( فصل ) :
وأما فرمي الجمار في اللغة هو القذف بالأحجار الصغار ، وهي الحصى إذ الجمار جمع جمرة ، والجمرة هي الحجر الصغير ، وهي الحصاة ، وفي عرف الشرع هو القذف بالحصى في زمان مخصوص ، ومكان مخصوص ، وعدد مخصوص على ما نبين إن شاء الله تعالى ، وعلى هذا يخرج ما إذا قام عند الجمرة ، ووضع الحصاة عندها ، وضعا أنه لم يجزه لعدم الرمي ، وهو القذف ، وإن طرحها طرحا أجزأه لوجود الرمي إلا أنه رمي خفيف فيجزئه ، وسواء رمى بنفسه أو بغيره عند عجزه عن الرمي بنفسه كالمريض الذي لا يستطيع الرمي فوضع الحصى في كفه فرمى بها أو رمى عنه غيره ; لأن أفعال الحج تجري فيها النيابة كالطواف والوقوف تفسير رمي الجمار بعرفة ومزدلفة ، والله أعلم .