عدا : العدو : الحضر ، عدا الرجل والفرس وغيره يعدو عدوا وعدوا وعدوانا وتعداء ، وعدى : أحضر ، قال رؤبة :
من طول تعداء الربيع في الأنق
وحكى : أتيته عدوا ، وضع فيه المصدر على غير الفعل ، وليس في كل شيء قيل ذلك إنما يحكى منه ما سمع ، وقالوا : هو مني عدوة الفرس ، رفع ، تريد أن تجعل ذلك مسافة ما بينك وبينه ، وقد أعداه إذا حمله على الحضر ، وأعديت فرسي : استحضرته ، وأعديت في منطقك أي جرت ، ويقال : للخيل المغيرة : عادية ، قال الله تعالى : سيبويه والعاديات ضبحا ، قال : هي الخيل ، وقال ابن عباس علي رضي الله عنه : هي الإبل هاهنا ، والعدوان والعداء كلاهما : الشديد العدو ، قال :
ولو أن حيا فائت الموت فاته أخو الحرب فوق القارح العدوان
وصخر بن عمرو بن الشريد فإنه أخو الحرب فوق السابح العدوان
والقارح العدا وكل طمرة لا تستطيع يد الطويل قذالها
تذكر إذ أنت شديد القفز نهد القصيرى عدوان الجمز
وأنت تعدو بخروف مبزي
يصرع الخمس عداء في طلق
وقال : فمن فتح العين ، قال جاز هذا إلى ذاك ، ومن كسر العداء فمعناه أنه يعادي الصيد من العدو وهو الحضر حتى يلحقه ، وتعادى القوم : تباروا في العدو ، والعدي : جماعة القوم يعدون لقتال ونحوه ، وقيل : العدي أول من يحمل من الرجالة ، وذلك لأنهم يسرعون العدو والعدي أول ما يدفع من الغارة ، وهو منه ، قال مالك بن خالد الخناعي الهذلي :لما رأيت عدي القوم يسلبهم [ ص: 67 ] طلح الشواجن والطرفاء والسلم
كفت ثوبي لا ألوي إلى أحد إني شنئت الفتى كالبكر يختطم
وعادية تلقي الثياب كأنما تزعزعها تحت السمامة ريح
وقد علمت عرسي مليكة أنني أنا الليث معديا عليه وعاديا
لقد علم الذئب الذي كان عاديا على الناس أني مائر السهم نازع
وعادك أن تلاقيها العداء
قالوا : معنى عادك عداك فقلبه ويقال : معنى قوله عادك عاد لك وعاودك ، وقوله أنشده : ابن الأعرابيعداك عن ريا وأم وهب عادي العوادي واختلاف الشعب
منها على عدواء الدار تسقيم
قال : عدواؤه صرفه واختلافه ، وقال الأصمعي المؤرج : عدواء على غير قصد ، وإذا نام الإنسان على موضع غير مستو فيه ارتفاع وانخفاض ، قال : نمت على عدواء ، وقالالنضر : العدواء من الأرض المكان المشرف يبرك عليه البعير فيضطجع عليه وإلى جنبه مكان مطمئن فيميل فيه البعير فيتوهن ، فالمشرف العدواء ، وتوهنه أن يمد جسمه إلى المكان الوطيء فتبقى قوائمه على المشرف ، ولا يستطيع أن يقوم حتى يموت ، فتوهنه اضطجاعه ، أبو عمرو : العدواء المكان الذي بعضه مرتفع وبعضه متطأطئ وهو المتعادي ، ومكان متعاد : بعضه مرتفع وبعضه متطامن ليس بمستو ، وأرض متعادية : ذات جحرة ولخافيق ، والعدواء على وزن الغلواء : المكان الذي لا يطمئن من قعد عليه ، وقد عاديت القدر : وذلك إذا طامنت إحدى الأثافي ورفعت الأخريين لتميل القدر على النار ، وتعادى ما بينهم : تباعد ، قال الأعشى يصف ظبية وغزالها :وتعادى عنه النهار فما تع جوه إلا عفافة أو فواق
إذا كنت في قوم عدى لست منهم فكل ما علفت من خبيث وطيب
فأمتنا العداة من كل حي فاستوى الركض حين مات العداء
ألا يا اسلمي يا هند هند بني بدر وإن كان حيانا عدى آخر الدهر
والبكرات الفسج العطامسا
ولكنهم قالوا أعاد كراهة الياءين مع الكسرة كما حكى في جمع معطاء معاط ، قال : ولا يمتنع أن يجيء على الأصل معاطي كأثافي فكذلك لا يمتنع أن يقال أعادي ، وأما عداة فجمع عاد ، حكى سيبويه أبو زيد عن العرب : أشمت الله عاديك أي عدوك وهذا مطرد في باب فاعل مما لامه حرف علة يعني أن يكسر على فعلة كقاض وقضاة ورام ورماة ، وهو قول في باب تكسير ما كان من الصفة عدته أربعة أحرف ، وهذا شبيه بلفظ أكثر الناس في توهمهم أن كماة جمع كمي ، وفعيل ليس مما يكسر على فعلة ، وإنما جمع كمي أكماء حكاه سيبويه أبو زيد ، فأما كماة فجمع كام من قولهم كمى شجاعته وشهادته كتمها ، وأما عدى وعدى فاسمان للجمع ; لأن فعلا وفعلا ليسا بصيغتي جمع إلا لفعلة أو فعلة وربما كانت لفعلة ، وذلك قليل كهضبة وهضب وبدرة وبدر والله أعلم ، والعداوة : اسم عام من العدو يقال عدو بين العداوة وفلان يعادي بني فلان ، قال الله عز وجل : عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة ، وفي التنزيل العزيز : فإنهم عدو لي ، قال : عدو وصف ولكنه ضارع الاسم وقد يثنى ويجمع ويؤنث والجمع أعداء ، قال سيبويه : ولم يكسر على فعل وإن كان كصبور كراهية الإخلال والاعتلال ولم يكسر على فعلان كراهية الكسرة قبل الواو ; لأن الساكن ليس بحاجز حصين ، والأعادي جمع الجمع ، والعدى والعدى : اسمان للجمع ، قال سيبويه الجوهري : العدى بكسر العين الأعداء وهو جمع لا نظير له ، وقالوا في جمع عدوة عدايا لم يسمع إلا في الشعر ، وقوله تعالى : هم العدو فاحذرهم ، قيل : معناه هم العدو الأدنى ، وقيل : معناه هم العدو الأشد ؛ لأنهم كانوا أعداء النبي ويظهرون أنهم معه ، والعادي : العدو وجمعه عداة قالت امرأة من العرب : أشمت رب العالمين عاديك ، وقال الخليل في جماعة العدو عدى وعدى ، قال : وكان حد الواحد عدو بسكون الواو ففخموا آخره بواو وقالوا عدو لأنهم لم يجدوا في كلام العرب اسما في آخره واو ساكنة ، قال : ومن العرب من يقول قوم عدى ، وحكى أبو العباس : قوم عدى بضم العين إلا أنه قال : الاختيار إذا كسرت العين أن لا تأتي بالهاء والاختيار إذا ضممت العين أن تأتي بالهاء ، وأنشد :معاذة وجه الله أن أشمت العدى بليلى وإن لم تجزني ما أدينها
والعدواء : أرض يابسة صلبة وربما جاءت في البئر إذا حفرت ، قال : وقد تكون حجرا يحاد عنه في الحفر ، قال العجاج يصف ثورا يحفر كناسا :
وإن أصاب عدواء احرورفا عنها وولاها الظلوف الظلفا
وحال السفى بيني وبينك والعدى ورهن السفى غمر النقيبة ماجد
أو استمر لمسكن أثوى به بقرار ملحدة العداء شطون
تالله ما حبي عليا بشوى قد ظعن الحي وأمسى قد ثوى
مغادرا تحت العداء والثرى
تنفش منه الخيل ما لا يغز لهو
فحركة الهاء هي التعدي والواو بعدها هي المتعدي ، وكذلك قوله :وامتد عرشا عنقه للمقتهي حركة الهاء هي التعدي والياء بعدها هي المتعدي ، وإنما سميت هاتان الحركتان تعديا والياء والواو بعدهما متعديا ; لأنه تجاوز للحد وخروج عن الواجب ، ولا يعتد به في الوزن ; لأن الوزن قد تناهى قبله ، جعلوا ذلك في آخر البيت بمنزلة الخزم في أوله ، وعداه إليه : أجازه وأنفذه ، ورأيتهم عدا أخاك وما عدا أخاك أي ما خلا ، وقد يخفض بها دون ما ، قال الجوهري : وعدا فعل يستثنى به مع ما وبغير ما ؛ تقول جاءني القوم ما عدا زيدا وجاءوني عدا زيدا تنصب ما بعدها بها والفاعل مضمر فيها ، قال الأزهري : من حروف الاستثناء قولهم : ما رأيت أحدا ما عدا زيدا كقولك ما خلا زيدا ، وتنصب زيدا في هذين فإذا أخرجت " ما " خفضت ونصبت ؛ فقلت : ما رأيت أحدا عدا زيدا وعدا زيد وخلا زيدا وخلا زيد النصب بمعنى " إلا " والخفض بمعنى " سوى " ، وعد عنا حاجتك أي اطلبها عند غيرنا فإنا لا نقدر لك عليها ؛ هذه عن ، ويقال : تعد ما أنت فيه إلى غيره أي تجاوزه ، وعد عما أنت فيه أي اصرف همك وقولك إلى غيره ، وعديت عني الهم أي نحيته ، وتقول لمن قصدك : عد عني إلى غيري ، ويقال : عاد رجلك عن الأرض أي جافها وما عدا فلان أن صنع كذا وما لي عن فلان معدى ؛ أي لا تجاوز لي إلى غيره ولا قصور دونه ، وعدوته عن الأمر صرفته عنه ، وعد عما ترى أي اصرف بصرك عنه ، وفي حديث ابن الأعرابي عمر رضي الله عنه : أنه أتي بسطيحتين فيهما نبيذ فشرب من إحداهما وعدى عن الأخرى أي تركها لما رابه منها ، يقال : عد عن هذا الأمر أي تجاوزه إلى غيره ، ومنه حديثه الآخر : أنه أهدي له لبن بمكة فعداه أي صرفه عنه ، والإعداء : إعداء الجرب ، وأعداه الداء يعديه إعداء : جاوز غيره إليه ، وقيل : هو أن يصيبه مثل ما بصاحب الداء ، وأعداه من علته وخلقه وأعداه به ، جوزه إليه والاسم من كل ذلك العدوى ، وفي الحديث : أي لا يعدي شيء شيئا ، وقد تكرر ذكر العدوى في الحديث ، وهو اسم من الإعداء كالرعوى والبقوى من الإرعاء والإبقاء ، والعدوى : أن يكون ببعير جرب مثلا فتتقى مخالطته بإبل أخرى حذار أن يتعدى ما به من الجرب إليها فيصيبها ما أصابه ، فقد أبطله الإسلام لأنهم كانوا يظنون أن المرض بنفسه يتعدى فأعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمر ليس كذلك ، وإنما الله تعالى هو الذي يمرض وينزل الداء ، ولهذا قال في بعض الأحاديث ، وقد قيل له صلى الله عليه وسلم : إن النقبة تبدو بمشفر البعير فتعدي الإبل كلها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للذي خاطبه : فمن الذي أعدى البعير الأول أي من أين صار فيه الجرب ؟ قال لا عدوى ولا هامة ولا صفر ولا طيرة ولا غول الأزهري : العدوى أن يكون ببعير جرب أو بإنسان جذام أو برص فتتقي مخالطته أو مؤاكلته حذار أن يعدوه ما به إليك أي يجاوزه فيصيبك مثل ما أصابه ، ويقال : إن الجرب ليعدي أي يجاوز ذا الجرب إلى من قاربه حتى يجرب ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم مع إنكاره العدوى أن يورد مصح على مجرب لئلا يصيب الصحاح الجرب فيحقق صاحبها العدوى ، والعدوى : اسم من أعدى يعدي فهو معد ، ومعنى أعدى أي أجاز الجرب الذي به إلى غيره ، أو أجاز جربا بغيره إليه ، وأصله من عدا يعدو إذا جاوز الحد ، وتعادى القوم أي أصاب هذا مثل داء هذا ، والعدوى : طلبك إلى وال ليعديك على من ظلمك أي ينتقم منه ، قال : العدوى النصرة والمعونة ، وأعداه عليه : نصره وأعانه ، واستعداه : استنصره واستعانه ، واستعدى عليه السلطان أي استعان به فأنصفه منه ، وأعداه عليه : قواه وأعانه عليه ، قال ابن سيده يزيد بن خذاق :
ولقد أضاء لك الطريق وأنهجت سبل المكارم والهدى يعدي
وأنت امرؤ لا الجود منك سجية [ ص: 71 ] فتعطي وقد يعدي على النائل الوجد
فعادى عداء بين ثور ونعجة وبين شبوب كالقضيمة قرهب
فعادى عداء بين ثور ونعجة دراكا ولم ينضح بماء فيغسل
بكت عيني وحق لها البكاء وأحرقها المحابش والعداء
خبي فليس إلى عثمان مرتجع إلا العداء وإلا مكنع ضرر
فما لك من أروى تعاديت بالعمى ولاقيت كلابا مطلا وراميا
وإن الذي ينوي من المال أهلها أوارك لما تأتلف وعوادي
رأى صاحبي في العاديات نجيبة وأمثالها في الواضعات القوامس
يكون محبسها أدنى لمرتعها ولو تعادى ببكء كل محلوب
يرمي بعينيه عدوة الأمد ال أبعد هل في مطافه ريب ؟
عداني أن أزورك أن بهمي عجايا ، كلها إلا قليلا
هجرت غضوب وحب من يتجنب وعدت عواد دون وليك تشعب
وما شعرت أن ظهري ابتلا حتى رأيت الماء يعدو شلا
عذير الحي من عدوا ن كانوا حية الأرض
عداوية هيهات منك محلها ! إذا ما هي احتلت بقدس وآرة
ألم تر أننا وبني عداء توارثنا من الآباء داء ؟
هلا سألت بعادياء وبيته والخل والخمر التي لم تمنع
بنى لي عاديا حصنا حصينا إذا ما سامني ضيم أبيت