الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                وإذا عرفنا ماهية الحدث نخرج عليه المسائل ( فنقول ) إذا ظهر شيء من البول والغائط على رأس المخرج انتقضت الطهارة لوجود الحدث ، وهو خروج النجس ، وهو انتقاله من الباطن إلى الظاهر ; لأن رأس المخرج عضو ظاهر ، وإنما انتقلت النجاسة إليه من موضع آخر فإن موضع البول المثانة ، وموضع الغائط موضع في البطن يقال له قولون ، وسواء كان الخارج قليلا ، أو كثيرا سال عن رأس المخرج ، أو لم يسل لما قلنا ، وكذا المني ، والمذي ، والودي ، ودم الحيض ، والنفاس ، ودم الاستحاضة لأنها كلها أنجاس لما يذكر في بيان أنواع الأنجاس وقد انتقلت من الباطن إلى الظاهر فوجد خروج النجس من الآدمي الحي فيكون حدثا إلا أن بعضها يوجب الغسل ، وهو المني ، ودم الحيض ، والنفاس ، وبعضها يوجب الوضوء ، وهو المذي ، والودي ، ودم الاستحاضة لما يذكر إن شاء الله تعالى ، وكذلك خروج الولد ، والدودة ، والحصا ، واللحم ، وعود الحقنة بعد غيبوبتها ; لأن هذه الأشياء .

                                                                                                                                وإن كانت طاهرة في أنفسها لكنها لا تخلو عن قليل نجس يخرج معها ، والقليل من السبيلين خارج لما بينا ، وكذا الريح الخارجة من الدبر ، لأن الريح ، وإن كانت جسما طاهرا في نفسه لكنه لا يخلو عن قليل نجس يقوم به لانبعاثه من محل الأنجاس ، وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال { لا وضوء إلا من صوت أو ريح } .

                                                                                                                                وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال { إن الشيطان يأتي أحدكم فينفخ بين أليتيه فيقول أحدثت أحدثت فلا ينصرفن ، حتى يسمع صوتا ، أو يجد ريحا } .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية