أخبرنا علي بن يعقوب الدمشقي - في كتابه - وحدثني عثمان بن محمد العثماني ، ثنا جعفر بن أحمد بن عاصم ، ثنا ، ثنا أحمد بن أبي الحواري علي بن أبي الحر قال : خرج حاجا قال : فلما كنت الأوزاعي بالمدينة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بليل ، فإذا شاب يتهجد بين القبر والمنبر ، فلما طلع الفجر استلقى على ظهره وقال : عند الصباح يحمد القوم السرى ، فقلت : يا ابن أخي لك ولأصحابك لا للجمالين " . أتيت
قال : وحدثنا ثنا أحمد بن أبي الحواري عيسى بن عبيد الجبيلي قال : سمعت أبا كريمة الكلبي - وكان من عباد أهل الشام - يقول : " ابن آدم ، ، وسمعته يقول : عند الصباح يحمد القوم السرى وعند الممات يحمد القوم التقى " . ليس لما بقي في الدنيا من عمرك ثمن
قال : وحدثنا قال : سمعت أحمد بن أبي الحواري أبا سليمان يقول : " ، وأهل المعاصي قد أخذوا يمينا وشمالا فوقعوا في الأحوال والشكوك " . إنا إن شاء الله وأصحابي قاصدون إليه ، وأهل البدع راجعون عنه
قال : وحدثنا ، ثنا أحمد بن أبي الحواري أحمد بن النضر ، عن ابن شابور قال : " قال عيسى ابن مريم عليه السلام : " . طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود غيب لم يره
حدثنا عثمان بن محمد العثماني ، ثنا أبو الحسن البغدادي قال : ذكر لي عن ، أنه قال : دخلت على أحمد بن أبي الحواري أبي سليمان وهو يبكي فقلت : ما يبكيك ؟ قال : ، قد خرجت علي [ ص: 16 ] من محرابي بيدها رقعة فقالت : يا كنت البارحة أصلي فحملتني عيناي فنمت ، فإذا أنا بحوراء أبا سليمان تحسن تقرأ ؟ فقلت : نعم ، فقالت اقرأ هذه الرقعة ، ففككتها فإذا فيها :
ألهتك لذة نومة عن خير عيش مع الغنجات في غرف الجنان تعيش مخلدا لا موت فيها
وتنعم في الجنان مع الحسان تيقظ من منامك إن خيرا
من النوم التهجد بالقران
حدثنا أبي ، ثنا إسحاق بن إبراهيم المسوحي ، ثنا عبد الله بن الحجاج ، ثنا عبد الله بن أشنويه الأزدي بفارس ، ثنا العباس بن حمزة ، ثنا قال : دخلت على أحمد بن أبي الحواري أبي سليمان وهو يبكي فقلت له : مم تبكي ؟ فقال لي : ويحك يا أحمد ، كيف لا أبكي وقد بلغني أنه إذا جن الليل وهدأت العيون ، وخلا كل خليل بخليله ، واستنارت قلوب العارفين وتلذذت بذكر ربهم ، وارتفعت هممهم إلى ذي العرش ، وافترش أهل المحبة أقدامهم بين يدي مليكهم في مناجاته ورددوا كلامه بأصوات محزونة ، جرت دموعهم على خدودهم ، وتقطرت في محاريبهم خوفا واشتياقا ، فأشرف عليهم الجليل جل جلاله فنظر إليهم فأمدهم محبة وسرورا ، فقال لهم : فإن لكم عندي الكرامة والقربة يوم تلقوني ، فينادي الله أحبابي والعارفين بي ، اشتغلوا بي وألقوا عن قلوبكم ذكر غيري ، أبشروا جبريل : يا جبريل ، بعيني من تلذذ بكلامي واستراح إلي وأناخ بفنائي ، وإني لمطلع عليهم في خلواتهم أسمع أنينهم وبكاءهم وأرى تقلبهم واجتهادهم ، فناد فيهم يا جبريل : ما هذا البكاء الذي أسمع ؟ وما هذا التضرع الذي أرى منكم ؟ هل سمعتم أو أخبركم عني أحد أن حبيبا يعذب أحباءه ؟ أوما علمتم أني كريم ، فكيف لا أرضى ؟ أيشبه كرمي أن أرد قوما قصدوني ، أم كيف أذل قوما تعززوا بي ؟ أم كيف أحجب غدا أقواما آثروني على جميع خلقي وعلى أنفسهم وتنعموا بذكري ؟ أم كيف يشبه رحمتي ؟ أو كيف يمكن أن أبيت قوما تملقوا لي وقوفا على أقدامهم وعند البيات أخزوهم ؟ أم كيف يجمل بي أن أعذب قوما إذا جنهم الليل تملقوني ، وكيفما كانوا انقطعوا إلي واستراحوا إلى ذكري ، وخافوا عذابي وطلبوا القربة عندي ، [ ص: 17 ] فبي حلفت لأرفعن الوحشة عن قلوبهم ، ولأكونن أنيسهم إلى أن يلقوني ، ، ثم لهم عندي ما لا يعلمه غيري ، يا أحمد ، إن فاتني ما ذكرت لك فيحق لي أن أبكي دما بعد الدموع ، قال فإذا قدموا علي يوم القيامة فإن أول هديتي إليهم أن أكشف لهم عن وجهي حتى ينظروا إلي وأنظر إليهم أحمد : فأخذت معه بالبكاء ، ثم خرجت من عنده وتركته بالباب ، فكنت أرى أثر ذلك عليه حتى الممات ، وجعل يبكي ويصيح ، فكنت بعد ذلك إذا سألته عن شيء من الحديث يقول : ما كفاك الذي سمعت ؟ - يعني هذا - فأقول : لعل منفعتي فيما لم أسمعه بعد ، فيقول : أجل . ثم قال لي أحمد : خذها إليك فقد سقت لك الحديث بتمامه ، وإني ربما اختصرته ، وبكى أحمد لما حدثني هذا الحديث وصرخ يقول : واحرماناه واشؤم خطيئتاه مضى القوم وبقينا بعد حين قد أمضيناه ، فالناس ظفروا بما طلبوا ، ولا ندري ما ينزل بنا فواخطراه . وجعل يبكي ويصيح ، فأخذت معه في البكاء ، وكنت أرى أثر ذلك عليه إلى الممات " .
حدثنا عثمان بن محمد العثماني ، ثنا محمد بن محمد بن عمران بن ميسرة ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا قال : قال لي أحمد بن أبي الحواري أبو سليمان : " " . جوع قليل ، وعري قليل ، وذل قليل ، وفقر قليل ، وصبر قليل ، فقد انقضت عنك أيام الدنيا
حدثنا عثمان بن محمد ، ثنا عبد الواحد بن أحمد التنيسي ، ثنا أبو عثمان سعيد بن الحكم بن أوس الدمشقي ، ثنا ، ثنا أحمد بن أبي الحواري أبو علي الرحبي قال : " فقد الحسن بن يحيى شابا كان ينقطع إليه قال : فخرج الحسن حتى أتى منزله فدق عليه الباب ، فخرج إليه الشاب فقال له : يا ابن أخي ، ما لي لم أرك منذ أيام ؟ فقال له : يا أخي ، واللقاء ثم ، ثم أغلق الباب في وجهه قال : فما رآه إن هذه الدار ليست دار لقاء إنما هي دار عمل الحسن بعد ذلك اليوم حتى أخرجت جنازته " .
حدثنا عثمان بن محمد قال : قرأ علي بن أحمد بن محمد بن عيسى ، ثنا يوسف بن الحسن قال : قال أحمد - يعني ابن أبي الحواري - يوما : " وكمال كرامته وعظيم ستره وإحسانه ، ثم قال : وهل يليق إلا ذلك ؟ وقال : لله لعبده في أوان [ ص: 18 ] معاصيه وإعراضه عن ربه أشد نظرا إليه وحبا من العبد في أوان تتابع نعمه
قنعت بعلم الله ذخري وواجدي بمكتوم أسرار تضمنها صدري
فلو جاز ستر الستر بيني وبينه إلى القلب والأحشاء لم يعلما سري
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ، ثنا ابن منيع ، ثنا العباس بن حمزة ، ثنا قال : سمعت أحمد بن أبي الحواري أبا سليمان يقول : " " . لأن أترك من عشائي لقمة أحب إلي من أن آكلها وأقوم من أول الليل إلى آخره
حدثنا محمد ، ثنا ابن منيع ، ثنا العباس ، ثنا أحمد قال : سمعت أبا سليمان يقول : " إن فكيف يشتغلون عنه بالدنيا ؟ " . من خلق الله لخلقا ما يشغلهم الجنان وما فيها من النعيم عنه