459 - سعيد بن يزيد
ومنهم العجاج الناجي أبو عبد الله الساجي سعيد بن يزيد رحمه الله تعالى ، كان يعج من نفسه إلى ربه عجيجا ، ويشتاق إليه شاكيا أنينا وضجيجا .
وقيل : إن التصوف عرفان الحدود والحقوق ووجدان السكون والوثوق .
حدثنا أبي ، وأبو محمد بن حيان ، قالا : ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا أحمد بن محمد بن بكر القرشي ، قال : سمعت أبا عبد الله الساجي ، يقول : " ، والثانية معرفة الحق ، والثالثة إخلاص العمل لله ، والرابعة العمل بالسنة ، والخامسة أكل الحلال ، فإن عرف الله ولم يعرف الحق لم ينتفع بالمعرفة ، وإن عرف ولم يخلص العمل لله لم ينتفع بمعرفة الله ، وإن عرف ولم يكن على السنة لم ينفعه ، وإن عرف ولم يكن المأكل من حلال لم ينتفع بالخمس ، وإذا كان من حلال صفا له القلب فأبصر به أمر الدنيا والآخرة ، وإن كان من شبهة اشتبهت عليه الأمور بقدر المأكل ، وإذا كان من حرام أظلم عليه أمر الدنيا والآخرة ، وإن وصفه الناس بالبصر فهو أعمى حتى يتوب " . خمس خصال ينبغي للمؤمن أن يعرفها : إحداهن معرفة الله تعالى
حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن محمد ، ثنا أحمد بن محمد بن بكر ، قال : سمعت أبا عبد الله الساجي ، يقول : " ، ومن حي قلبه فقد لقي الله ولا يشك في نظره " . من وثق بالله فقد أحرز قوته
حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم ، ثنا أحمد ، قال : سمعت الساجي ، يقول : قيل : يا أبا علي ، متى للفضيل بن عياض " . ينتهي العبد في حب الله ؟ قال : " إذا استوى عنده منعه وعطاؤه
[ ص: 311 ] حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا إسحاق بن أبي حسان ، ثنا ، قال : سمعت أحمد بن أبي الحواري أبا عبد الله الساجي يقول : " تدري أي شيء قلت البارحة والبارح الأول ؟ قلت : قبيح بعبد ذليل مثلي يعلم عظيما مثلك لا يعلم أنك لتعلم أني " . ثم قال : " أما تحب أن تلقى من تطيع ؟ " . لو خيرتني بين أن يكون لي الدنيا منذ يوم خلقت أتنعم فيها حلالا لا أسأل عنها يوم القيامة وبين أن تخرج نفسي الساعة لاخترت أن تخرج نفسي الساعة
حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن بن أبان ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، حدثني سلمة بن شبيب ، ثنا سهل بن عاصم ، قال : سمعت أبا عبد الله الساجي سعيد بن يزيد يقول : سمعت أبا خزيمة ، يقول : " : الصلاة والصيام ونحوهما " . القصد إلى الله بالقلوب أبلغ من حركات الأعمال
حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا أحمد بن محمد بن بكر ، قال : سمعت أبا عبد الله الساجي ، يقول عن بعض أهل العلم : " ، فإنه غضب على عبد من عبيده إبليس فأعطاه الدنيا وقسم له منها " . احذروا أن يغضب الله عليكم فيعطيكم الدنيا
حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا إبراهيم بن نائلة ، ثنا ، قال : سمعت أحمد بن أبي الحواري أبا عبد الله الساجي ، يقول : " قال موسى عليه السلام : أي رب أين أجدك ؟ قال : فأوحى الله تعالى إليه : موسى إذا انقطعت إلي فقد وصلت ، والله أعلم " . يا
قال الشيخ أبو نعيم رحمه الله تعالى : حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا إبراهيم بن نائلة ، ثنا ، قال : سمعت أحمد بن أبي الحواري إسحاق بن خالد يقول : " ؟ قال : عندها يئس إبليس ، ويقول : متى هذا يعجب بعمله " فحدثت به ليس شيء أقطع لظهر إبليس من قول ابن آدم : ليت شعري بماذا يختم لي مضاء بن عيسى ، فقال : يا أحمد عند الخاتمة فظع بالقوم ، فحدثت به أبا عبد الله الساجي فقال : واخطراه .
حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا إبراهيم بن نائلة ، ثنا ، قال : [ ص: 312 ] سمعت أحمد بن أبي الحواري محمد بن بكر ، عن أبي عبد الله الساجي ، قال : " فإنه من أحبه لم ينزل به شيء من مقادير الله وأحكامه إلا أحبه " . إن أحببتم أن تكونوا أبدالا فأحبوا ما شاء الله
حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا إبراهيم بن محمد بن بكر ، قال : سمعت الساجي يقول : " إن أحببتم أن تكونوا أبدالا فأحبوا ما شاء الله فإنه من أحبه لم ينزل به شيء من مقادير الله وأحكامه إلا أحبه ، وأوحي إلى موسى عليه السلام ، يا موسى ، وحسبي بأنك تعلم ، فهو ما شئت " . ما استحثني عبد على قضاء حاجته بمثل قوله : ما شاء الله
حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم ، ثنا أحمد ، قال : سمعت الساجي ، يقول : " ينبغي لنا أن ، نخاف أن نكون في أعمالنا مقصرين ونرجو أن نكون في دعائهم لنا مخلصين فإن من أصفى العمل فأنت منه على ربح " . نكون بدعاء إخواننا أوثق منا بأعمالنا
حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي ، ثنا إبراهيم بن يوسف ، ثنا ، ثنا أحمد بن أبي الحواري محمد بن معاوية أبو عبد الله الصوري ، عن أبي عبد الله الساجي قال : " " . إن في خلق الله خلقا يستحيون من الصبر لو يعلمون مواقع أقداره يتلقفونها تلقفا
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا إسحاق بن أبي حسان ، ثنا ، قال : سمعت أحمد بن أبي الحواري الساجي ، يقول : " ؟ أرادوا أن يرضوا عنهم ، وتدري أي شيء أراد الله من عبيده ؟ أراد أن يرضوا عنه وما كان رضاهم عنه إلا بعد رضاه عنهم " . أتدري أي شيء أراد عبيد الدنيا من مواليهم
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا سهل بن عاصم ، قال : سمعت أبا عبد الله الساجي ، يقول : " وقف أعرابي على أخ له حضري ، فقال الحضري : كيف تجدك أبا كثير ؟ قال : أحمد الله ، أي أخي ما بقاء عمر تقطعه الساعات ، وسلامة بدن معرض للآفات ؟ ولقد ؟ وما أرانا إلا سيدركنا الموت ونحن أبق " . عجبت للمؤمن كيف يكره الموت وهو سبيله إلى الثواب
حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن محمد ، ثنا أحمد بن محمد ، قال : سمعت أبا عبد الله ، يقول : " لما توالى على يعقوب ذهاب ابنه بعد يوسف واطلع الله على ما في قلبه [ ص: 313 ] من الحزن بعث إليه جبريل أن يقول : يا كثير الخير ، يا دائم المعروف الذي لا ينقطع أبدا ولا يحصيه غيره رد علي ابني ، فأوحى الله سبحانه وتعالى إليه : " . وعزتي وجلالي وارتفاعي على عرشي لو كانا ميتين لنشرتهما لك
حدثنا عبد السلام الصوفي البغدادي ، قال : سمعت أبا العباس بن عبيد البغدادي ، يقول : قال محمد بن أبي الورد : قال أبو عبد الله الساجي : " " . من خطرت الدنيا بباله لغير القيام بأمر الله حجب عن الله
حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا الحسين بن عبد الله بن شاكر ، ثنا ، قال : سمعت أحمد بن أبي الحواري أبا عبد الله الساجي يقول : " أصل العبادة عندي في ثلاثة : " . لا ترد من أحكامه شيئا ، ولا تدخر عنه شيئا ، ولا تسأل غيره حاجة
حدثنا أبي ، ثنا الحسين ، ثنا أحمد ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : " " ، قال : وسمعت إن أعطاك غطاك ، وإن منعك أرضاك أبا عبد الله الساجي ، يقول : " إذا ذكرت قوله : الوهاب فرحت بها " .
حدثنا إسحاق بن أحمد بن علي ، ثنا إبراهيم بن يوسف ، ثنا ، قال : سمعت أحمد بن أبي الحواري الساجي التميمي ، يقول : " ، قال : فيدعى ملك فيعطى كتابا مختوما فيقول : انطلق بعبدي ذا إلى الجنة فإذا كان عند آخر قنطرة من قناطر جهنم فادفع إليه هذا الكتاب وقل له : ربك يقول لك : حبيبي ما منعني أن أوقفك عليها إلا حياء منك وإجلالا لك ، فإذا كان عند آخر قنطرة دفع إليه الملك الكتاب ففض الخاتم وقرأ الكتاب ، فإذا فيه الكبائر التي كان يعرفها ، فيقول للملك : قد عرفتها ، قال فيقول له الملك ما أدري ما في الكتاب إنما دفع إلي كتابا مختوما وربك يقول : حبيبي ما منعني أن أوقفك عليها إلا حياء منك وإجلالا لك " . يؤتى بالعبد يوم القيامة فيغيب في النور فيعطى كتابا فيقرأ فيه صغائر ذنوبه فلا يرى فيه كبائر كان يعرفها
حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا أحمد بن محمد بن بكر القرشي ، قال : سمعت أبا عبد الله الساجي يقول : " خصال لا يعبد الله [ ص: 314 ] بمثلها : - يعني تمسك لله وتعطي لله - فإنه من عرف الله فقد بلغ الله " ، قال : وقال لا تسأل إلا الله ، ولا ترد شيئا على الله ، ولا تبخل على الله : " سفيان الثوري ، فإذا أحب العبد لقاء الله فقد تناهى في البر أي قد بلغ " . ليس من علامات الهدى شيء أبين من حب لقاء الله
حدثنا أبي ، وعبد الله بن محمد ، قالا : ثنا إبراهيم بن محمد ، ثنا أحمد بن محمد ، قال : سمعت أبا عبد الله الساجي ، يقول : " وتساءلوا عنه بينكم فإنكم إن ظفرتم منه بشيء علوتم به الأعمال كلها ، وقال الله تعالى : ( أطيلوا بالنظر في الرضا عن الله وتعيها أذن واعية ) عقلت عن الله ، وقال : ( تعرف في وجوههم نضرة النعيم ) المعرفة بالله ، وفيها النعيم : ( يسقون من رحيق ) تعجل لهم في الحياة الدنيا الحلاوة في عبادة الله فيتصل ذلك إلى يوم القيامة ، ثم يصيرون إليه في الجنة لأن أول العطية كان مبتدؤها في الدنيا " .
حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن محمد ، ثنا أحمد بن محمد ، قال : سمعت أبا عبد الله الساجي يقول : " الذي جعل الله المعرفة عنده يتنعم مع الله في كل أحواله " قال : وسمعت الساجي يقول : " ، ويذكر فلا ينسى بلا رغبة في ثواب ولا رهبة من عقاب ، ولكن لحبه وهي أعلى الدرجات ، أما تسمع لو لم يكن لله ثواب يرجى ولا عقاب يخشى لكان أهلا أن يطاع فلا يعصى موسى عليه السلام يقول : ( وعجلت إليك رب لترضى ) ؟ فانتظم الثواب والعقاب ; لأن من عبد الله على حبه أشرف عند الله ممن عمل على خوفه ، ومثل ذلك في الدنيا أين من أطاعك على خوف منك ؟ " .
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا إبراهيم بن محمد ، ثنا أحمد بن محمد بن بكر ، قال : سمعت الساجي ، يقول : " ، كما أمسك عن درجة النبيين وأظهر ثواب المتقين ، قال في النبيين واذكر عبدنا وعبادنا فلانا وأثنى عليهم : ( إنما ذكر الله درجة الخائفين ، وأمسك عن درجة المحبين ; لأن القلوب لا تحتمل ذلك شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه ) وقال : ( أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار ) وقال : ( هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب ) [ ص: 315 ] ( جنات عدن ) الآية أي ذكري وثنائي عليهم أشرف من ثواب المتقين ، وإنما ذكر صغار الأمور ولم يذكر ثواب العظيم ; لأنه لا تحتمله القلوب هل ذكر في الزكاة والصوم شيئا ؟ ويقول في كتابه العزيز : ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) لم يبينه ثم قال : ( ولدينا مزيد ) " .
قال : وسمعت الساجي ، يقول : قال لي رجل : " ، الرضى إنما هو في الدنيا يقول : رضي الله عنهم ، ورضوا عنه وأعد لهم هناك في الآخرة ، والرضى ملك يفضي إلى ملك ، وهم أوجه الخلق عندهم ، ولم تكن لهم أعمال تقدمت شكرهم عليها ، ولا شغف لهم عنده ولكنه كان ابتداء منه ، وقد فرغ الله مما أرادوا ، أسعد بالعلم من قد عرف ، وإنما العقوبات على قدر الملمات ، إذا لم يكن شيء جاءت عقوبات ذلك بقدره " . لو جعلت لي دعوة مستجابة ما سألت الفردوس ولكن أسأله الرضى فهو تعجيل الفردوس
حدثنا أبي ، وأبو محمد بن حيان ، قالا : ثنا إبراهيم بن محمد ، ثنا أحمد بن محمد بن بكر ، قال : سمعت الساجي ، يقول : " ، فقلت اكتب : بسم الله ، اللهم إني أسألك بالله ، اللهم إني أسألك يا رباه ، أسألك يا ذا الجلال والإكرام أن لا تعجل لي هدى في شيء يخالف أمرك في سر ولا علانية ، اللهم إني أسألك أن لا تراني أخطو خطوة في طلب دنيا تضر بي عندك ، وأسألك أن تكرمني أن أطمع لأحد من المخلوقين أبدا ما أحييتني ، قال : فقال النفر الأربعة : كتب لك خير الدنيا والآخرة " . رأيت في النوم أربعة نفر أتوني ومعهم رجل ، فقالوا : تحمل بنا عليك تكتب له دعاء
حدثنا أبي ، وأبو محمد بن حيان ، قالا : ثنا إبراهيم بن محمد ، ثنا أحمد ، قال : سمعت أبا عبد الله الساجي ، يقول : " رأيت في المنام كأن قائلا يقول لي : اعلم أن من . علامات حب الله أن تكون بزيادة آخرتك أسر منك بزيادة دنياك
قال : " ورأيت في المنام أني أسمع كلام موسى عليه السلام لربه يقول : يا موسى أبلغت ؟ قال : يا رب حين قصدت إليك بلغت ، قال : صدقت يا موسى " .
قال : وسمعت الساجي ، يقول : سمعت - أراه مهديا - يقول : " من دون الله ، قلت : وكيف ؟ قال : يدعوان إلى [ ص: 316 ] شيء ويدعو الله إلى شيء آخر فيتبع أمر الدينار والدرهم . لا تذهب الأيام والليالي حتى يعبد الدينار والدرهم
قال : وسمعت الساجي يقول : سئل عن الزهد فقال : " ابن عيينة " . أن لا يغلب الحلال شكرك ، ولا الحرام صبرك
حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا أحمد بن عبيد الله الدارمي الأنطاكي ، ثنا عبد الله بن خبيق ، قال : سمعت أبا عبد الله الساجي ، يقول : قال بكر بن خنيس : " " . كيف يتقي من لا يدري من يتقي
حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد الزهري ، ثنا ، ثنا محمد بن المسيب الأرغياني عبد الله بن خبيق ، قال : سمعت أبا عبد الله ، يقول : " يونس النبي عليه السلام : يا رب ، أرني أحب خلقك إليك ، قال : فدفع إلى رجل قد أكلت محاسن وجهه فلم تبق إلا عيناه ، قال قال يونس : قلت يا جبريل : سألت ربي أن يريني أحب خلقه إليه ، فدفعت إلى رجل قد أكلت محاسن وجهه فلم تبق إلا عيناه ، قال : نعم يا يونس ، وقد أمرني ربي أن أسلبه عينيه ، فقال الرجل : الحمد لله متعتني ببصري ثم قبضته إليك وأبقيت في الأمل فيما عندك فلم تسلبنيه " .
حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا إسحاق بن أبي حسان ، ثنا ، قال : سمعت أحمد بن أبي الحواري أبا عبد الله الساجي ، يقول : سأل رجل الفضيل " " . إذا كان عطاؤه ومنعه عندك سواء فقد بلغت الغاية من حبه
سمعت أبي يقول : سمعت خالي أحمد بن محمد بن يوسف يقول : أبو عبد الله الساجي مجاب الدعوة وله آيات وكرامات بينما هو في بعض أسفاره إما حاجا وإما غازيا على ناقة ، وكان في الرفقة رجل عائن فما نظر إلى شيء إلا أثقله وأسقطه ، وكانت ناقة كان أبي عبد الله ناقة فارهة ، فقيل له : احفظها من العائن ، فقال أبو عبد الله : " ليس له على ناقتي سبيل " ، فأخبر العائن بقوله فجاء إلى رحله فعان ناقته فاضطربت وسقطت تضطرب ، فأتي أبو عبد الله فقيل له : إن هذا العائن قد عان ناقتك وهي كلما تراه تضطرب ، فقال : " دلوني على العائن " فدل عليه فوقف عليه ، وقال : " بسم الله حبس حابس ، وحجر يابس ، وشهاب قابس ، رددت عين العائن عليه وعلى أحب الناس إليه في كلوتيه رشيق [ ص: 317 ] وفى ماله يليق : ( فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ) " فخرجت حدقتا العائن وقامت الناقة لا بأس بها .
حدثنا عبد السلام بن محمد البغدادي ، قال : حدثني أبو العباس بن عبيد ، قال : قال أبو الحسن بن أبي الورد : صلى أبو عبد الله الساجي يوما بأهل طرسوس فصيح بالنفير فلم يخفف الصلاة ، فلما فرغوا قالوا : أنت جاموس ؟ قال : " ولم ؟ " قالوا : صيح بالناس للنفير وأنت في الصلاة ولم تخفف ، فقال : " وما حسبت أن أحدا يكون في الصلاة فيقع في سمعه غير ما كان يخاطبه الله " . إنما سميت الصلاة ; لأنها اتصال بالله
حدثنا عثمان بن محمد العثماني ، ثنا محمد بن أحمد البغدادي ، ثنا علي بن الحسن بن علي البغدادي ، قال : سمعت أبا الحسن بن أبي الورد ، يقول : قال أبو عبد الله الساجي : " ، ولم يعلم ما يريد الله منه فهو ممن وقع الحجاب بينه وبين الله " . من لم يكن عالما بما يرد عليه من الله تعالى
وقال : " " . من استعجلت عليه شهوته انقطعت عنه شواهد التوفيق
وقال : " " . من أكل الشهوات والتتبعات أوردت عليه البليات
وقال : " " . الغفلة عن الله أشد من دخول النار
وقال : " " . ميراث الذكر لغير ما يوصل إلى الله قسوة في القلب
وقال : " " . قال إبليس : من ظن أنه ينجو مني بحيلته فبعجبه ، وقع في حبالي
وقال : " ، وكيف بمن لا عقل له ولا ورع يدخل الغضب ؟ " . إذا دخل الغضب على العقل ارتحل الورع