الإمامة :
على الإمام وظائف قبل الصلاة وفي القراءة وفي أركان الصلاة وبعد السلام :
أما الوظائف التي هي قبل الصلاة فست : [ أولها ] : أن ، وأن لا يتقدم للإمامة على قوم يكرهونه إلا إذا امتنع من هو أولى منه فله التقدم ، ويكره عند ذلك المدافعة . لا يتقدم ووراءه من هو أفقه منه
[ ثانيها ] .
[ ص: 42 ] [ ثالثها ] : أن ليدرك رضوان الله تعالى ، ففضل أول الوقت على آخره كفضل الآخرة على الأولى ، ولا ينبغي أن يؤخر الصلاة لانتظار كثرة الجمع بل عليه المبادرة لحيازة فضيلة أول الوقت فهي أفضل من كثرة الجماعة ومن تطويل السورة ، وقد يراعي الإمام أوقات الصلوات فيصلي في أوائلها " فصلى بهم حتى فاتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعة فقام يقضيها فأشفقوا من ذلك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " قد أحسنتم هكذا فافعلوا عبد الرحمن بن عوف " تأخر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صلاة الفجر وكانوا في سفر وإنما تأخر للطهارة فلم ينتظر وقدم " أبا بكر - رضي الله عنه - حتى جاء صلوات الله عليه وهو في الصلاة فقام إلى جانبه . وذهب مرة بين قوم فتأخر عن صلاة الظهر فقدموا وإنما على المؤذن انتظار الإمام . وليس على الإمام انتظار المؤذن
[ رابعها ] : أن ومؤديا أمانة الله تعالى في طهارته وجميع شروط صلاته ، أما الإخلاص فبأن لا يأخذ عليها أجرة قال [ الشيخ : يؤم مخلصا لله عز وجل تقي الدين ابن تيمية : ما يؤخذ من بيت المال فليس عوضا وأجرة بل رزقا للإعانة على الطاعة ، وكذلك المال الموقوف على أعمال البر والموصى به أو المنذور له ليس كالأجرة والجعل انتهى .
قال " الحارثي " : فالقائل بالمنع من على نوع القرب لا يمنع من أخذ المشروط في الوقف ] . أخذ الأجرة
وأما الأمانة فهي الطهارة باطنا عن الفسق والكبائر والإصرار على الصغائر ، فالمترشح للإمامة ينبغي أن يحترز عن ذلك بجهده فإنه كالوفد والشفيع للقوم فينبغي أن يكون خير القوم . وكذا الطهارة ظاهرا عن الحدث والخبث فإنه لا يطلع عليه سواه ، فإن تذكر في أثناء صلاته حدثا أو خرج منه ريح فلا ينبغي أن يستحي بل يأخذ بيد من يقرب منه ويستخلفه .
[ خامسها ] : فليلتفت يمينا وشمالا فإن رأى خللا أمر بالتسوية . قيل كانوا يتحاذون بالمناكب ويتضامون بالكعاب ، ولا يكبر حتى يفرغ المؤذن من الإقامة ، والمؤذن يؤخر الإقامة عن الأذان بقدر استعداد الناس للصلاة . أن لا يكبر حتى تستوي الصفوف
[ ص: 43 ] [ سادسها ] : ، ولا يرفع المأموم صوته إلا بقدر ما يسمع نفسه ، وليؤخر المأموم تكبيرة عن تكبيرة الإمام فيبتدئ بعد فراغه . أن يرفع صوته بتكبيرة الإحرام وسائر التكبيرات