[ ص: 40 ] وأما دوام القيام : فإنه تنبيه على إقامة القلب مع الله عز وجل على نعت واحد من الحضور قال صلى الله عليه وسلم : " الله عز وجل مقبل على المصلي ما لم يلتفت " وكما تجب حراسة الرأس والعين عن الالتفات إلى الجهات فكذلك تجب حراسة السر عن الالتفات إلى غير الصلاة ، فإذا التفت إلى غيره فذكره باطلاع الله عليك وبقبح التهاون بالمناجى عند غفلة المناجي ليعود إليه ، والزم الخشوع للقلب فإن الخلاص عن الالتفات باطنا وظاهرا ثمرة الخشوع ، ومهما خشع الباطن خشع الظاهر ، قال صلى الله عليه وسلم - وقد إن رأى رجلا مصليا يعبث بلحيته - : " أما هذا لو خشع قلبه لخشعت جوارحه فإن الرعية بحكم الراعي " ولهذا ورد في الدعاء " اللهم أصلح الراعي والرعية " وهو القلب والجوارح .