وأما : فينبغي أن تجدد عندهما ذكر كبرياء الله سبحانه وترفع يديك مستجيرا بعفو الله عز وجل من عقابه ، ثم تستأنف له ذلا وتواضعا بركوعك ، وتجتهد في ترقيق قلبك وتجيد خشوعك وتستشعر ذلك وعز مولاك واتضاعك وعلو ربك ، وتستعين على تقرير ذلك في قلبك بلسانك فتسبح ربك وتشهد له بالعظمة وأنه أعظم من كل شيء عظيم ، وتكرر ذلك على قلبك لتؤكده بالتكرار . ثم ترتفع من ركوعك مؤكدا للرجاء في نفسك بقولك : " سمع الله لمن حمده " أي أجاب لمن شكره ، ثم تردف ذلك بالشكر المتقاضي للمزيد فتقول : " ربنا لك الحمد " وتكثر الحمد بقولك : " ملء السماوات وملء الأرض " ، ثم تهوي إلى السجود وهو أعلى درجات الاستكانة فتمكن أعز أعضائك وهو الوجه من أذل الأشياء وهو التراب ، وإن أمكنك أن لا تجعل بينهما حائلا فتسجد على الأرض فافعل ، فإنه أجلب للخشوع وأدل على الذل ، وإذا وضعت نفسك موضع الذل فاعلم أنك وضعتها موضعها ورددت الفرع إلى أصله ، وأنك من التراب خلقت وإليه تعود ، فعند هذا جدد على قلبك عظمة الله وقل : " سبحان ربي الأعلى " وأكده بالتكرار فإن الكرة الواحدة ضعيفة الآثار ، فإذا رق وظهر ذلك فلتصدق رجاءك في رحمة الله فإن رحمته تسارع إلى الضعف والذل لا إلى التكبر والبطر ، فارفع رأسك مكبرا وسائلا حاجتك وقائلا : " رب اغفر وارحم " ثم أكد التواضع بالتكرار فعد إلى السجود ثانيا كذلك . الركوع والسجود