عفر : العفر والعفر : ظاهر التراب ، والجمع أعفار . وعفره في التراب يعفره عفرا وعفره تعفيرا فانعفر وتعفر : مرغه فيه أو دسه . والعفر : التراب ; وفي حديث أبي جهل : محمد وجهه بين أظهركم ؟ يريد به سجوده في التراب ، ولذلك قال في آخره : هل يعفر ; يريد إذلاله ; ومنه قول لأطأن على رقبته أو لأعفرن وجهه في التراب جرير :
وسار لبكر نخبة من مجاشع فلما رأى شيبان والخيل عفرا
قيل في تفسيره : أراد تعفر . قال : ويحتمل عندي أن يكون أراد عفر جنبه ، فحذف المفعول . وعفره واعتفره : ضرب به الأرض ; وقول ابن سيده أبي ذؤيب :ألفيت أغلب من أسد المسد حدي د الناب أخذته عفر فتطريح
وهن مدا غضن الأفيق
فسمى جلودها ، وهي حية ، أفيقا ; وإنما الأفيق الجلد ما دام في الدباغ ، وهو قبل ذلك جلد وإهاب ونحو ذلك ، ولكنه لما كان قد يصير إلى الدباغ سماه أفيقا وأطلق ذلك عليه قبل وصوله إليه على وجه تصور الحال المتوقعة . ونحو منه قوله تعالى : إني أراني أعصر خمرا وقول الشاعر :إذا ما مات ميت من تميم فسرك أن يعيش فجئ بزاد
قتلت قتيلا لم ير الناس مثله أقلبه ذا تومتين مسورا
تهلك المدراة في أكنافه وإذا ما أرسلته يعتفر
يعدو فيلحم ضرغامين عيشهما لحم من القوم معفور خراذيل
وكنا إذا جبار قوم أرادنا بكيد حملناه على قرن أعفرا
وأصبح يرمي الناس عن قرن أعفرا
وذلك أنهم كانوا يتخذون القرون مكان الأسنة فصار مثلا عندهم في الشدة تنزل بهم . ويقال للرجل إذا بات ليلته في شدة تقلقه : كنت على قرن أعفر ; ومنه قول امرئ القيس :كأني وأصحابي على قرن أعفرا
وثريد أعفر : مبيض ، وقد تعافر . ومن كلامهم . . . هم ووصف الحروقة فقال : حتى تعافر من نفثها أي : تبيض . والأعفر : الرمل الأحمر ; وقول بعض الأغفال :وجردبت في سمل عفير
يجوز أن يكون تصغير أعفر على تصغير الترخيم أي : مصبوغ بصبغ بين البياض والحمرة : والأعفر : الأبيض وليس بالشديد البياض . وماعزة عفراء : خالصة البياض . وأرض عفراء : بيضاء لم توطأ كقولهم فيها هجان اللون . وفي الحديث : . والعفر من ليالي الشهر : السابعة والثامنة والتاسعة ، وذلك لبياض القمر . وقال يحشر الناس يوم القيامة على أرض عفراء ثعلب : العفر منها البيض ، ولم يعين ; وقال أبو رزمة :ما عفر الليالي كالدآدي ولا توالي الخيل كالهوادي
جازت البيد إلى أرحلنا آخر الليل بيعفور خدر
لمعفر قهد تنازع شلوه غبس كواسب ما يمن طعامها
ومجر منتحر الطلي تعفرت فيه الفراء بجزع واد ممكن
قرنت الظالمين بمرمريس يذل لها العفارية المريد
كأنه كوكب في إثر عفرية مسوم في سواد الليل منقضب
وضبرة مثل الأتان عفرة ثجلاء ذات خواصر ما تشبع
خلا الجوف من أعفار سعد فما به لمستصرخ يشكو التبول نصير
حملت أثقالي مصمماتها غلب الذفارى وعفرنياتها
فوردت قبل إنى ضحائها تفرش الحيات في خرشائها
تجر بالأهون من إدنائها جر العجوز جانبي خفائها
جر العروس الثني من ردائها
فقال له عمر : أنت أسوأ حالا مني حيث تقول :لقومي أحمى للحقيقة منكم وأضرب للجبار والنقع ساطع
وأوثق عند المردفات عشية لحاقا إذا ما جرد السيف لامع
ديار جميع الصالحين بذي السدر أبيني لنا إن التحية عن عفر
فلئن طأطأت في قتلهم لتهاضن عظامي عن عفر
إن أخوالي جميعا من شقر لبسوا لي عمسا جلد النمر
على عفر من عن تناء وإنما تداني الهوى من عن تناء وعن عفر
ثانيا برثنه ما ينعفر
ووقع في عافور شر كعاثور شر ، وقيل هي على البدل أي : في شدة . والعفار ، بالفتح : تلقيح النخل وإصلاحه . وعفر النخل : فرغ من تلقيحه . والعفر : أول سقية سقيها الزرع . وعفر الزرع : أن يسقى سقية ينبت عنه ثم يترك أياما لا يسقى فيها حتى يعطش ، ثم يسقى فيصلح على ذلك ، وأكثر ما يفعل ذلك بخلف الصيف وخضراواته . وعفر النخل والزرع : سقاهما أول سقية ; يمانية . وقال أبو حنيفة : عفر الناس يعفرون عفرا إذا سقوا الزرع بعد طرح الحب . وفي حديث هلال : ما قربت أهلي مذ عفرن النخل . وروي ; عفار النخل تلقيحها وإصلاحها ; يقال : عفروا نخلهم يعفرون ، وقد روي بالقاف ; قال أن رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : إني ما قربت أهلي مذ عفار النخل وقد حملت ، فلاعن بينهما ابن الأثير : وهو خطأ . : العفار أن يترك النخل بعد السقي أربعين يوما لا يسقى لئلا ينتفض حملها ، ثم يسقى ثم يترك إلى أن يعطش ، ثم يسقى ، قال : وهو من تعفير الوحشية ولدها إذا فطمته ، وقد ذكرناه آنفا . والعفار : لقاح النخيل . ويقال : كنا في العفار ، وهو بالفاء أشهر منه بالقاف . والعفار : شجر يتخذ منه الزناد وقيل في قوله تعالى : ابن الأعرابي أفرأيتم النار التي تورون أأنتم أنشأتم شجرتها إنها المرخ والعفار وهما شجرتان فيهما نار ليس في غيرهما من الشجر ، ويسوى من أغصانها الزناد فيقتدح بها . قال الأزهري : وقد رأيتهما في البادية والعرب تضرب بهما المثل في الشرف العالي فتقول : في كل الشجر نار ، واستمجد المرخ والعفار أي : كثرت فيهما على ما في سائر الشجر . واستمجد : استكثر ، وذلك أن هاتين الشجرتين من أكثر الشجر نارا ، وزنادهما أسرع الزناد وريا ، والعناب من أقل الشجر نارا . وفي المثل : اقدح بعفار أو مرخ ثم اشدد إن شئت أو أرخ ; قال أبو حنيفة : أخبرني بعض أعراب السراة أن العفار شبيهة بشجرة الغبيراء الصغيرة ، إذا رأيتها من بعيد لم تشك أنها شجرة غبيراء ، ونورها أيضا كنورها ، وهو شجر خوار ولذلك جاد للزناد ، واحدته عفارة . وعفارة : اسم امرأة ، منه ; قال الأعشى :باتت لتحزننا عفاره يا جارتا ما أنت جاره
وإذا الخرد اغبررن من الم حل وصارت مهداؤهن عفيرا
لقد لاقى المطي بنجد عفر حديث إن عجبت له عجيب
غشيت بعفرى أو برجلتها ربعا رمادا وأحجارا بقين بها سفعا