[ حرث ]
حرث : الحارث والحراثة : العمل في الأرض زرعا كان أو غرسا ، وقد يكون الحارث نفس الزرع ، وبه فسر
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج قوله ، تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=117أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم فأهلكته حرث يحرث حرثا :
الأزهري : الحارث قذفك الحب في الأرض لازدراع ، والحرث : الزرع . والحراث : الزراع . وقد حرث واحترث ، مثل زرع وازدرع . والحرث : الكسب ، والفعل كالفعل ، والمصدر كالمصدر ، وهو أيضا الاحتراث . وفي الحديث :
أصدق الأسماء الحارث ; لأن الحارث هو الكاسب ، واحترث المال : كسبه . والإنسان لا يخلو من الكسب طبعا واختيارا .
الأزهري : والاحتراث كسب المال ; قال الشاعر يخاطب ذئبا :
ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل
والحرث : العمل للدنيا والآخرة . وفي الحديث : (
احرث لدنياك كأنك تعيش أبدا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ) أي اعمل لدنياك ، فخالف بين اللفظين ; قال
ابن الأثير : والظاهر من لفظ هذا الحديث : أما في الدنيا فالحث على عمارتها ، وبقاء الناس فيها حتى يسكن فيها ، وينتفع بها من يجيء بعدك كما انتفعت أنت بعمل من كان قبلك وسكنت فيما عمر ؛ فإن الإنسان إذا علم أنه يطول عمره أحكم ما يعمله ، وحرص على ما يكتسبه ; وأما في جانب الآخرة ؛ فإنه حث على الإخلاص في العمل ، وحضور النية والقلب في العبادات والطاعات ، والإكثار منها ؛ فإن من يعلم أنه يموت غدا ، يكثر من عبادته ، ويخلص في طاعته ؛ كقوله في الحديث الآخر : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10369389صل صلاة مودع ) وقال بعض أهل العلم : المراد من هذا الحديث غير السابق إلى الفهم من ظاهره ؛ لأنه ، عليه السلام ، إنما ندب إلى الزهد في الدنيا ، والتقليل منها ، ومن الانهماك فيها ، والاستمتاع بلذاتها ، وهو الغالب على أوامره ونواهيه ، صلى الله عليه وسلم ، فيما يتعلق بالدنيا ؛ فكيف يحث على عمارتها والاستكثار منها ؟ وإنما أراد ، والله أعلم ، أن الإنسان إذا علم أنه يعيش أبدا ، قل حرصه ، وعلم أن ما يريده لا يفوته تحصيله بترك الحرص عليه والمبادرة إليه ، فإنه يقول : إن فاتني اليوم أدركته غدا ؛ فإني أعيش أبدا ؛ فقال ، عليه السلام : اعمل عمل من يظن أنه يخلد ؛ فلا تحرص في العمل . فيكون حثا له على الترك ، والتقليل بطريق أنيقة من الإشارة والتنبيه ، ويكون أمره لعمل الآخرة على ظاهره ، فيجمع بالأمرين حالة واحدة ، وهو الزهد والتقليل ، لكن بلفظين مختلفين ; قال : وقد اختصر
الأزهري هذا المعنى فقال : معنى هذا الحديث تقديم أمر الآخرة وأعمالها ، حذار الموت بالفوت ، على عمل الدنيا ؛ وتأخير أمر الدنيا كراهية الاشتغال بها عن عمل الآخرة . والحرث : كسب المال وجمعه . والمرأة حرث الرجل أي يكون ولده منها ؛ كأنه يحرث ليزرع . وفي التنزيل العزيز :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=223نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : زعم
أبو عبيدة أنه كناية ; قال : والقول عندي فيه أن معنى حرث لكم : فيهن تحرثون الولد واللدة ؛ فأتوا حرثكم أنى شئتم ; أي ائتوا مواضع حرثكم ، كيف شئتم ، مقبلة ومدبرة .
الأزهري : حرث الرجل إذا جمع بين أربع نسوة . وحرث أيضا إذا تفقه وفتش . وحرث إذا اكتسب لعياله واجتهد لهم ، يقال : هو يحرث لعياله ويحترث أي يكتسب .
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : الحارث الجماع الكثير . وحرث الرجل : امرأته ; وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد :
إذا أكل الجراد حروث قوم فحرثي همه أكل الجراد
والحرث : متاع الدنيا . وفي التنزيل العزيز :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20ومن كان يريد حرث الدنيا أي من كان يريد كسب الدنيا . والحرث : الثواب والنصيب . وفي التنزيل العزيز :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه وحرثت النار : حركتها . والمحراث : خشبة تحرك بها النار في التنور . والحرث : إشعال النار ، ومحراث النار : مسحاتها التي تحرك بها النار . ومحراث الحرب : ما يهيجها . وحرث الأمر : تذكره واهتاج له ; قال
رؤبة :
والقول منسي إذا لم يحرث
والحراث : الكثير الأكل ; عن
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي . وحرث الإبل والخيل ، وأحرثها : أهزلها . وحرث ناقته حرثا وأحرثها إذا سار عليها حتى تهزل . وفي حديث بدر :
اخرجوا إلى معايشكم وحرائثكم ، واحدها حريثة ; قال
الخطابي : الحرائث أنضاء الإبل ; قال : وأصله في الخيل إذا هزلت ؛ فاستعير للإبل ; قال : وإنما يقال في الإبل أحرفناها ، بالفاء ; يقال : ناقة حرف أي هزيلة ; قال : وقد يراد بالحرائث المكاسب ، من الاحتراث الاكتساب ; ويروى حرائبكم بالحاء والباء الموحدة ، جمع حريبة ، وهو مال الرجل الذي يقوم بأمره ، وقد تقدم ، والمعروف بالثاء . وفي حديث
معاوية أنه قال
للأنصار : ما فعلت نواضحكم ؟ قالوا : حرثناها يوم بدر ; أي أهزلناها ; يقال : حرثت الدابة وأحرثتها أي أهزلتها ، قال
ابن الأثير : وهذا يخالف قول
الخطابي ، وأراد
معاوية بذكر النواضح تقريعا لهم وتعريضا ؛ لأنهم كانوا أهل زرع وسقي ؛ فأجابوه بما أسكته ، تعريضا بقتل أشياخه يوم بدر .
الأزهري : أرض محروثة ومحرثة : وطئها الناس حتى أحرثوها وحرثوها ، ووطئت حتى أثاروها ، وهو فساد إذا وطئت ؛ فهي محرثة ومحروثة تقلب للزرع ، وكلاهما يقال بعد . والحرث : المحجة المكدودة بالحوافر . والحرثة : الفرضة التي في طرف القوس للوتر . ويقال : هو حرث القوس والكظرة ، وهو فرض ، وهي من القوس حرث . وقد حرثت القوس أحرثها إذا هيأت موضعا لعروة الوتر ; قال : والزندة تحرث ثم تكظر بعد الحارث ؛ فهو حرث ما لم ينفذ ؛ فإذا أنفذ ، فهو كظر ؛
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : والحراث مجرى الوتر في القوس ، وجمعه أحرثة . ويقال : احرث القرآن أي ادرسه ، وحرثت القرآن أحرثه إذا أطلت دراسته وتدبرته . والحرث : تفتيش الكتاب وتدبره ; ومنه حديث عبد الله : احرثوا هذا القرآن أي فتشوه وثوروه . والحرث : التفتيش ، والحرثة : ما بين منتهى الكمرة ومجرى الختان .
[ ص: 74 ] والحرثة أيضا : المنبت ، عن
ثعلب ;
الأزهري : الحارث أصل جردان الحمار ; والحراث : السهم قبل أن يراش ، والجمع أحرثة .
الأزهري الحرثة : عرق في أصل أداف الرجل .
والحارث : اسم ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : قال
الخليل إن الذين قالوا
الحارث ، إنما أرادوا أن يجعلوا الرجل هو الشيء بعينه ، ولم يجعلوه سمي به ، ولكنهم جعلوه كأنه وصف له غلب عليه ; قال : ومن قال
حارث ، بغير ألف ولام ؛ فهو يجريه مجرى
زيد ، وقد ذكرنا مثل ذلك في الحسن اسم رجل ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني : إنما تعرف الحارث ونحوه من الأوصاف الغالبة بالوضع دون اللام ، وإنما أقرت اللام فيها بعد النقل ، وكونها أعلاما مراعاة لمذهب الوصف فيها قبل النقل ، وجمع الأول : الحرث والحراث ، وجمع حارث حرث وحوارث ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : ومن قال حارث ، قال في جمعه : حوارث ، حيث كان اسما خاصا ،
كزيد ، فافهم .
وحويرث ،
وحريث ،
وحرثان ،
وحارثة ،
وحراث ،
ومحرث : أسماء ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : هو اسم جد
صفوان بن أمية بن محرث ،
وصفوان هذا أحد حكام كنانة ، و
أبو الحارث : كنية الأسد . والحارث : قلة من قلل
الجولان ، وهو جبل
بالشأم في قول
النابغة الذبياني يرثي
النعمان بن المنذر :
بكى حارث الجولان من فقد ربه وحوران منه خائف متضائل
قوله : من فقد ربه ; يعني النعمان ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري وقوله :
وحوران منه خائف متضائل
كقول
جرير :
لما أتى خبر الزبير ، تواضعت سور المدينة ، والجبال الخشع
والحارثان :
الحارث بن ظالم بن حذيمة بن يربوع بن غيظ بن مرة ،
والحارث بن عوف بن أبي حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة ، صاحب الحمالة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : ذكر
الجوهري في الحارثين
الحارث بن ظالم بن حذيمة بالحاء غير المعجمة .
nindex.php?page=showalam&ids=13640ابن يربوع قال : والمعروف عند أهل اللغة
جذيمة ، بالجيم . والحارثان في
باهلة :
الحارث بن قتيبة ،
والحارث بن سهم بن عمرو بن ثعلبة بن غنم بن قتيبة . وقولهم :
بلحرث ،
لبني الحارث بن كعب ، من شواذ الإدغام ، لأن النون واللام قريبا المخرج ، فلما لم يمكنهم الإدغام بسكون اللام ، حذفوا النون كما قالوا : مست وظلت ، وكذلك يفعلون بكل قبيلة تظهر فيها لام المعرفة ، مثل
بلعنبر وبلهجيم ، فأما إذا لم تظهر اللام ؛ فلا يكون ذلك . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10369390وعليه خميصة حريثية ; قال
ابن الأثير : هكذا جاء في بعض طرق
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم ; قيل : هي منسوبة إلى
حريث ، رجل من
قضاعة ; قال : والمعروف
جونية ، وهو مذكور في موضعه .
[ حرث ]
حرث : الْحَارِثُ وَالْحِرَاثَةُ : الْعَمَلُ فِي الْأَرْضِ زَرْعًا كَانَ أَوْ غَرْسًا ، وَقَدْ يَكُونُ الْحَارِثُ نَفْسَ الزَّرْعِ ، وَبِهِ فَسَّرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ قَوْلَهُ ، تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=117أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ حَرَثَ يَحْرُثُ حَرْثًا :
الْأَزْهَرِيُّ : الْحَارِثُ قَذْفُكَ الْحَبَّ فِي الْأَرْضِ لَازْدِرَاعٍ ، وَالْحَرْثُ : الزَّرْعُ . وَالْحَرَّاثُ : الزَّرَّاعُ . وَقَدْ حَرَثَ وَاحْتَرَثَ ، مِثْلُ زَرَعَ وَازْدَرَعَ . وَالْحَرْثُ : الْكَسْبُ ، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ ، وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ ، وَهُوَ أَيْضًا الِاحْتِرَاثُ . وَفِي الْحَدِيثِ :
أَصْدَقُ الْأَسْمَاءِ الْحَارِثُ ; لِأَنَّ الْحَارِثَ هُوَ الْكَاسِبُ ، وَاحْتَرَثَ الْمَالَ : كَسَبَهُ . وَالْإِنْسَانُ لَا يَخْلُو مِنَ الْكَسْبِ طَبْعًا وَاخْتِيَارًا .
الْأَزْهَرِيُّ : وَالِاحْتِرَاثُ كَسْبُ الْمَالِ ; قَالَ الشَّاعِرُ يُخَاطِبُ ذِئْبًا :
وَمَنْ يَحْتَرِثْ حَرْثِي وَحَرْثَكَ يُهْزَلِ
وَالْحَرْثُ : الْعَمَلُ لِلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ . وَفِي الْحَدِيثِ : (
احْرُثْ لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَدًا ، وَاعْمَلْ لِآخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَمُوتُ غَدًا ) أَيِ اعْمَلْ لِدُنْيَاكَ ، فَخَالَفَ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ ; قَالَ
ابْنُ الْأَثِيرِ : وَالظَّاهِرُ مِنْ لَفْظِ هَذَا الْحَدِيثِ : أَمَّا فِي الدُّنْيَا فَالْحَثُّ عَلَى عِمَارَتِهَا ، وَبَقَاءِ النَّاسِ فِيهَا حَتَّى يَسْكُنَ فِيهَا ، وَيَنْتَفِعَ بِهَا مَنْ يَجِيءُ بَعْدَكَ كَمَا انْتَفَعْتَ أَنْتَ بِعَمَلِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ وَسَكَنْتَ فِيمَا عَمَرَ ؛ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا عَلِمَ أَنَّهُ يَطُولُ عُمْرُهُ أَحْكَمَ مَا يَعْمَلُهُ ، وَحَرَصَ عَلَى مَا يَكْتَسِبُهُ ; وَأَمَّا فِي جَانِبِ الْآخِرَةِ ؛ فَإِنَّهُ حَثَّ عَلَى الْإِخْلَاصِ فِي الْعَمَلِ ، وَحُضُورِ النِّيَّةِ وَالْقَلْبِ فِي الْعِبَادَاتِ وَالطَّاعَاتِ ، وَالْإِكْثَارِ مِنْهَا ؛ فَإِنَّ مَنْ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَمُوتُ غَدًا ، يُكْثِرُ مِنْ عِبَادَتِهِ ، وَيُخْلِصُ فِي طَاعَتِهِ ؛ كَقَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10369389صَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ ) وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ : الْمُرَادُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ غَيْرُ السَّابِقِ إِلَى الْفَهْمِ مِنْ ظَاهِرِهِ ؛ لِأَنَّهُ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، إِنَّمَا نَدَبَ إِلَى الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا ، وَالتَّقْلِيلِ مِنْهَا ، وَمِنَ الِانْهِمَاكِ فِيهَا ، وَالِاسْتِمْتَاعِ بِلَذَّاتِهَا ، وَهُوَ الْغَالِبُ عَلَى أَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالدُّنْيَا ؛ فَكَيْفَ يَحُثُّ عَلَى عِمَارَتِهَا وَالِاسْتِكْثَارِ مِنْهَا ؟ وَإِنَّمَا أَرَادَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، أَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا عَلِمَ أَنَّهُ يَعِيشُ أَبَدًا ، قَلَّ حِرْصُهُ ، وَعَلِمَ أَنَّ مَا يُرِيدُهُ لَا يَفُوتُهُ تَحْصِيلُهُ بِتَرْكِ الْحِرْصِ عَلَيْهِ وَالْمُبَادَرَةِ إِلَيْهِ ، فَإِنَّهُ يَقُولُ : إِنْ فَاتَنِي الْيَوْمَ أَدْرَكْتُهُ غَدًا ؛ فَإِنِّي أَعِيشُ أَبَدًا ؛ فَقَالَ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ : اعْمَلْ عَمَلَ مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ يُخَلَّدُ ؛ فَلَا تَحْرِصْ فِي الْعَمَلِ . فَيَكُونُ حَثًّا لَهُ عَلَى التَّرْكِ ، وَالتَّقْلِيلِ بِطَرِيقٍ أَنِيقَةٍ مِنَ الْإِشَارَةِ وَالتَّنْبِيهِ ، وَيَكُونُ أَمْرُهُ لِعَمَلِ الْآخِرَةِ عَلَى ظَاهِرِهِ ، فَيَجْمَعُ بِالْأَمْرَيْنِ حَالَةً وَاحِدَةً ، وَهُوَ الزُّهْدُ وَالتَّقْلِيلُ ، لَكِنْ بِلَفْظَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ ; قَالَ : وَقَدِ اخْتَصَرَ
الْأَزْهَرِيُّ هَذَا الْمَعْنَى فَقَالَ : مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ تَقْدِيمُ أَمْرِ الْآخِرَةِ وَأَعْمَالِهَا ، حِذَارَ الْمَوْتِ بِالْفَوْتِ ، عَلَى عَمَلِ الدُّنْيَا ؛ وَتَأْخِيرُ أَمْرِ الدُّنْيَا كَرَاهِيَةَ الِاشْتِغَالِ بِهَا عَنْ عَمَلِ الْآخِرَةِ . وَالْحَرْثُ : كَسْبُ الْمَالِ وَجَمْعُهُ . وَالْمَرْأَةُ حَرْثُ الرَّجُلِ أَيْ يَكُونُ وَلَدُهُ مِنْهَا ؛ كَأَنَّهُ يَحْرُثُ لِيَزْرَعَ . وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=223نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : زَعَمَ
أَبُو عُبَيْدَةَ أَنَّهُ كِنَايَةٌ ; قَالَ : وَالْقَوْلُ عِنْدِي فِيهِ أَنَّ مَعْنَى حَرْثٌ لَكُمْ : فِيهِنَّ تَحْرُثُونَ الْوَلَدَ وَاللِّدَةَ ؛ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ; أَيِ ائْتُوا مَوَاضِعَ حَرْثِكُمْ ، كَيْفَ شِئْتُمْ ، مُقْبِلَةً وَمُدْبِرَةً .
الْأَزْهَرِيُّ : حَرَثَ الرَّجُلُ إِذَا جَمَعَ بَيْنَ أَرْبَعِ نِسْوَةٍ . وَحَرَثَ أَيْضًا إِذَا تَفَقَّهَ وَفَتَّشَ . وَحَرَثَ إِذَا اكْتَسَبَ لِعِيَالِهِ وَاجْتَهَدَ لَهُمْ ، يُقَالُ : هُوَ يَحْرُثُ لِعِيَالِهِ وَيَحْتَرِثُ أَيْ يَكْتَسِبُ .
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : الْحَارِثُ الْجِمَاعُ الْكَثِيرُ . وَحَرَثَ الرَّجُلُ : امْرَأَتَهُ ; وَأَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ :
إِذَا أَكَلَ الْجَرَادُ حُرُوثَ قَوْمٍ فَحَرْثِي هَمُّهُ أَكْلُ الْجَرَادِ
وَالْحَرْثُ : مَتَاعُ الدُّنْيَا . وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا أَيْ مَنْ كَانَ يُرِيدُ كَسْبَ الدُّنْيَا . وَالْحَرْثُ : الثَّوَابُ وَالنَّصِيبُ . وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=20مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَحَرَثْتُ النَّارَ : حَرَّكْتُهَا . وَالْمِحْرَاثُ : خَشَبَةٌ تُحَرَّكُ بِهَا النَّارُ فِي التَّنُّورِ . وَالْحَرْثُ : إِشْعَالُ النَّارِ ، وَمِحْرَاثُ النَّارِ : مِسْحَاتُهَا الَّتِي تُحَرَّكُ بِهَا النَّارُ . وَمِحْرَاثُ الْحَرْبِ : مَا يُهَيِّجُهَا . وَحَرَثَ الْأَمْرَ : تَذَكَّرَهُ وَاهْتَاجَ لَهُ ; قَالَ
رُؤْبَةُ :
وَالْقَوْلُ مَنْسِيٌّ إِذَا لَمْ يُحْرَثِ
وَالْحَرَّاثُ : الْكَثِيرُ الْأَكْلِ ; عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ . وَحَرَثَ الْإِبِلَ وَالْخَيْلَ ، وَأَحْرَثَهَا : أَهْزَلَهَا . وَحَرَثَ نَاقَتَهُ حَرْثًا وَأَحْرَثَهَا إِذَا سَارَ عَلَيْهَا حَتَّى تُهْزَلَ . وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ :
اخْرُجُوا إِلَى مَعَايِشِكُمْ وَحَرَائِثِكُمْ ، وَاحِدُهَا حَرِيثَةٌ ; قَالَ
الْخَطَّابِيُّ : الْحَرَائِثُ أَنْضَاءُ الْإِبِلِ ; قَالَ : وَأَصْلُهُ فِي الْخَيْلِ إِذَا هُزِلَتْ ؛ فَاسْتُعِيرَ لِلْإِبِلِ ; قَالَ : وَإِنَّمَا يُقَالُ فِي الْإِبِلِ أَحْرَفْنَاهَا ، بِالْفَاءِ ; يُقَالُ : نَاقَةٌ حَرْفٌ أَيْ هَزِيلَةٌ ; قَالَ : وَقَدْ يُرَادُ بِالْحَرَائِثِ الْمَكَاسِبُ ، مِنَ الِاحْتِرَاثِ الِاكْتِسَابِ ; وَيُرْوَى حَرَائِبُكُمْ بِالْحَاءِ وَالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ ، جَمْعُ حَرِيبَةٍ ، وَهُوَ مَالُ الرَّجُلِ الَّذِي يَقُومُ بِأَمْرِهِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ، وَالْمَعْرُوفُ بِالثَّاءِ . وَفِي حَدِيثِ
مُعَاوِيَةَ أَنَّهُ قَالَ
لِلْأَنْصَارِ : مَا فَعَلَتْ نَوَاضِحُكُمْ ؟ قَالُوا : حَرَثْنَاهَا يَوْمَ بَدْرٍ ; أَيْ أَهْزَلْنَاهَا ; يُقَالُ : حَرَثْتُ الدَّابَّةَ وَأَحْرَثْتُهَا أَيْ أَهْزَلْتُهَا ، قَالَ
ابْنُ الْأَثِيرِ : وَهَذَا يُخَالِفُ قَوْلَ
الْخَطَّابِيِّ ، وَأَرَادَ
مُعَاوِيَةُ بِذِكْرِ النَّوَاضِحِ تَقْرِيعًا لَهُمْ وَتَعْرِيضًا ؛ لِأَنَّهُمْ كَانُوا أَهْلَ زَرْعٍ وَسَقْيٍ ؛ فَأَجَابُوهُ بِمَا أَسْكَتَهُ ، تَعْرِيضًا بِقَتْلِ أَشْيَاخِهِ يَوْمَ بَدْرٍ .
الْأَزْهَرِيُّ : أَرْضٌ مَحْرُوثَةٌ وَمُحْرَثَةٌ : وَطِئَهَا النَّاسُ حَتَّى أَحْرَثُوهَا وَحَرَثُوهَا ، وَوُطِئَتْ حَتَّى أَثَارُوهَا ، وَهُوَ فَسَادٌ إِذَا وُطِئَتْ ؛ فَهِيَ مُحْرَثَةٌ وَمَحْرُوثَةٌ تُقْلَبُ لِلزَّرْعِ ، وَكِلَاهُمَا يُقَالُ بَعْدُ . وَالْحَرْثُ : الْمَحَجَّةُ الْمَكْدُودَةُ بِالْحَوَافِرِ . وَالْحُرْثَةُ : الْفُرْضَةُ الَّتِي فِي طَرَفِ الْقَوْسِ لِلْوَتَرِ . وَيُقَالُ : هُوَ حَرْثُ الْقَوْسِ وَالْكُظْرَةِ ، وَهُوَ فُرْضٌ ، وَهِيَ مِنَ الْقَوْسِ حَرْثٌ . وَقَدْ حَرَثْتُ الْقَوْسَ أَحْرُثُهَا إِذَا هَيَّأْتَ مَوْضِعًا لِعُرْوَةِ الْوَتَرِ ; قَالَ : وَالزَّنْدَةُ تُحْرَثُ ثُمَّ تُكْظَرُ بَعْدَ الْحَارِثِ ؛ فَهُوَ حَرْثٌ مَا لَمْ يَنْفُذْ ؛ فَإِذَا أُنْفِذَ ، فَهُوَ كُظْرٌ ؛
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابْنُ سِيدَهْ : وَالْحَرَاثُ مَجْرَى الْوَتَرِ فِي الْقَوْسِ ، وَجَمْعُهُ أَحْرِثَةٌ . وَيُقَالُ : احْرُثِ الْقُرْآنَ أَيِ ادْرُسْهُ ، وَحَرَثْتُ الْقُرْآنَ أَحْرُثُهُ إِذَا أَطَلْتَ دِرَاسَتَهُ وَتَدَبَّرْتَهُ . وَالْحَرْثُ : تَفْتِيشُ الْكِتَابِ وَتَدَبُّرُهُ ; وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ : احْرُثُوا هَذَا الْقُرْآنَ أَيْ فَتِّشُوهُ وَثَوِّرُوهُ . وَالْحَرْثُ : التَّفْتِيشُ ، وَالْحُرْثَةُ : مَا بَيْنَ مُنْتَهَى الْكَمَرَةِ وَمَجْرَى الْخِتَانِ .
[ ص: 74 ] وَالْحُرْثَةُ أَيْضًا : الْمَنْبِتُ ، عَنْ
ثَعْلَبٍ ;
الْأَزْهَرِيُّ : الْحَارِثُ أَصْلُ جُرْدَانِ الْحِمَارِ ; وَالْحِرَاثُ : السَّهْمُ قَبْلَ أَنْ يُرَاشَ ، وَالْجَمْعُ أَحْرِثَةٌ .
الْأَزْهَرِيُّ الْحُرْثَةُ : عِرْقٌ فِي أَصْلِ أُدَافِ الرَّجُلِ .
وَالْحَارِثُ : اسْمٌ ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : قَالَ
الْخَلِيلُ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا
الْحَارِثَ ، إِنَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَجْعَلُوا الرَّجُلَ هُوَ الشَّيْءَ بِعَيْنِهِ ، وَلَمْ يَجْعَلُوهُ سُمِّيَ بِهِ ، وَلَكِنَّهُمْ جَعَلُوهُ كَأَنَّهُ وَصْفٌ لَهُ غَلَبَ عَلَيْهِ ; قَالَ : وَمَنْ قَالَ
حَارِثٌ ، بِغَيْرِ أَلِفٍ وَلَامٍ ؛ فَهُوَ يُجْرِيهِ مُجْرَى
زَيْدٍ ، وَقَدْ ذَكَرْنَا مِثْلَ ذَلِكَ فِي الْحَسَنِ اسْمَ رَجُلٍ ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابْنُ جِنِّي : إِنَّمَا تُعْرَفُ الْحَارِثُ وَنَحْوُهُ مِنَ الْأَوْصَافِ الْغَالِبَةِ بِالْوَضْعِ دُونَ اللَّامِ ، وَإِنَّمَا أُقِرَّتِ اللَّامُ فِيهَا بَعْدَ النَّقْلِ ، وَكَوْنُهَا أَعْلَامًا مُرَاعَاةً لِمَذْهَبِ الْوَصْفِ فِيهَا قَبْلَ النَّقْلِ ، وَجَمْعُ الْأَوَّلِ : الْحُرَّثُ وَالْحُرَّاثُ ، وَجَمْعُ حَارِثٍ حُرَّثٌ وَحَوَارِثُ ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : وَمَنْ قَالَ حَارِثٌ ، قَالَ فِي جَمْعِهِ : حَوَارِثُ ، حَيْثُ كَانَ اسْمًا خَاصًّا ،
كَزَيْدٍ ، فَافْهَمْ .
وَحُوَيْرِثٌ ،
وَحُرَيْثٌ ،
وَحُرْثَانُ ،
وَحَارِثَةُ ،
وَحَرَّاثٌ ،
وَمُحَرَّثٌ : أَسْمَاءٌ ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : هُوَ اسْمُ جَدِّ
صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُحَرَّثٍ ،
وَصَفْوَانُ هَذَا أَحَدُ حُكَّامِ كِنَانَةَ ، وَ
أَبُو الْحَارِثِ : كُنْيَةُ الْأَسَدِ . وَالْحَارِثُ : قُلَّةٌ مِنْ قُلَلِ
الْجَوْلَانِ ، وَهُوَ جَبَلٌ
بِالشَّأْمِ فِي قَوْلِ
النَّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ يَرْثِي
النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ :
بَكَى حَارِثُ الْجَوْلَانِ مِنْ فَقْدِ رَبِّهِ وَحَوْرَانُ مِنْهُ خَائِفٌ مُتَضَائِلُ
قَوْلُهُ : مِنْ فَقْدِ رَبِّهِ ; يَعْنِي النُّعْمَانَ ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابْنُ بَرِّيٍّ وَقَوْلُهُ :
وَحَوْرَانُ مِنْهُ خَائِفٌ مُتَضَائِلُ
كَقَوْلِ
جَرِيرٍ :
لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ ، تَوَاضَعَتْ سُورُ الْمَدِينَةِ ، وَالْجِبَالُ الْخُشَّعُ
وَالْحَارِثَانِ :
الْحَارِثُ بْنُ ظَالِمِ بْنِ حَذِيمَةَ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ غَيْظِ بْنِ مُرَّةَ ،
وَالْحَارِثُ بْنُ عَوْفِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ بْنِ مُرَّةَ بْنِ نُشْبَةَ بْنِ غَيْظِ بْنِ مُرَّةَ ، صَاحِبُ الْحَمَالَةِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابْنُ بَرِّيٍّ : ذَكَرَ
الْجَوْهَرِيُّ فِي الْحَارِثَيْنِ
الْحَارِثَ بْنَ ظَالِمِ بْنِ حَذِيمَةَ بِالْحَاءِ غَيْرِ الْمُعْجَمَةِ .
nindex.php?page=showalam&ids=13640ابْنَ يَرْبُوعٍ قَالَ : وَالْمَعْرُوفُ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ
جَذِيمَةَ ، بِالْجِيمِ . وَالْحَارِثَانِ فِي
بَاهِلَةَ :
الْحَارِثُ بْنُ قُتَيْبَةَ ،
وَالْحَارِثُ بْنُ سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ غَنْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ . وَقَوْلُهُمْ :
بَلْحَرْثِ ،
لِبَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ ، مِنْ شَوَاذِّ الْإِدْغَامِ ، لِأَنَّ النُّونَ وَاللَّامَ قَرِيبَا الْمَخْرَجِ ، فَلَمَّا لَمْ يُمْكِنْهُمُ الْإِدْغَامُ بِسُكُونِ اللَّامِ ، حَذَفُوا النُّونَ كَمَا قَالُوا : مَسْتُ وَظَلْتُ ، وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ بِكُلِّ قَبِيلَةٍ تَظْهَرُ فِيهَا لَامُ الْمَعْرِفَةِ ، مِثْلُ
بَلْعَنْبَرَ وَبَلْهُجَيْمَ ، فَأَمَّا إِذَا لَمْ تَظْهَرِ اللَّامُ ؛ فَلَا يَكُونُ ذَلِكَ . وَفِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10369390وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ حُرَيْثِيَّةٌ ; قَالَ
ابْنُ الْأَثِيرِ : هَكَذَا جَاءَ فِي بَعْضِ طُرُقِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ ; قِيلَ : هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلَى
حُرَيْثٍ ، رَجُلٍ مِنْ
قُضَاعَةَ ; قَالَ : وَالْمَعْرُوفُ
جُونِيَّةٌ ، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ .