[ ص: 232 ] بيان : ذم الرياء
وهو طلب الجاه والمنزلة بالعبادات : اعلم أن الرياء حرام ، والمرائي عند الله ممقوت ، وقد شهدت لذلك الآيات والأخبار :
أما الآيات فقوله تعالى : ( فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ) [ الماعون : 4 ، 6 ] وقوله عز وجل ( والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور ) [ فاطر : 10 ] قال " " : " هم أهل الرياء " . وقال تعالى : ( مجاهد إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ) [ الإنسان : 9 ] .
فمدح المخلصين بنفي كل إرادة سوى وجه الله والرياء ضده وقال تعالى : ( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) [ الكهف : 110 ] نزل ذلك فيمن يطلب الأجر والحمد بعباداته وأعماله .
ومن الأحاديث : قوله صلى الله عليه وسلم : " " . يقول الله عز وجل من عمل لي عملا أشرك فيه غيري فهو له كله وأنا منه بريء ، وأنا أغنى الأغنياء عن الشرك
وقال صلى الله عليه وسلم : " " . إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر " قالوا : " وما الشرك الأصغر ، يا رسول الله " ؟ قال : " الرياء ، يقول الله عز وجل يوم القيامة إذا جاز العباد بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم الجزاء
وقال صلى الله عليه وسلم : " لا يقبل الله عز وجل عملا فيه مثقال ذرة من رياء " وقال صلى الله عليه وسلم : " " . إن أدنى الرياء شرك
وقال صلى الله عليه وسلم : " إن في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله رجلا تصدق بيمينه فكان يخفيها عن شماله " ولذلك ورد : " إن فضل عمل السر على عمل الجهر بسبعين ضعفا " .
وروي أن المسيح عليه السلام كان يقول : " إذا كان يوم صوم أحدكم فليدهن رأسه ولحيته ويمسح شفتيه ، لئلا يرى الناس أنه صائم ، وإذا أعطى بيمينه فليخف عن شماله ، وإذا صلى فليرخ ستر بابه " .
ومن الآثار ما روي أن " " رضي الله عنه رأى رجلا يطأطئ رقبته فقال : " يا صاحب الرقبة ارفع رقبتك ليس الخشوع في الرقاب إنما الخشوع في القلوب " . عمر بن الخطاب
ورأى " " رجلا في المسجد يبكي في سجوده فقال : " أنت أنت ! لو كان هذا في بيتك " . أبو أمامة الباهلي
وقال " الضحاك " : " لا يقولن أحدكم هذا لوجه الله ولوجهك ، ولا يقولن هذا لله وللرحم ، فإن الله تعالى لا شريك له " .