عرا : عراه عروا واعتراه ، كلاهما : غشيه طالبا معروفه ، وحكى ثعلب : أنه سمع ابن الأعرابي يقول : إذا أتيت رجلا تطلب منه حاجة قلت عروته وعررته واعتريته ، واعتررته ، قال الجوهري : عروته أعروه إذا ألممت به وأتيته طالبا ، فهو معرو . وفي حديث أبي ذر : هو من قصدهم وطلب رفدهم وصلتهم . وفلان تعروه الأضياف وتعتريه أي تغشاه ، ومنه قول ما لك لا تعتريهم وتصيب منهم ؟ النابغة :
أتيتك عاريا خلقا ثيابي على خوف تظن بي الظنون
وقوله عز وجل : إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء .قال الفراء : كانوا كذبوه - يعني هودا - ثم جعلوه مختلطا ، وادعوا أن آلهتهم هي [ ص: 128 ] التي خبلته لعيبه إياها ، فهنالك قال : إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون . قال الفراء : معناه ما نقول إلا مسك بعض أصنامنا بجنون لسبك إياها . وعراني الأمر يعروني عروا واعتراني : غشيني وأصابني ، قال : ومنه قول ابن بري الراعي :
قالت خليدة ما عراك ولم تكن بعد الرقاد عن الشئون سئولا
أيجع ظهري وألوي أبهري ليس الصحيح ظهره كالأدبر
ولا المعرى حقبة كالموقر
والمعرى : الجمل الذي يرسل سدى ولا يحمل عليه ، ومنه قول لبيد يصف ناقة :
فكلفتها ما عريت وتأبدت وكانت تسامي بالعزيب الجمائلا
أسد تفر الأسد من عروائه بمدافع الرجاز أو بعيون
ويقال : عراه البرد وعرته الحمى ، وهي تعروه إذا جاءته بنافض ، وأخذته الحمى بعروائها ، واعتراه الهم ، عام في كل شيء .
قال : إذا أخذت المحموم قرة ووجد مس الحمى فتلك العرواء ، وقد عري الرجل - على ما لم يسم فاعله - فهو معرو ، وإن كانت نافضا قيل : نفضته ، فهو منفوض ، وإن عرق منها فهي الرحضاء . وقال الأصمعي : العرواء قل يأخذ الإنسان من الحمى ورعدة . وفي حديث ابن شميل : البراء بن مالك أنه كان تصيبه العرواء وهي في الأصل برد الحمى . وأخذته الحمى بنافض أي برعدة وبرد . وأعرى إذا حم العرواء . ويقال : حم عرواء ، وحم العرواء ، وحم عروا . والعراة : شدة البرد . وفي حديث أبي سلمة : . والعرواء : ما بين اصفرار الشمس إلى الليل إذا اشتد البرد وهاجت ريح باردة . وريح عري وعرية : باردة ، وخص كنت أرى الرؤيا أعرى منها أي يصيبني البرد والرعدة من الخوف الأزهري بها الشمال فقال : شمال عرية باردة ، وليلة عرية باردة ، قال : ومنه قول ابن بري أبي دواد :
وكهول عند الحفاظ مراجي ح يبارون كل ريح عريه
وكأنما اصطبحت قريح سحابة بعرى تنازعه الرياح زلال
قال : العروة الوثقى قول لا إله إلا الله ، وقيل : معناه فقد عقد لنفسه من الدين عقدا وثيقا لا تحله حجة . وعروتا الفرج : لحم ظاهر يدق ، فيأخذ يمنة ويسرة مع أسفل البطن ، وفرج معرى إذا كان كذلك . وعرى المرجان : قلائد المرجان . ويقال لطوق القلادة : عروة . وفي " النوادر " : أرض عروة وذروة وعصمة إذا كانت خصيبة خصبا يبقى . والعروة من النبات : ما بقي له خضرة في الشتاء تتعلق به الإبل حتى تدرك الربيع ، وقيل : العروة الجماعة من العضاه خاصة يرعاها الناس إذا أجدبوا ، وقيل : العروة بقية العضاه والحمضض في الجدب ، ولا يقال لشيء من الشجر عروة إلا لها ، غير أنه قد يشتق لكل ما بقي من الشجر في الصيف . قال الزجاج الأزهري : والعروة من دق الشجر ما له أصل باق في الأرض ، مثل العرفج ، والنصي ، وأجناس الخلة ، والحمض ، فإذا أمحل الناس عصمت العروة الماشية فتبلغت بها ، ضربها الله مثلا لما يعتصم به من الدين في قوله تعالى : فقد استمسك بالعروة الوثقى وأنشد : ابن السكيت
ما كان جرب عند مد حبالكم ضعف يخاف ولا انفصام في العرى
الأزهري : العرى سادات الناس الذين يعتصم بهم الضعفاء ويعيشون بعرفهم ، شبهوا بعرى الشجر العاصمة الماشية في الجدب . قال : والعروة أيضا الشجر الملتف الذي تشتو فيه الإبل فتأكل منه ، وقيل : العروة الشيء من الشجر الذي لا يزال باقيا في الأرض ولا يذهب ، ويشبه به البنك من الناس ، وقيل : العروة من الشجر ما يكفي المال سنته ، وهو من الشجر ما لا يسقط ورقه في الشتاء مثل الأراك والسدر الذي يعول الناس عليه إذا انقطع الكلأ ؛ ولهذا قال ابن سيده أبو عبيدة : إنه الشجر الذي يلجأ إليه المال في السنة المجدبة فيعصمه من الجدب ، والجمع عرى ، قال مهلهل :
خلع الملوك وسار تحت لوائه شجر العرى وعراعر الأقوام
ولم أجد عروة الخلائق إلا الدي ن لما اعتبرت والحسبا
به قرب أبدى الحصى عن متونه سفاسق أعراها اللحاء المشبح
وللحب آيات تبين بالفتى شحوبا وتعرى من يديه الأشاجع
متكورين على المعاري بينهم ضرب كتعطاط المزاد الأثجل
فإن تك ساق من مزينة قلصت لقيس بحرب لا تجن المعاريا
أبيت على معاري واضحات بهن ملوب كدم العباط
فلو كان عبد الله مولى هجوته ولكن عبد الله مولى مواليا
أرأيت إن صرخت بليل هامتي وخرجت منها عاريا أثوابي
أما الثياب فتعرى من محاسنه إذا نضاها ويكسى الحسن عريانا
أبو الهيثم : دابة عري ، وخيل أعراء ، ورجل عريان ، وامرأة عريانة - إذا عريا من أثوابهما . ولا يقال : رجل عري . ورجل عار : إذا أخلقت أثوابه ، وأنشد الأزهري هنا بيت النابغة :
أتيتك عاريا خلقا ثيابي وقد تقدم . والعريان من الرمل : نقا أو عقد ليس عليه شجر . وفرس عري : لا سرج عليه ، والجمع أعراء . قال الأزهري : يقال : هو عرو من هذا الأمر ، كما يقال : هو خلو منه . والعرو : الخلو ، تقول : أنا عرو منه ، بالكسر ، أي خلو . قال : ورجل عرو من الأمر ، لا يهتم به ، قال : وأرى عروا من العري ، على قولهم جبيت جباوة وأشاوى في جمع أشياء ، فإن كان كذلك فبابه الياء ، والجمع أعراء ، وقول ابن سيده لبيد :
والنيب إن تعر مني رمة خلقا بعد الممات فإني كنت أتئر
واعرورت العلط العرضي تركضه أم الفوارس بالدئداء والربعه
يظل بموماة ويمسي بغيرها جحيشا ويعروري ظهور المهالك [ ص: 130 ] ويقال : نحن نعاري أي : نركب الخيل أعراء ، وذلك أخف في الحرب .
وفي حديث أنس : أن أهل المدينة فزعوا ليلا ، فركب النبي - صلى الله عليه وسلم - فرسا لأبي طلحة عريا . واعرورى مني أمرا قبيحا : ركبه ، ولم يجئ في الكلام افعوعل مجاوزا غير اعروريت . واحلوليت المكان : إذا استحليته . في قولهم أنا النذير العريان : هو رجل من ابن السكيت خثعم ، حمل عليه يوم ذي الخلصة عوف بن عامر بن أبي عوف بن عويف بن مالك بن ذبيان بن ثعلبة بن عمرو بن يشكر ، فقطع يده ويد امرأته ، وكانت من بني عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة . وفي الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : خص العريان لأنه أبين للعين وأغرب وأشنع عند المبصر ، وذلك أن ربيئة القوم وعينهم يكون على مكان عال ، فإذا رأى العدو وقد أقبل نزع ثوبه وألاح به لينذر قومه ويبقى عريانا . ويقال : فلان عريان النجي ، إذا كان يناجي امرأته ، ويشاورها ، ويصدر عن رأيها ، ومنه قوله : إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل أنذر قومه جيشا ، فقال : أنا النذير العريان ، أنذركم جيشا
أصاخ لعريان النجي وإنه لأزور عن بعض المقالة جانبه
وأعريت المكان : تركت حضوره ، قال : ذو الرمة
ومنهل أعرى جباه الحضر
، والمعرى من الأسماء : ما لم يدخل عليه عامل كالمبتدإ . والمعرى من الشعر : ما سلم من الترفيل والإذالة والإسباغ . وعراه من الأمر : خلصه وجرده . ويقال : ما تعرى فلان من هذا الأمر ، أي ما تخلص . والمعاري : المواضع التي لا تنبت . وروى الأزهري عن : العرا الفناء ، مقصور ، يكتب بالألف لأن أنثاه عروة ، قال : وقال غيره العرا الساحة والفناء ، سمي عرا لأنه عري من الأبنية والخيام . ويقال : نزل بعراه وعروته وعقوته ، أي نزل بساحته وفنائه ، وكذلك نزل بحراه ، وأما العراء ممدودا فهو ما اتسع من فضاء الأرض ، وقال ابن الأعرابي : هو المكان الفضاء لا يستتر فيه شيء ، وقيل : هي الأرض الواسعة . وفي التنزيل : ابن سيده فنبذناه بالعراء وهو سقيم وجمعه أعراء ، قال ابن جني : كسروا فعالا على أفعال حتى كأنهم إنما كسروا فعلا ، ومثله جواد وأجواد ، وعياء وأعياء ، وأعرى : سار فيها ، وقال أبو عبيدة : إنما قيل له : عراء ; لأنه لا شجر فيه ولا شيء يغطيه ، وقيل : إن العراء وجه الأرض الخالي ، وأنشد :ورفعت رجلا لا أخاف عثارها ونبذت بالبلد العراء ثيابي
وبلد عارية أعراؤه
والعرى : الحائط ، وقيل : كل ما ستر من شيء عرى . والعرو : الناحية ، والجمع أعراء . والعرى والعراة : الجناب والناحية والفناء والساحة . ونزل في عراه ، أي في ناحيته ، وقوله أنشده : ابن جنيأو مجز عنه عريت أعراؤه
فإنه يكون جمع عرى ، من قولك نزل بعراه ، ويجوز أن يكون جمع عراء ، وأن يكون جمع عري . واعرورى : سار في الأرض وحده . وأعراه النخلة : وهب له ثمرة عامها . والعرية : النخلة المعراة ، قال سويد بن الصامت الأنصاري :ليست بسنهاء ولا رجبية ولكن عرايا في السنين الجوائح
وقال : العرايا ثلاثة أنواع ، واحدتها أن يجيء الرجل إلى صاحب الحائط فيقول له : بعني من حائطك ثمر نخلات بأعيانها بخرصها من التمر ، فيبيعه إياها ، ويقبض التمر ، ويسلم إليه النخلات يأكلها ويبيعها ويتمرها ، ويفعل بها ما يشاء ، قال : وجماع العرايا كل ما أفرد ليؤكل خاصة ولم يكن في جملة المبيع من ثمر الحائط ، إذا بيعت جملتها من واحد . والصنف الثاني : أن يحضر رب الحائط القوم فيعطي الرجل ثمر النخلة والنخلتين وأكثر عرية يأكلها ، وهذه في معنى المنحة ، قال : وللمعرى أن يبيع ثمرها ويتمره ، ويصنع به ما يصنع في ماله ; لأنه قد ملكه . والصنف الثالث من العرايا أن يعري الرجل الرجل النخلة وأكثر من حائطه ; ليأكل ثمرها ويهديه ويتمره ، ويفعل فيه ما أحب ، ويبيع ما بقي من ثمر حائطه منه ، فتكون هذه مفردة من المبيع منه جملة ، وقال غيره : العرايا أن يقول الغني للفقير : ثمر هذه النخلة أو النخلات لك ، وأصلها لي . وأما تفسير قوله - صلى الله عليه وسلم - : الشافعي فإن الترخيص فيها كان بعد نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المزابنة ، وهي بيع الثمر في رءوس النخل بالتمر ، ورخص من جملة المزابنة في العرايا فيما دون خمسة أوسق ، وذلك للرجل يفضل من قوت سنته التمر ، فيدرك الرطب ، ولا نقد بيده يشتري به الرطب ، ولا نخل له يأكل من رطبه ، فيجيء إلى صاحب الحائط فيقول له : [ ص: 131 ] بعني ثمر نخلة أو نخلتين أو ثلاث بخرصها من التمر ، فيعطيه التمر بثمر تلك النخلات ليصيب من رطبها مع الناس ، فرخص النبي - صلى الله عليه وسلم - من جملة ما حرم من المزابنة فيما دون خمسة أوسق ، وهو أقل مما تجب فيه الزكاة ، فهذا معنى ترخيص النبي - صلى الله عليه وسلم - في العرايا ; لأن بيع الرطب بالتمر محرم في الأصل ، فأخرج هذا المقدار من الجملة المحرمة لحاجة الناس إليه ، قال إنه رخص في العرايا الأزهري : ويجوز أن تكون العرية مأخوذة من عري يعرى ، كأنها عريت من جملة التحريم ، أي حلت وخرجت منها ، فهي عرية ، فعيلة بمعنى فاعلة ، وهي بمنزلة المستثناة من الجملة . قال الأزهري : وأعرى فلان فلانا ثمر نخلة ، إذا أعطاه إياها يأكل رطبها ، وليس في هذا بيع ، وإنما هو فضل ومعروف .
وروى شمر ، عن صالح بن أحمد ، عن أبيه قال : العرايا أن يعري الرجل من نخله ذا قرابته أو جاره ما لا تجب فيه الصدقة ، أي يهبها له ، فأرخص للمعري في بيع ثمر نخلة في رأسها بخرصها من التمر ، قال : والعرية مستثناة من جملة ما نهي عن بيعه من المزابنة ، وقيل : يبيعها المعرى ممن أعراه إياها ، وقيل : له أن يبيعها من غيره .
وقال الأزهري : النخلة العرية التي إذا عرضت النخيل على بيع ثمرها عريت منها نخلة ، أي عزلتها من المساومة . والجمع العرايا ، والفعل منه : الإعراء ، وهو أن تجعل ثمرتها لمحتاج أو لغير محتاج عامها ذلك . قال الجوهري : عرية فعيلة بمعنى مفعولة ، وإنما أدخلت فيها الهاء لأنها أفردت فصارت في عداد الأسماء مثل النطيحة والأكيلة ، ولو جئت بها مع النخلة قلت : نخلة عري ، وقال : إن ترخيصه في بيع العرايا بعد نهيه عن المزابنة ، لأنه ربما تأذى بدخوله عليه فيحتاج إلى أن يشتريها منه بتمر ، فرخص له في ذلك .
واستعرى الناس في كل وجه ، وهو من العرية : أكلوا الرطب من ذلك ، أخذه من العرايا . قال أبو عدنان : قال الباهلي : العرية من النخل : الفاردة التي لا تمسك ، حملها يتناثر عنها ، وأنشدني لنفسه :
فلما بدت تكنى تضيع مودتي وتخلط بي قوما لئاما جدودها
رددت على تكنى بقية وصلها رميما فأمست وهي رث جديدها
كما اعتكرت للاقطين عرية من النخل يوطى كل يوم جريدها
وأمهلت أهل الدار حتى تظاهروا علي وقال العري منهم فأهجرا
يعرى هواك إلى أسماء واحتظرت بالنأي والبخل فيما كان قد سلفا
وأزجر الكاشح العدو إذا اغ تابك زجرا مني على أضم
زجر أبي عروة السباع إذا أشفق أن يلتبسن بالغنم
وما ضرب بيضاء يسقي دبوبها دفاق فعروان الكراث فضيمها
كطاو بعروى ألجأته عشية لها سبل فيه قطار وحاصب
عرية ليس لها ناصر وعروى التي هدم الثعلب
يا ويح ناقتي التي كلفتها عروى تصر وبارها وتنجم !
حلمه وازن بنات شمام وابن عروان مكفهر الجبين
أطرقت عراهيه أم طرقت بداهيه ؟