[ ص: 22 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17وما تلك بيمينك يا موسى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=19قال ألقها يا موسى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=20فألقاها فإذا هي حية تسعى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=21قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17وما تلك بيمينك ياموسى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=19قال ألقها ياموسى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=20فألقاها فإذا هي حية تسعى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=21قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى )
اعلم أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17وما تلك بيمينك ) لفظتان ، فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17وما تلك ) إشارة إلى العصا ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17بيمينك ) إشارة إلى اليد ، وفي هذا نكت :
إحداها : أنه سبحانه لما أشار إليهما جعل كل واحدة منهما معجزا قاهرا وبرهانا باهرا ، ونقله من حد الجمادية إلى مقام الكرامة ، فإذا صار الجماد بالنظر الواحد حيوانا ، وصار الجسم الكثيف نورانيا لطيفا ، ثم إنه تعالى ينظر كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة إلى قلب العبد ، فأي عجب لو انقلب قلبه من موت العصيان إلى سعادة الطاعة ونور المعرفة .
وثانيها : أن بالنظر الواحد صار الجماد ثعبانا يبتلع سحر السحرة ، فأي عجب لو صار القلب بمدد النظر الإلهي بحيث يبتلع سحر النفس الأمارة بالسوء .
وثالثها : كانت
nindex.php?page=treesubj&link=28752_31942العصا في يمين موسى - عليه السلام - فبسبب بركة يمينه انقلبت ثعبانا وبرهانا ، وقلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن فإذا حصلت ليمين
موسى - عليه السلام - هذه الكرامة والبركة ، فأي عجب لو انقلب قلب المؤمن بسبب إصبعي الرحمن من ظلمة المعصية إلى نور العبودية .
ثم ههنا سؤالات :
الأول : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=28781_31942وما تلك بيمينك ياموسى ) سؤال ، والسؤال إنما يكون لطلب العلم وهو على الله تعالى محال فما الفائدة فيه ؟
والجواب فيه فوائد :
إحداها : أن من أراد أن يظهر من الشيء الحقير شيئا شريفا فإنه يأخذه ويعرضه على الحاضرين ويقول لهم : هذا ما هو ؟ فيقولون هذا هو الشيء الفلاني ، ثم إنه بعد إظهار صفته الفائقة فيه يقول لهم خذا منه كذا وكذا . فالله تعالى لما أراد أن يظهر من العصا تلك الآيات الشريفة كانقلابها حية ، وكضربه البحر حتى انفلق ، وفي الحجر حتى انفجر منه الماء ، عرضه أولا على
موسى فكأنه قال له : يا
موسى هل تعرف حقيقة هذا الذي بيدك وأنه خشبة لا تضر ولا تنفع ، ثم إنه قلبه ثعبانا عظيما ، فيكون بهذا الطريق قد نبه العقول على
nindex.php?page=treesubj&link=33679_29626كمال قدرته ونهاية عظمته من حيث إنه أظهر هذه الآيات العظيمة من أهون الأشياء عنده ، فهذا هو الفائدة من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17وما تلك بيمينك ياموسى ) .
وثانيها : أنه سبحانه لما أطلعه على تلك الأنوار المتصاعدة من الشجرة إلى السماء وأسمعه تسبيح الملائكة ثم أسمعه كلام نفسه ، ثم إنه مزج اللطف بالقهر فلاطفه أولا بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=13وأنا اخترتك ) ثم قهره بإيراد التكاليف الشاقة عليه وإلزامه علم المبدأ والوسط والمعاد ثم ختم كل ذلك بالتهديد العظيم ، تحير
موسى ودهش وكاد لا يعرف اليمين من الشمال فقيل له : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17وما تلك بيمينك ياموسى ) ليعرف
موسى - عليه السلام - أن يمينه هي التي فيها العصا ، أو لأنه لما تكلم معه أولا بكلام الإلهية وتحير
موسى من الدهشة تكلم معه بكلام البشر إزالة لتلك الدهشة والحيرة ، والنكتة فيه أنه لما غلبت الدهشة على
موسى في الحضرة أراد رب العزة إزالتها فسأله عن العصا وهو لا يقع الغلط فيه . كذلك المؤمن إذا مات ووصل إلى حضرة ذي الجلال فالدهشة تغلبه ، والحياء يمنعه عن الكلام فيسألونه عن الأمر الذي لم يغلط فيه في الدنيا وهو التوحيد ، فإذا ذكره زالت الدهشة والوحشة عنه .
وثالثها : أنه تعالى لما عرف
موسى كمال الإلهية
[ ص: 23 ] أراد أن يعرفه نقصان البشرية ، فسأله عن منافع العصا فذكر بعضها فعرفه الله تعالى أن فيها منافع أعظم مما ذكر ، تنبيها على أن العقول قاصرة عن معرفة صفات النبي الحاضر فلولا التوفيق والعصمة كيف يمكنهم الوصول إلى معرفة أجل الأشياء وأعظمها .
ورابعها : فائدة هذا السؤال أن يقرر عنده أنه خشبة حتى إذا قلبها ثعبانا لا يخافها .
السؤال الثاني : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17وما تلك بيمينك ياموسى ) خطاب من الله تعالى مع
موسى - عليه السلام - بلا واسطة ، ولم يحصل ذلك
لمحمد - صلى الله عليه وسلم - فيلزم أن يكون
nindex.php?page=treesubj&link=29638موسى أفضل من محمد . الجواب من وجهين :
الأول : أنه تعالى كما خاطب
موسى فقد خاطب
محمدا - عليه السلام - في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10فأوحى إلى عبده ما أوحى ) [ النجم : 10 ] إلا أن الفرق بينهما أن الذي ذكره مع
موسى - عليه السلام - أفشاه الله إلى الخلق ، والذي ذكره مع
محمد - صلى الله عليه وسلم - كان سرا لم يستأهل له أحد من الخلق .
والثاني : إن كان
موسى تكلم معه وهو [ تكلم ] مع
موسى فأمة
محمد - صلى الله عليه وسلم - يخاطبون الله في كل يوم مرات على ما قال - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013201المصلي يناجي ربه " والرب يتكلم مع آحاد أمة
محمد - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة بالتسليم والتكريم والتكليم في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=58سلام قولا من رب رحيم ) [ يس : 58 ] .
السؤال الثالث : ما
nindex.php?page=treesubj&link=28908_34077_34080إعراب قوله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17وما تلك بيمينك يا موسى ) الجواب ، قال صاحب " الكشاف " : " تلك بيمينك " كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=72وهذا بعلي شيخا ) [ هود : 72 ] في انتصاب الحال بمعنى الإشارة ، ويجوز أن يكون " تلك " اسما موصولا وصلته " بيمينك " قال
الزجاج : معناه وما التي بيمينك ، قال
الفراء : معناه ما هذه التي في يمينك ، واعلم أنه سبحانه لما سأل
موسى - عليه السلام - عن ذلك أجاب
موسى - عليه السلام - بأربعة أشياء ، ثلاثة على التفصيل وواحد على الإجمال .
الأول : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18هي عصاي ) قرأ
ابن أبي إسحاق : " هي عصى " ومثلها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=19يابشرى ) [يوسف : 19] وقرأ
الحسن " هي عصاي " بسكون الياء ، والنكت ههنا ثلاثة :
إحداها : أنه قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18هي عصاي ) فذكر العصا ومن كان قلبه مشغولا بالعصا ومنافعها كيف يكون مستغرقا في بحر معرفة الحق ولكن
محمدا - صلى الله عليه وسلم - عرض عليه الجنة والنار فلم يلتفت إلى شيء : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=17ما زاغ البصر وما طغى ) [ النجم : 17 ] ولما قيل له امدحنا ، قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013202لا أحصي ثناء عليك " ثم نسي نفسه ونسي ثناءه فقال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011105أنت كما أثنيت على نفسك " .
وثانيها : لما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18عصاي ) قال الله سبحانه وتعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=19ألقها ) ، فلما ألقاها (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=20فإذا هي حية تسعى ) ليعرف أن كل ما سوى الله فالالتفات إليه شاغل ، وهو كالحية المهلكة لك . ولهذا قال
الخليل - عليه السلام - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=77فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ) [الشعراء : 77 ] وفي الحديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013203يجاء يوم القيامة بصاحب المال الذي لم يؤد زكاته ويؤتى بذلك المال على صورة شجاع أقرع " الحديث بتمامه .
وثالثها : أنه قال هي عصاي فقد تم الجواب ، إلا أنه - عليه السلام - ذكر الوجوه الأخر ؛ لأنه كان يحب المكالمة مع ربه فجعل ذلك كالوسيلة إلى تحصيل هذا الغرض .
الثاني : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18أتوكأ عليها ) والتوكي ، والاتكاء ، واحد كالتوقي ، والاتقاء ، معناه أعتمد عليها إذا عييت أو وقفت على رأس القطيع أو عند الطفرة فجعل
موسى - عليه السلام - نفسه متوكئا على العصا ، وقال الله تعالى
لمحمد - صلى الله عليه وسلم - : " اتكئ على رحمتي " بقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64ياأيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ) [ الأنفال : 64 ] وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67والله يعصمك من الناس ) [ المائدة : 67 ] فإن قيل : أليس قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64ومن اتبعك من المؤمنين ) [الأنفال : 64 ] يقتضي كون
محمد يتوكأ على المؤمنين ؟ قلنا قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64ومن اتبعك من المؤمنين ) [الأنفال : 64 ] معطوف على الكاف في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64حسبك الله ) [الأنفال : 64 ] والمعنى الله حسبك ، وحسب من اتبعك من المؤمنين .
الثالث : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18وأهش بها على غنمي ) أي أخبط بها فأضرب أغصان الشجر ليسقط ورقها على غنمي فتأكله . وقال أهل اللغة : هش على غنمه ، يهش بضم الهاء في المستقبل ، وهششت الرجل أهش بفتح الهاء في المستقبل ، وهش الرغيف يهش بكسر الهاء . قاله
ثعلب ، وقرأ
[ ص: 24 ] عكرمة : " وأهس " بالسين غير المنقوطة ، والهش زجر الغنم ، واعلم أن غنمه رعيته فبدأ بمصالح نفسه في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18أتوكأ عليها ) ثم بمصالح رعيته في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18وأهش بها على غنمي ) فكذلك في القيامة يبدأ بنفسه فيقول : نفسي نفسي
ومحمد - صلى الله عليه وسلم - لم يشتغل في الدنيا إلا بإصلاح أمر الأمة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ) [ الأنفال : 33 ] . " اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون " فلا جرم يوم القيامة يبدأ أيضا بأمته فيقول : " أمتي أمتي " .
والرابع : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18ولي فيها مآرب أخرى ) أي حوائج ومنافع واحدتها مأربة بفتح الراء وضمها ، وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي وقطرب بكسر الراء أيضا ، والأرب بفتح الراء ، والإربة بكسر الألف وسكون الراء الحاجة ، وإنما قال أخرى ؛ لأن المآرب في معنى جماعة فكأنه قال : جماعة من الحاجات أخرى ولو جاءت أخر لكان صوابا كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184فعدة من أيام أخر ) [ البقرة : 184 ] ثم ههنا نكت :
إحداها : أنه لما سمع قول الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17وما تلك بيمينك ) عرف أن لله فيه أسرارا عظيمة فذكر ما عرف وعبر عن البواقي التي ما عرفها إجمالا لا تفصيلا بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18ولي فيها مآرب أخرى ) .
وثانيها : أن
موسى - عليه السلام - أحس بأنه تعالى إنما سأله عن أمر العصا لمنافع عظيمة . فقال
موسى : إلهي ما هذه العصا إلا كغيرها ، لكنك لما سألت عنها عرفت أن لي فيها مآرب أخرى ، ومن جملتها أنك كلمتني بسببها فوجدت هذا الأمر العظيم الشريف بسببها .
وثالثها : أن
موسى - عليه السلام - أجمل رجاء أن يسأله ربه عن تلك المآرب فيسمع كلام الله مرة أخرى ، ويطول أمر المكالمة بسبب ذلك .
ورابعها : أنه بسبب اللطف انطلق لسانه ثم غلبته الدهشة فانقطع لسانه وتشوش فكره فأجمل مرة أخرى ، ثم قال وهب : كانت ذات شعبتين كالمحجن ، فإذا طال الغصن حناه بالمحجن ، وإذا حاول كسره لواه بالشعبتين ، [ و ] إذا سار وضعها على عاتقه يعلق فيها أدواته من القوس والكنانة والثياب ، وإذا كان في البرية ركزها وألقى كساء عليها فكانت ظلا . وقيل : كان فيها من المعجزات أنه كان يستقي بها فتطول بطول البئر وتصير شعبتاها دلوا ويصيران شمعتين في الليالي ، وإذا ظهر عدو حاربت عنه . وإذا اشتهى ثمرة ركزها فأورقت وأثمرت . وكان يحمل عليها زاده وماءه وكانت تماشيه ويركزها فينبع الماء فإذا رفعها نضب وكانت تقيه الهوام . واعلم أن
موسى - عليه السلام - لما ذكر هذه الجوابات أمره الله تعالى بإلقاء العصا فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=19ألقها ياموسى ) وفيه نكت :
إحداها : أنه - عليه السلام - لما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18ولي فيها مآرب أخرى ) أراد الله أن يعرفه أن فيها مأربة أخرى لا يفطن لها ولا يعرفها وأنها أعظم من سائر مآربه فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=19ألقها ياموسى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=20nindex.php?page=treesubj&link=28991_31942_28752فألقاها فإذا هي حية تسعى ) .
وثانيتها : كان في رجله شيء وهو النعل وفي يده شيء وهو العصا ، والرجل آلة الهرب واليد آلة الطلب فقال أولا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=12فاخلع نعليك ) إشارة إلى ترك الهرب ، ثم قال ألقها يا
موسى وهو إشارة إلى ترك الطلب . كأنه سبحانه قال : إنك ما دمت في مقام الهرب والطلب كنت مشتغلا بنفسك وطالبا لحظك فلا تكون خالصا لمعرفتي فكن تاركا للهرب والطلب لتكون خالصا لي .
وثالثتها : أن
موسى - عليه السلام - مع علو درجته ، وكمال منقبته ، لما وصل إلى الحضرة ولم يكن معه إلا النعلان والعصا أمره بإلقائهما حتى أمكنه الوصول إلى الحضرة فأنت مع ألف وقر من المعاصي كيف يمكنك الوصول إلى جنابه .
ورابعتها : أن
محمدا - صلى الله عليه وسلم - كان مجردا عن الكل ما زاغ البصر فلا جرم وجد الكل لعمرك ، أما
موسى لما بقي معه تلك العصا لا جرم أمره بإلقاء العصا .
واعلم أن
الكعبي تمسك به في أن الاستطاعة قبل الفعل فقال : القدرة على إلقاء العصا ، إما أن توجد والعصا في يده أو خارجة من يده فإن أتته القدرة وهي في يده فذاك قولنا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=182وأن الله ليس بظلام للعبيد ) [ آل عمران : 182 ] وإذا أتته وليست في يده وإنما استطاع أن يلقي من يده ما ليس في يده فذلك محال .
[ ص: 22 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=19قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=20فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=21قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=19قَالَ أَلْقِهَا يَامُوسَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=20فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=21قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى )
اعْلَمْ أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ ) لَفْظَتَانِ ، فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17وَمَا تِلْكَ ) إِشَارَةٌ إِلَى الْعَصَا ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17بِيَمِينِكَ ) إِشَارَةٌ إِلَى الْيَدِ ، وَفِي هَذَا نُكَتٌ :
إِحْدَاهَا : أَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمَّا أَشَارَ إِلَيْهِمَا جَعَلَ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مُعْجِزًا قَاهِرًا وَبُرْهَانًا بَاهِرًا ، وَنَقَلَهُ مِنْ حَدِّ الْجَمَادِيَّةِ إِلَى مَقَامِ الْكَرَامَةِ ، فَإِذَا صَارَ الْجَمَادُ بِالنَّظَرِ الْوَاحِدِ حَيَوَانًا ، وَصَارَ الْجِسْمُ الْكَثِيفُ نُورَانِيًّا لَطِيفًا ، ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى يَنْظُرُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ نَظْرَةً إِلَى قَلْبِ الْعَبْدِ ، فَأَيُّ عَجَبٍ لَوِ انْقَلَبَ قَلْبُهُ مِنْ مَوْتِ الْعِصْيَانِ إِلَى سَعَادَةِ الطَّاعَةِ وَنُورِ الْمَعْرِفَةِ .
وَثَانِيهَا : أَنَّ بِالنَّظَرِ الْوَاحِدِ صَارَ الْجَمَادُ ثُعْبَانًا يَبْتَلِعُ سِحْرَ السَّحَرَةِ ، فَأَيُّ عَجَبٍ لَوْ صَارَ الْقَلْبُ بِمَدَدِ النَّظَرِ الْإِلَهِيِّ بِحَيْثُ يَبْتَلِعُ سِحْرَ النَّفْسِ الْأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ .
وَثَالِثُهَا : كَانَتِ
nindex.php?page=treesubj&link=28752_31942الْعَصَا فِي يَمِينِ مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَبِسَبَبِ بَرَكَةِ يَمِينِهِ انْقَلَبَتْ ثُعْبَانًا وَبُرْهَانًا ، وَقَلْبُ الْمُؤْمِنِ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ فَإِذَا حَصَلَتْ لِيَمِينِ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - هَذِهِ الْكَرَامَةُ وَالْبَرَكَةُ ، فَأَيُّ عَجَبٍ لَوِ انْقَلَبَ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ بِسَبَبِ إِصْبَعِي الرَّحْمَنِ مِنْ ظُلْمَةِ الْمَعْصِيَةِ إِلَى نُورِ الْعُبُودِيَّةِ .
ثُمَّ هَهُنَا سُؤَالَاتٌ :
الْأَوَّلُ : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17nindex.php?page=treesubj&link=28781_31942وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى ) سُؤَالٌ ، وَالسُّؤَالُ إِنَّمَا يَكُونُ لِطَلَبِ الْعِلْمِ وَهُوَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى مُحَالٌ فَمَا الْفَائِدَةُ فِيهِ ؟
وَالْجَوَابُ فِيهِ فَوَائِدُ :
إِحْدَاهَا : أَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُظْهِرَ مِنَ الشَّيْءِ الْحَقِيرِ شَيْئًا شَرِيفًا فَإِنَّهُ يَأْخُذُهُ وَيَعْرِضُهُ عَلَى الْحَاضِرِينَ وَيَقُولُ لَهُمْ : هَذَا مَا هُوَ ؟ فَيَقُولُونَ هَذَا هُوَ الشَّيْءُ الْفُلَانِيُّ ، ثُمَّ إِنَّهُ بَعْدَ إِظْهَارِ صِفَتِهِ الْفَائِقَةِ فِيهِ يَقُولُ لَهُمْ خُذَا مِنْهُ كَذَا وَكَذَا . فَاللَّهُ تَعَالَى لَمَّا أَرَادَ أَنْ يُظْهِرَ مِنَ الْعَصَا تِلْكَ الْآيَاتِ الشَّرِيفَةَ كَانْقِلَابِهَا حَيَّةً ، وَكَضَرْبِهِ الْبَحْرَ حَتَّى انْفَلَقَ ، وَفِي الْحَجَرِ حَتَّى انْفَجَرَ مِنْهُ الْمَاءُ ، عَرَضَهُ أَوَّلًا عَلَى
مُوسَى فَكَأَنَّهُ قَالَ لَهُ : يَا
مُوسَى هَلْ تَعْرِفُ حَقِيقَةَ هَذَا الَّذِي بِيَدِكَ وَأَنَّهُ خَشَبَةٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ ، ثُمَّ إِنَّهُ قَلَبَهُ ثُعْبَانًا عَظِيمًا ، فَيَكُونُ بِهَذَا الطَّرِيقِ قَدْ نَبَّهَ الْعُقُولَ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=33679_29626كَمَالِ قُدْرَتِهِ وَنِهَايَةِ عَظَمَتِهِ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ أَظْهَرَ هَذِهِ الْآيَاتِ الْعَظِيمَةَ مِنْ أَهْوَنِ الْأَشْيَاءِ عِنْدَهُ ، فَهَذَا هُوَ الْفَائِدَةُ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى ) .
وَثَانِيهَا : أَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمَّا أَطْلَعَهُ عَلَى تِلْكَ الْأَنْوَارِ الْمُتَصَاعِدَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ إِلَى السَّمَاءِ وَأَسْمَعَهُ تَسْبِيحَ الْمَلَائِكَةِ ثُمَّ أَسْمَعَهُ كَلَامَ نَفْسِهِ ، ثُمَّ إِنَّهُ مَزَجَ اللُّطْفَ بِالْقَهْرِ فَلَاطَفَهُ أَوَّلًا بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=13وَأَنَا اخْتَرْتُكَ ) ثُمَّ قَهَرَهُ بِإِيرَادِ التَّكَالِيفِ الشَّاقَّةِ عَلَيْهِ وَإِلْزَامِهِ عِلْمَ الْمَبْدَأِ وَالْوَسَطِ وَالْمَعَادِ ثُمَّ خَتَمَ كُلَّ ذَلِكَ بِالتَّهْدِيدِ الْعَظِيمِ ، تَحَيَّرَ
مُوسَى وَدَهِشَ وَكَادَ لَا يَعْرِفُ الْيَمِينَ مِنَ الشِّمَالِ فَقِيلَ لَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى ) لِيَعْرِفَ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَنَّ يَمِينَهُ هِيَ الَّتِي فِيهَا الْعَصَا ، أَوْ لِأَنَّهُ لَمَّا تَكَلَّمَ مَعَهُ أَوَّلًا بِكَلَامِ الْإِلَهِيَّةِ وَتَحَيَّرَ
مُوسَى مِنَ الدَّهْشَةِ تَكَلَّمَ مَعَهُ بِكَلَامِ الْبَشَرِ إِزَالَةً لِتِلْكَ الدَّهْشَةِ وَالْحَيْرَةِ ، وَالنُّكْتَةُ فِيهِ أَنَّهُ لَمَّا غَلَبَتِ الدَّهْشَةُ عَلَى
مُوسَى فِي الْحَضْرَةِ أَرَادَ رَبُّ الْعِزَّةِ إِزَالَتَهَا فَسَأَلَهُ عَنِ الْعَصَا وَهُوَ لَا يَقَعُ الْغَلَطُ فِيهِ . كَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ إِذَا مَاتَ وَوَصَلَ إِلَى حَضْرَةِ ذِي الْجَلَالِ فَالدَّهْشَةُ تَغْلِبُهُ ، وَالْحَيَاءُ يَمْنَعُهُ عَنِ الْكَلَامِ فَيَسْأَلُونَهُ عَنِ الْأَمْرِ الَّذِي لَمْ يَغْلَطْ فِيهِ فِي الدُّنْيَا وَهُوَ التَّوْحِيدُ ، فَإِذَا ذَكَرَهُ زَالَتِ الدَّهْشَةُ وَالْوَحْشَةُ عَنْهُ .
وَثَالِثُهَا : أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا عَرَّفَ
مُوسَى كَمَالَ الْإِلَهِيَّةِ
[ ص: 23 ] أَرَادَ أَنْ يُعَرِّفَهُ نُقْصَانَ الْبَشَرِيَّةِ ، فَسَأَلَهُ عَنْ مَنَافِعِ الْعَصَا فَذَكَرَ بَعْضَهَا فَعَرَّفَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ فِيهَا مَنَافِعَ أَعْظَمَ مِمَّا ذَكَرَ ، تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ الْعُقُولَ قَاصِرَةٌ عَنْ مَعْرِفَةِ صِفَاتِ النَّبِيِّ الْحَاضِرِ فَلَوْلَا التَّوْفِيقُ وَالْعِصْمَةُ كَيْفَ يُمْكِنُهُمُ الْوُصُولُ إِلَى مَعْرِفَةِ أَجَلِّ الْأَشْيَاءِ وَأَعْظَمِهَا .
وَرَابِعُهَا : فَائِدَةُ هَذَا السُّؤَالِ أَنْ يُقَرِّرَ عِنْدَهُ أَنَّهُ خَشَبَةٌ حَتَّى إِذَا قَلَبَهَا ثُعْبَانًا لَا يَخَافُهَا .
السُّؤَالُ الثَّانِي : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى ) خِطَابٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى مَعَ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - بِلَا وَاسِطَةٍ ، وَلَمْ يَحْصُلْ ذَلِكَ
لِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَيَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ
nindex.php?page=treesubj&link=29638مُوسَى أَفْضَلَ مِنْ مُحَمَّدٍ . الْجَوَابُ مِنْ وَجْهَيْنِ :
الْأَوَّلُ : أَنَّهُ تَعَالَى كَمَا خَاطَبَ
مُوسَى فَقَدْ خَاطَبَ
مُحَمَّدًا - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=10فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ) [ النَّجْمِ : 10 ] إِلَّا أَنَّ الْفَرْقَ بَيْنَهُمَا أَنَّ الَّذِي ذَكَرَهُ مَعَ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَفْشَاهُ اللَّهُ إِلَى الْخَلْقِ ، وَالَّذِي ذَكَرَهُ مَعَ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ سِرًّا لَمْ يَسْتَأْهِلْ لَهُ أَحَدٌ مِنَ الْخَلْقِ .
وَالثَّانِي : إِنْ كَانَ
مُوسَى تَكَلَّمَ مَعَهُ وَهُوَ [ تَكَلَّمَ ] مَعَ
مُوسَى فَأُمَّةُ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُخَاطِبُونَ اللَّهَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّاتٍ عَلَى مَا قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013201الْمُصَلِّي يُنَاجِي رَبَّهُ " وَالرَّبُّ يَتَكَلَّمُ مَعَ آحَادِ أُمَّةِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِالتَّسْلِيمِ وَالتَّكْرِيمِ وَالتَّكْلِيمِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=58سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ) [ يس : 58 ] .
السُّؤَالُ الثَّالِثُ : مَا
nindex.php?page=treesubj&link=28908_34077_34080إِعْرَابُ قَوْلِهِ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى ) الْجَوَابُ ، قَالَ صَاحِبُ " الْكَشَّافِ " : " تِلْكَ بِيَمِينِكَ " كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=72وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا ) [ هُودٍ : 72 ] فِي انْتِصَابِ الْحَالِ بِمَعْنَى الْإِشَارَةِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ " تِلْكَ " اسْمًا مَوْصُولًا وَصِلَتُهُ " بِيَمِينِكَ " قَالَ
الزَّجَّاجُ : مَعْنَاهُ وَمَا الَّتِي بِيَمِينِكَ ، قَالَ
الْفَرَّاءُ : مَعْنَاهُ مَا هَذِهِ الَّتِي فِي يَمِينِكَ ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمَّا سَأَلَ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - عَنْ ذَلِكَ أَجَابَ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - بِأَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ ، ثَلَاثَةٌ عَلَى التَّفْصِيلِ وَوَاحِدٌ عَلَى الْإِجْمَالِ .
الْأَوَّلُ : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18هِيَ عَصَايَ ) قَرَأَ
ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ : " هِيَ عَصَى " وَمِثْلُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=19يَابُشْرَى ) [يُوسُفَ : 19] وَقَرَأَ
الْحَسَنُ " هِيَ عَصَايْ " بِسُكُونِ الْيَاءِ ، وَالنُّكَتُ هَهُنَا ثَلَاثَةٌ :
إِحْدَاهَا : أَنَّهُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18هِيَ عَصَايَ ) فَذَكَرَ الْعَصَا وَمَنْ كَانَ قَلْبُهُ مَشْغُولًا بِالْعَصَا وَمَنَافِعِهَا كَيْفَ يَكُونُ مُسْتَغْرِقًا فِي بَحْرِ مَعْرِفَةِ الْحَقِّ وَلَكِنَّ
مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عُرِضَ عَلَيْهِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَى شَيْءٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=17مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ) [ النَّجْمِ : 17 ] وَلَمَّا قِيلَ لَهُ امْدَحْنَا ، قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013202لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ " ثُمَّ نَسِيَ نَفْسَهُ وَنَسِيَ ثَنَاءَهُ فَقَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011105أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ " .
وَثَانِيهَا : لَمَّا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18عَصَايَ ) قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=19أَلْقِهَا ) ، فَلَمَّا أَلْقَاهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=20فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ) لِيَعْرِفَ أَنَّ كُلَّ مَا سِوَى اللَّهِ فَالِالْتِفَاتُ إِلَيْهِ شَاغِلٌ ، وَهُوَ كَالْحَيَّةِ الْمُهْلِكَةِ لَكَ . وَلِهَذَا قَالَ
الْخَلِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=77فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ) [الشُّعَرَاءِ : 77 ] وَفِي الْحَدِيثِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013203يُجَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَاحِبِ الْمَالِ الَّذِي لَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ وَيُؤْتَى بِذَلِكَ الْمَالِ عَلَى صُورَةِ شُجَاعٍ أَقْرَعَ " الْحَدِيثَ بِتَمَامِهِ .
وَثَالِثُهَا : أَنَّهُ قَالَ هِيَ عَصَايَ فَقَدْ تَمَّ الْجَوَابُ ، إِلَّا أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ذَكَرَ الْوُجُوهَ الْأُخَرَ ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يُحِبُّ الْمُكَالَمَةَ مَعَ رَبِّهِ فَجَعَلَ ذَلِكَ كَالْوَسِيلَةِ إِلَى تَحْصِيلِ هَذَا الْغَرَضِ .
الثَّانِي : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا ) وَالتَّوَكِّي ، وَالِاتِّكَاءُ ، وَاحِدٌ كَالتَّوَقِّي ، وَالَاتِّقَاءِ ، مَعْنَاهُ أَعْتَمِدُ عَلَيْهَا إِذَا عَيِيتُ أَوْ وَقَفْتُ عَلَى رَأْسِ الْقَطِيعِ أَوْ عِنْدَ الطَّفْرَةِ فَجَعَلَ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - نَفْسَهُ مُتَوَكِّئًا عَلَى الْعَصَا ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى
لِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " اتَّكِئْ عَلَى رَحْمَتِي " بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) [ الْأَنْفَالِ : 64 ] وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=67وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) [ الْمَائِدَةِ : 67 ] فَإِنْ قِيلَ : أَلَيْسَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) [الْأَنْفَالِ : 64 ] يَقْتَضِي كَوْنَ
مُحَمَّدٍ يَتَوَكَّأُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ؟ قُلْنَا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) [الْأَنْفَالِ : 64 ] مَعْطُوفٌ عَلَى الْكَافِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=64حَسْبُكَ اللَّهُ ) [الْأَنْفَالِ : 64 ] وَالْمَعْنَى اللَّهُ حَسْبُكَ ، وَحَسْبُ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ .
الثَّالِثُ : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي ) أَيْ أَخْبِطُ بِهَا فَأَضْرِبُ أَغْصَانَ الشَّجَرِ لِيَسْقُطَ وَرَقُهَا عَلَى غَنَمِي فَتَأْكُلُهُ . وَقَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : هَشَّ عَلَى غَنَمِهِ ، يَهُشُّ بِضَمِّ الْهَاءِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ ، وَهَشَشْتُ الرَّجُلَ أَهَشُّ بِفَتْحِ الْهَاءِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ ، وَهَشَّ الرَّغِيفَ يَهِشُّ بِكَسْرِ الْهَاءِ . قَالَهُ
ثَعْلَبٌ ، وَقَرَأَ
[ ص: 24 ] عِكْرِمَةُ : " وَأَهِسُّ " بِالسِّينِ غَيْرِ الْمَنْقُوطَةِ ، وَالْهَشُّ زَجْرُ الْغَنَمِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ غَنَمَهُ رَعِيَّتُهُ فَبَدَأَ بِمَصَالِحِ نَفْسِهِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا ) ثُمَّ بِمَصَالِحِ رَعِيَّتِهِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي ) فَكَذَلِكَ فِي الْقِيَامَةِ يَبْدَأُ بِنَفْسِهِ فَيَقُولُ : نَفْسِي نَفْسِي
وَمُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَشْتَغِلْ فِي الدُّنْيَا إِلَّا بِإِصْلَاحِ أَمْرِ الْأُمَّةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ) [ الْأَنْفَالِ : 33 ] . " اللَّهُمَّ اهْدِ قَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " فَلَا جَرَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَبْدَأُ أَيْضًا بِأُمَّتِهِ فَيَقُولُ : " أُمَّتِي أُمَّتِي " .
وَالرَّابِعُ : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ) أَيْ حَوَائِجُ وَمَنَافِعُ وَاحِدَتُهَا مَأْرَبَةٌ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا ، وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ وَقُطْرُبٌ بِكَسْرِ الرَّاءِ أَيْضًا ، وَالْأَرَبُ بِفَتْحِ الرَّاءِ ، وَالْإِرْبَةُ بِكَسْرِ الْأَلِفِ وَسُكُونِ الرَّاءِ الْحَاجَةُ ، وَإِنَّمَا قَالَ أُخْرَى ؛ لِأَنَّ الْمَآرِبَ فِي مَعْنَى جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّهُ قَالَ : جَمَاعَةٌ مِنَ الْحَاجَاتِ أُخْرَى وَلَوْ جَاءَتْ أُخَرُ لَكَانَ صَوَابًا كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) [ الْبَقَرَةِ : 184 ] ثُمَّ هَهُنَا نُكَتٌ :
إِحْدَاهَا : أَنَّهُ لَمَّا سَمِعَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=17وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ ) عَرَفَ أَنَّ لِلَّهِ فِيهِ أَسْرَارًا عَظِيمَةً فَذَكَرَ مَا عَرَفَ وَعَبَّرَ عَنِ الْبَوَاقِي الَّتِي مَا عَرَفَهَا إِجْمَالًا لَا تَفْصِيلًا بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ) .
وَثَانِيهَا : أَنَّ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَحَسَّ بِأَنَّهُ تَعَالَى إِنَّمَا سَأَلَهُ عَنْ أَمْرِ الْعَصَا لِمَنَافِعَ عَظِيمَةٍ . فَقَالَ
مُوسَى : إِلَهِي مَا هَذِهِ الْعَصَا إِلَّا كَغَيْرِهَا ، لَكِنَّكَ لَمَّا سَأَلْتَ عَنْهَا عَرَفْتُ أَنَّ لِيَ فِيهَا مَآرِبَ أُخْرَى ، وَمِنْ جُمْلَتِهَا أَنَّكَ كَلَّمْتَنِي بِسَبَبِهَا فَوَجَدْتُ هَذَا الْأَمْرَ الْعَظِيمَ الشَّرِيفَ بِسَبَبِهَا .
وَثَالِثُهَا : أَنَّ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَجْمَلَ رَجَاءَ أَنْ يَسْأَلَهُ رَبُّهُ عَنْ تِلْكَ الْمَآرِبِ فَيَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ مَرَّةً أُخْرَى ، وَيَطُولَ أَمْرُ الْمُكَالَمَةِ بِسَبَبِ ذَلِكَ .
وَرَابِعُهَا : أَنَّهُ بِسَبَبِ اللُّطْفِ انْطَلَقَ لِسَانُهُ ثُمَّ غَلَبَتْهُ الدَّهْشَةُ فَانْقَطَعَ لِسَانُهُ وَتَشَوَّشَ فِكْرُهُ فَأَجْمَلَ مَرَّةً أُخْرَى ، ثُمَّ قَالَ وَهَبٌ : كَانَتْ ذَاتَ شُعْبَتَيْنِ كَالْمِحْجَنِ ، فَإِذَا طَالَ الْغُصْنُ حَنَاهُ بِالْمِحْجَنِ ، وَإِذَا حَاوَلَ كَسْرَهُ لَوَاهُ بِالشُّعْبَتَيْنِ ، [ وَ ] إِذَا سَارَ وَضَعَهَا عَلَى عَاتِقِهِ يُعَلِّقُ فِيهَا أَدَوَاتِهِ مِنَ الْقَوْسِ وَالْكِنَانَةِ وَالثِّيَابِ ، وَإِذَا كَانَ فِي الْبَرِّيَّةِ رَكَزَهَا وَأَلْقَى كِسَاءً عَلَيْهَا فَكَانَتْ ظِلًّا . وَقِيلَ : كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُعْجِزَاتِ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَقِي بِهَا فَتَطُولُ بِطُولِ الْبِئْرِ وَتَصِيرُ شُعْبَتَاهَا دَلْوًا وَيَصِيرَانِ شَمْعَتَيْنِ فِي اللَّيَالِي ، وَإِذَا ظَهَرَ عَدُوٌّ حَارَبَتْ عَنْهُ . وَإِذَا اشْتَهَى ثَمَرَةً رَكَزَهَا فَأَوْرَقَتْ وَأَثْمَرَتْ . وَكَانَ يَحْمِلُ عَلَيْهَا زَادَهُ وَمَاءَهُ وَكَانَتْ تُمَاشِيهِ وَيَرْكِزُهَا فَيَنْبُعُ الْمَاءُ فَإِذَا رَفَعَهَا نَضَبَ وَكَانَتْ تَقِيهِ الْهَوَامَّ . وَاعْلَمْ أَنَّ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لَمَّا ذَكَرَ هَذِهِ الْجَوَابَاتِ أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِإِلْقَاءِ الْعَصَا فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=19أَلْقِهَا يَامُوسَى ) وَفِيهِ نُكَتٌ :
إِحْدَاهَا : أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لَمَّا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=18وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ) أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُعَرِّفَهُ أَنَّ فِيهَا مَأْرَبَةً أُخْرَى لَا يَفْطَنُ لَهَا وَلَا يَعْرِفُهَا وَأَنَّهَا أَعْظَمُ مِنْ سَائِرِ مَآرِبِهِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=19أَلْقِهَا يَامُوسَى nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=20nindex.php?page=treesubj&link=28991_31942_28752فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ) .
وَثَانِيَتُهَا : كَانَ فِي رِجْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ النَّعْلُ وَفِي يَدِهِ شَيْءٌ وَهُوَ الْعَصَا ، وَالرِّجْلُ آلَةُ الْهَرَبِ وَالْيَدُ آلَةُ الطَّلَبِ فَقَالَ أَوَّلًا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=12فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ) إِشَارَةً إِلَى تَرْكِ الْهَرَبِ ، ثُمَّ قَالَ أَلْقِهَا يَا
مُوسَى وَهُوَ إِشَارَةٌ إِلَى تَرْكِ الطَّلَبِ . كَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ قَالَ : إِنَّكَ مَا دُمْتَ فِي مَقَامِ الْهَرَبِ وَالطَّلَبِ كُنْتَ مُشْتَغِلًا بِنَفْسِكَ وَطَالِبًا لِحَظِّكَ فَلَا تَكُونُ خَالِصًا لِمَعْرِفَتِي فَكُنْ تَارِكًا لِلْهَرَبِ وَالطَّلَبِ لِتَكُونَ خَالِصًا لِي .
وَثَالِثَتُهَا : أَنَّ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مَعَ عُلُوِّ دَرَجَتِهِ ، وَكَمَالِ مَنْقَبَتِهِ ، لَمَّا وَصَلَ إِلَى الْحَضْرَةِ وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ إِلَّا النَّعْلَانِ وَالْعَصَا أَمَرَهُ بِإِلْقَائِهِمَا حَتَّى أَمْكَنَهُ الْوُصُولُ إِلَى الْحَضْرَةِ فَأَنْتَ مَعَ أَلْفِ وَقْرٍ مِنَ الْمَعَاصِي كَيْفَ يُمْكِنُكَ الْوُصُولُ إِلَى جَنَابِهِ .
وَرَابِعَتُهَا : أَنَّ
مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ مُجَرَّدًا عَنِ الْكُلِّ مَا زَاغَ الْبَصَرُ فَلَا جَرَمَ وَجَدَ الْكُلَّ لَعَمْرُكَ ، أَمَّا
مُوسَى لَمَّا بَقِيَ مَعَهُ تِلْكَ الْعَصَا لَا جَرَمَ أَمَرَهُ بِإِلْقَاءِ الْعَصَا .
وَاعْلَمْ أَنَّ
الْكَعْبِيَّ تَمَسَّكَ بِهِ فِي أَنَّ الِاسْتِطَاعَةَ قَبْلَ الْفِعْلِ فَقَالَ : الْقُدْرَةُ عَلَى إِلْقَاءِ الْعَصَا ، إِمَّا أَنْ تُوجَدَ وَالْعَصَا فِي يَدِهِ أَوْ خَارِجَةٌ مِنْ يَدِهِ فَإِنْ أَتَتْهُ الْقُدْرَةُ وَهِيَ فِي يَدِهِ فَذَاكَ قَوْلُنَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=182وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ) [ آلِ عِمْرَانَ : 182 ] وَإِذَا أَتَتْهُ وَلَيْسَتْ فِي يَدِهِ وَإِنَّمَا اسْتَطَاعَ أَنْ يُلْقِيَ مِنْ يَدِهِ مَا لَيْسَ فِي يَدِهِ فَذَلِكَ مُحَالٌ .