(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=199وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=200يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=199وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل إليكم وما أنزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=200ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) .
اعلم أنه تعالى لما ذكر حال المؤمنين وكان قد ذكر حال الكفار من قبل ، بأن مصيرهم إلى النار بين في هذه الآية أن
nindex.php?page=treesubj&link=19862_30473من آمن منهم كان داخلا في صفة الذين اتقوا فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=199وإن من أهل الكتاب ) واختلفوا في نزولها ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وجابر وقتادة : نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=888النجاشي حين مات وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال المنافقون : إنه يصلي على نصراني لم يره قط ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج وابن زيد : نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام وأصحابه ، وقيل : نزلت في أربعين من
أهل نجران ، واثنين وثلاثين من
الحبشة ، وثمانية من
الروم كانوا على دين
عيسى عليه السلام فأسلموا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : نزلت في مؤمني
أهل الكتاب كلهم ، وهذا هو الأولى لأنه لما ذكر الكفار بأن مصيرهم إلى العقاب ، بين فيمن آمن منهم بأن مصيرهم إلى الثواب .
واعلم أنه تعالى وصفهم بصفات :
أولها : الإيمان بالله .
وثانيها : الإيمان بما أنزل الله على
محمد صلى الله عليه وسلم .
وثالثها : الإيمان بما أنزل على الأنبياء الذين كانوا قبل
محمد عليه الصلاة والسلام .
ورابعها : كونهم خاشعين لله وهو حال من فاعل " يؤمن " لأن " من يؤمن " في معنى الجمع .
وخامسها : أنهم لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا كما يفعله أهل الكتاب ممن كان يكتم أمر الرسول وصحة نبوته .
ثم قال تعالى في صفتهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=199أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب ) والفائدة في كونه
[ ص: 126 ] سريع الحساب كونه عالما بجميع المعلومات ، فيعلم ما لكل واحد من الثواب والعقاب .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=199وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=200يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=199وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=200يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) .
اعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا ذَكَرَ حَالَ الْمُؤْمِنِينَ وَكَانَ قَدْ ذَكَرَ حَالَ الْكُفَّارِ مِنْ قَبْلُ ، بِأَنَّ مَصِيرَهُمْ إِلَى النَّارِ بَيِّنٌ فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19862_30473مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ كَانَ دَاخِلًا فِي صِفَةِ الَّذِينَ اتَّقَوْا فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=199وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ) وَاخْتَلَفُوا فِي نُزُولِهَا ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَجَابِرٌ وَقَتَادَةُ : نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=888النَّجَاشِيِّ حِينَ مَاتَ وَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ : إِنَّهُ يُصَلِّي عَلَى نَصْرَانِيٍّ لَمْ يَرَهُ قَطُّ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ زَيْدٍ : نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ وَأَصْحَابِهِ ، وَقِيلَ : نَزَلَتْ فِي أَرْبَعِينَ مِنْ
أَهْلِ نَجْرَانَ ، وَاثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ مِنَ
الْحَبَشَةِ ، وَثَمَانِيَةٍ مِنَ
الرُّومِ كَانُوا عَلَى دِينِ
عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَأَسْلَمُوا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : نَزَلَتْ فِي مُؤْمِنِي
أَهْلِ الْكِتَابِ كُلِّهِمْ ، وَهَذَا هُوَ الْأَوْلَى لِأَنَّهُ لَمَّا ذَكَرَ الْكُفَّارَ بِأَنَّ مَصِيرَهُمْ إِلَى الْعِقَابِ ، بَيَّنَ فِيمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِأَنَّ مَصِيرَهُمْ إِلَى الثَّوَابِ .
وَاعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى وَصَفَهُمْ بِصِفَاتٍ :
أَوَّلُهَا : الْإِيمَانُ بِاللَّهِ .
وَثَانِيهَا : الْإِيمَانُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَثَالِثُهَا : الْإِيمَانُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَ
مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ .
وَرَابِعُهَا : كَوْنُهُمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ وَهُوَ حَالٌ مِنْ فَاعِلِ " يُؤْمِنُ " لِأَنَّ " مَنْ يُؤْمِنُ " فِي مَعْنَى الْجَمْعِ .
وَخَامِسُهَا : أَنَّهُمْ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا كَمَا يَفْعَلُهُ أَهْلُ الْكِتَابِ مِمَّنْ كَانَ يَكْتُمُ أَمْرَ الرَّسُولِ وَصِحَّةَ نُبُوَّتِهِ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى فِي صِفَتِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=199أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) وَالْفَائِدَةُ فِي كَوْنِهِ
[ ص: 126 ] سَرِيعَ الْحِسَابِ كَوْنُهُ عَالِمًا بِجَمِيعِ الْمَعْلُومَاتِ ، فَيَعْلَمُ مَا لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ .