي قيام الإمام بحذاء الميت ، وهو يحصل في الثاني دون الأول ، وإذا وضعوا واحدا بعد واحد ينبغي أن يكون أفضلهم مما يلي الإمام كذا روي عن أبي حنيفة أنه يوضع أفضلهما مما يلي الإمام وأسنهما وقال أبي حنيفة : " والأحسن عندي أن يكون أهل الفضل مما يلي الإمام لقول النبي : صلى الله عليه وسلم { أبو يوسف } . ليليني منكم أولو الأحلام والنهى
ثم إن وضع رأس كل واحد منهم بحذاء رأس صاحبه فحسن ، وإن وضع شبه الدرج ، كما قال : وهو أن يكون رأس الثاني عند منكب الأول فحسن ، كذا روي عن ابن أبي ليلى أنه إن وضع هكذا فحسن أيضا ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه دفنوا على هذه الصفة فيحسن الوضع للصلاة على هذا الترتيب أيضا . أبي حنيفة
وأما إذا اختلف الجنس بأن كانوا رجالا ونساء توضع الرجال مما يلي الإمام ، والنساء خلف الرجال مما يلي القبلة ; لأنهم هكذا يصطفون خلف الإمام في حال الحياة ، ثم إن الرجال يكونون أقرب إلى الإمام من النساء فكذا بعد الموت .
ومن العلماء من قال : توضع النساء مما يلي الإمام ، والرجال خلفهن ; لأن في الصلاة بالجماعة في حال الحياة صف النساء خلف صف الرجال إلى القبلة فكذا في وضع الجنائز .