ذكر سليمان بن إيلغازي على أبيه عصيان
في هذه السنة عصى سليمان بن إيلغازيبن أرتق على أبيه بحلب ، وقد جاوز عمره عشرين سنة ، حمله على ذلك جماعة من عنده ، فسمع والده الخبر ، فسار مجدا [ ص: 671 ] لوقته ، فلم يشعر به سليمان حتى هجم عليه ، فخرج إليه معتذرا ، فأمسك عنه ، وقبض على من كان أشار عليه بذلك ، منهم : أمير كان قد التقطه أرتق ، والد ، ورباه ، اسمه إيلغازي ناصر ، فقلع عينيه ، وقطع لسانه ، ومنهم : إنسان من أهل حماة من بيت قرناص ، كان قد قدمه على أهل إيلغازي حلب ، وجعل إليه الرئاسة ، فجازاه بذلك ، وقطع يديه ورجليه ، وسمل عينيه ، فمات .
وأحضر ولده ، وهو سكران ، فأراد قتله ، فمنعته رقة الوالد ، فاستبقاه ، فهرب إلى دمشق ، فأرسل يشفع فيه ، فلم يجبه إلى ذلك ، واستناب طغتكين بحلب سليمان ابن أخيه عبد الجبار بن أرتق ، ولقبه بدر الدولة ، وعاد إلى ماردين .