عقا : العقوة والعقاة : الساحة وما حول الدار والمحلة ، وجمعهما عقاء . وعقوة الدار : ساحتها ; يقال : نزل بعقوته ، ويقال : ما بعقوة هذه الدار مثل فلان ، وتقول : ما يطور أحد بعقوة هذا الأسد ، ونزلت الخيل بعقوة العدو . وفي حديث - رضي الله عنهما : المؤمن الذي يأمن من أمسى بعقوته ; عقوة الدار حولها وقريبا منها . وعقا يعقو واعتقى : احتفر البئر فأنبط من جانبها . والاعتقاء : أن يأخذ الحافر في البئر يمنة ويسرة إذا لم يمكنه أن ينبط الماء من قعرها ، والرجل يحفر البئر فإذا لم ينبط الماء من قعرها اعتقى يمنة ويسرة . واعتقى في كلامه : استوفاه ولم يقصد ، وكذلك الأخذ في شعب الكلام ، ويشتق الإنسان الكلام فيعتقي فيه ، والعاقي كذلك ، قال : وقلما يقولون عقا ; يعقو ; وأنشد لبعضهم : ابن عمر
ولقد دربت بالاعتقا ء والاعتقام فنلت نجحا
وقال رؤبة :بشيظمي يفهم التفهيما ويعتقي بالعقم التعقيما
ويعتقي بالعقم التعقيما
معنى يعتقي أي : يحبس ويمنع بالعقم التعقيم أي : بالشر الشر . قال الأزهري : أما الاعتقام في الحفر فقد فسرناه في موضعه من عقم ، وأما الاعتقاء في الحفر بمعنى الاعتقام فما سمعته لغير الليث ; قال البيت : ابن بريبشطسي يفهم التفهيما
قال : ويعتقي يرد أي : يرد أمر من علا عليه ، قال : وقيل التعقيم هنا القهر . ويقال : عق الرجل بسهمه إذا رمى به في السماء فارتفع ، ويسمى ذلك السهم العقيقة . وقال أبو عبيدة : عقى الرامي بسهمه فجعله من عقق . وعقى بالسهم : رمى به في الهواء فارتفع ، لغة في عقه ; قال المتنخل الهذلي :عقوا بسهم فلم يشعر به أحد ثم استفاؤوا وقالوا حبذا الوضح
وهو إذا الحرب عقا عقابه كره اللقاء تلتظي حرابه
لا دلو إلا مثل دلو أهبان واسعة الفرغ أديمان اثنان
مما تنقى من عكاظ الركبان إذا الكفاة اضطجعوا للأذقان
عقت كما عقت دلوف العقبان بها فناهب كل ساق عجلان
تقضي البازي إذا البازي كسر
ومثله قولهم : التظني من الظن والتلعي من اللعاعة ، قال : وأصل تعقية الدلو من العق وهو الشق ; أنشدأبو عمرو لعطاء الأسدي :وعقت دلوه حين استقلت بما فيها كتعقية العقاب
صبا تعتقيها تارة وتقيمها
وقال بعضهم : معنى تعتقيها تمضيها ، وقال : تحتبسها والاعتقاء : الاحتباس ، وهو قلب الاعتياق ; قال الأصمعي : ومنه قول ابن بري مزاحم :صبا وشمالا نيرجا يعتقيهما أحايين نوبات الجنوب الزفازف
ودون ذلك غول يعتقي الأجلا
وقالوا : عاق على توهم عقوته . الجوهري : عقاه يعقوه إذا عاقه ، على القلب ، وعاقني وعاقاني وعقاني بمعنى واحد ; وأنشد أبو عبيد لذي الخرق الطهوي :ألم تعجب لذئب بات يسري ليؤذن صاحبا له باللحاق
حسبت بغام راحلتي عناقا وما هي ويب غيرك بالعناق
ولو أني رميتك من قريب لعاقك عن دعاء الذئب عاق
ولكني رميتك من بعيد فلم أفعل وقد أوهت بساقي
[ ص: 239 ] عليك الشاء شاء بني تميم فعافقه فإنك ذو عفاق
ولو أني رميتك من قريب
وقال في إيراده : ولو أني رميتك من بعيد ، لعاقك . قال وصواب إنشاده : ابن بريولو أني رميتك من قريب لعاقك عن دعاء الذئب عاق