الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثالثة : اختلف الفقهاء في أن توبة الزنديق هل تقبل أم لا ؟ والصحيح أنها مقبولة لوجوه :

                                                                                                                                                                                                                                            الأول : هذه الآية ، فإن قوله :( قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ) يتناول جميع أنواع الكفر .

                                                                                                                                                                                                                                            فإن قيل : الزنديق لا يعلم من حاله أنه هل انتهى من زندقته أم لا ؟

                                                                                                                                                                                                                                            قلنا : أحكام الشرع مبنية على الظواهر ، كما قال عليه السلام : " نحن نحكم بالظاهر " فلما رجع وجب قبول قوله فيه .

                                                                                                                                                                                                                                            الثاني : لا شك أنه مكلف بالرجوع ولا طريق له إليه إلا بهذه التوبة ، فلو لم تقبل لزم تكليف ما لا يطاق .

                                                                                                                                                                                                                                            الثالث : قوله تعالى :( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ) [الشورى : 25] .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية