بيان : ذم العجب وآفاته
اعلم أن العجب مذموم في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا ) [ التوبة : 25 ] ذكر ذلك في معرض الإنكار ، وقال عز وجل : ( وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ) [ الحشر : 2 ] فرد على الكفار في إعجابهم بحصونهم وشوكتهم ، وقال تعالى : ( وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) [ الكهف : 104 ] وهذا أيضا يرجع إلى ، وقد يعجب الإنسان بعمل هو مخطئ فيه كما يعجب بعمل هو مصيب فيه. العجب بالعمل
وقال صلى الله عليه وسلم : " " . ثلاث مهلكات : شح مطاع ، وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه
وقال " " : " الهلاك في اثنتين القنوط والعجب " وإنما جمع بينهما ; لأن السعادة لا تنال إلا بالسعي والطلب والجد والتشمر ، والقانط لا يسعى ، ولا يطلب ، والمعجب يعتقد أنه قد سعد وقد ظفر بمراده فلا يسعى ، وقد قال تعالى : ( ابن مسعود فلا تزكوا أنفسكم ) [ النجم : 32 ] أي لا تعتقدوا أنها بارة ، وقال تعالى : ( لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى ) [ البقرة : 264 ] والمن نتيجة استعظام الصدقة ، واستعظام العمل هو العجب .