الفصل الرابع : في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رب اشرح لي صدري )
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013208سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرح الصدر فقال : نور يقذف في القلب ، فقيل : وما أمارته فقال : التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل النزول ، ويدل على أن شرح الصدر عبارة عن النور قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ) [ الزمر : 22 ] واعلم أن الله تعالى ذكر عشرة أشياء ووصفها بالنور :
أحدها : وصف ذاته بالنور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35الله نور السماوات والأرض ) [ النور : 35 ] .
وثانيها : الرسول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=15قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ) [ المائدة : 15 ] .
وثالثها : القرآن : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157واتبعوا النور الذي أنزل معه ) [ الأعراف : 157 ] .
ورابعها : الإيمان : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=32يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ) [ التوبة : 32 ] .
وخامسها : عدل الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=69وأشرقت الأرض بنور ربها ) [ الزمر : 69 ] .
وسادسها : ضياء القمر : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=16وجعل القمر فيهن نورا ) [ نوح : 16 ] .
وسابعها : النهار : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=1وجعل الظلمات والنور ) [ الأنعام : 1 ] .
وثامنها : البينات : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=44إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ) [ المائدة : 44 ] .
وتاسعها : الأنبياء : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35نور على نور ) [ النور : 35 ] .
وعاشرها : المعرفة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ) [ النور : 35 ] إذا ثبت هذا فنقول : كأن
موسى عليه السلام قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رب اشرح لي صدري ) بمعرفة أنوار جلالك وكبريائك .
وثانيها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رب اشرح لي صدري ) ، بالتخلق بأخلاق رسلك وأنبيائك .
وثالثها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رب اشرح لي صدري ) ، باتباع وحيك وامتثال أمرك ونهيك .
ورابعها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رب اشرح لي صدري ) ، بنور الإيمان
[ ص: 36 ] والإيقان بإلهيتك .
وخامسها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رب اشرح لي صدري ) بالإطلاع على أسرار عدلك في قضائك وحكمك .
وسادسها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رب اشرح لي صدري ) بالانتقال من نور شمسك وقمرك إلى أنوار جلال عزتك كما فعله
إبراهيم عليه السلام حيث انتقل من الكوكب والقمر والشمس إلى حضرة العزة .
وسابعها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رب اشرح لي صدري ) من مطالعة نهارك وليلك إلى مطالعة نهار فضلك وليل عدلك .
وثامنها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رب اشرح لي صدري ) بالإطلاع على مجامع آياتك ومعاقد بيناتك في أرضك وسماواتك .
وتاسعها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رب اشرح لي صدري ) في أن أكون خلف صور الأنبياء المتقدمين ومتشبها بهم في الانقياد لحكم رب العالمين .
وعاشرها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رب اشرح لي صدري ) بأن تجعل سراج الإيمان في قلبي كالمشكاة التي فيها المصباح .
واعلم أن- شرح الصدر عبارة عن إيقاد النور في القلب حتى يصير القلب كالسراج ، وذلك النور كالنار ، ومعلوم أن من أراد أن يستوقد سراجا احتاج إلى سبعة أشياء : زند وحجر وحراق وكبريت ومسرجة وفتيلة ودهن . فالعبد إذا طلب النور الذي هو
nindex.php?page=treesubj&link=30481شرح الصدر افتقر إلى هذه السبعة .
فأولها : لا بد من زند المجاهدة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=69والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) [ العنكبوت : 69 ] .
وثانيها : حجر التضرع : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=55ادعوا ربكم تضرعا وخفية ) .
وثالثها : حراق منع الهوى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=40ونهى النفس عن الهوى ) [ النازعات : 40 ] .
ورابعها : كبريت الإنابة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=54وأنيبوا إلى ربكم ) الزمر : 54 ] ملطخا رءوس تلك الخشبات بكبريت توبوا إلى الله .
وخامسها : مسرجة الصبر : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=45واستعينوا بالصبر والصلاة ) [ البقرة : 45 ] .
وسادسها : فتيلة الشكر : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7لئن شكرتم لأزيدنكم ) [ إبراهيم : 7 ] .
وسابعها : دهن الرضا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=24فاصبر لحكم ربك ) [ الإنسان : 24 ] أي ارض بقضاء ربك فإذا صلحت هذه الأدوات فلا تعول عليها بل ينبغي أن لا تطلب المقصود إلا من حضرته : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=2ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ) [ فاطر : 2 ] ثم اطلبها بالخشوع والخضوع : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ) [ طه : 108 ] فعند ذلك ترفع يد التضرع وتقول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رب اشرح لي صدري ) فهنالك تسمع ; (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=36قد أوتيت سؤلك ياموسى ) [ طه : 36 ] ثم نقول هذا النور الروحاني المسمى بشرح الصدر أفضل من الشمس الجسمانية لوجوه :
أحدها : الشمس تحجبها غمامة ، وشمس المعرفة لا يحجبها السماوات السبع : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إليه يصعد الكلم الطيب ) [ فاطر : 10 ] .
وثانيها : الشمس تغيب ليلا وتعود نهارا ، قال
إبراهيم عليه السلام : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=76لا أحب الآفلين ) [ الأنعام : 76 ] أما شمس المعرفة فلا تغيب ليلا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=6إن ناشئة الليل هي أشد وطئا ) [ المزمل : 6 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=17والمستغفرين بالأسحار ) [ آل عمران : 17 ] بل أكمل الخلع الروحانية تحصل في الليل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ) [ الإسراء : 1 ] .
وثالثها : الشمس تفنى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=1إذا الشمس كورت ) [ التكوير : 1 ] وشمس المعرفة لا تفنى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=58سلام قولا من رب رحيم ) [ يس : 58 ] .
ورابعها : الشمس إذا قابلها القمر انكسفت أما ههنا فشمس المعرفة وهي معرفة أشهد أن لا إله إلا الله ما لم يقابلها قمر أشهد أن
محمدا رسول الله لم يصل نوره إلى عالم الجوارح .
وخامسها : الشمس تسود الوجوه والمعرفة تبيضها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=106يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ) [ آل عمران : 106 ] .
وسادسها : الشمس تحرق والمعرفة تنجي من الحرق ، جز يا مؤمن فإن نورك قد أطفأ لهبي .
وسابعها : الشمس تصدع والمعرفة تصعد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إليه يصعد الكلم الطيب ) [ فاطر : 10 ] .
وثامنها : الشمس منفعتها في الدنيا والمعرفة منفعتها في العقبى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46والباقيات الصالحات خير ) [ الكهف : 46 ] .
وتاسعها : الشمس في السماء زينة لأهل الأرض والمعرفة في الأرض زينة لأهل السماء .
وعاشرها : الشمس فوقاني الصورة تحتاني المعنى
[ ص: 37 ] وذلك يدل على الحسد مع التكبر ، والمعارف الإلهية تحتانية الصورة فوقانية المعنى ، وذلك يدل على التواضع مع الشرف .
وحادي عشرها : الشمس تعرف أحوال الخلق ، وبالمعرفة يصل القلب إلى الخالق .
وثاني عشرها : الشمس تقع على الولي والعدو ، والمعرفة لا تحصل إلا للولي فلما كانت المعرفة موصوفة بهذه الصفات النفيسة لا جرم قال
موسى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رب اشرح لي صدري ) وأما النكت :
فإحداها : الشمس سراج استوقدها الله تعالى للفناء : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=26كل من عليها فان ) [ الرحمن : 26 ] والمعرفة استوقدها للبقاء فالذي خلقها للفناء لو قرب الشيطان منها لاحترق : (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9شهابا رصدا ) [ الجن : 9 ] والمعرفة التي خلقها للبقاء كيف يقرب منها الشيطان : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رب اشرح لي صدري ) .
وثانيتها : استوقد الله الشمس في السماء وإنها تزيل الظلمة عن بيتك مع بعدها عن بيتك ، وأوقد شمس المعرفة في قلبك أفلا تزيل ظلمة المعصية والكفر عن قلبك مع قربها منك .
وثالثتها : من استوقد سراجا فإنه لا يزال يتعهده ويمده ، والله تعالى هو الموقد لسراج المعرفة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7ولكن الله حبب إليكم الإيمان ) [ الحجرات : 7 ] أفلا يمده وهو معنى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رب اشرح لي صدري ) .
ورابعتها : اللص إذا رأى السراج يوقد في البيت لا يقرب منه والله قد أوقد سراج المعرفة في قلبك فكيف يقرب الشيطان منه فلهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رب اشرح لي صدري ) .
وخامستها :
المجوس أوقدوا نارا فلا يريدون إطفاءها والملك القدوس أوقد سراج الإيمان في قلبك فكيف يرضى بإطفائه ، واعلم أنه سبحانه وتعالى أعطى قلب المؤمن تسع كرامات .
أحدها : الحياة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=122أومن كان ميتا فأحييناه ) [ الأنعام : 122 ] فلما رغب
موسى عليه السلام في الحياة الروحانية قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رب اشرح لي صدري ) ثم النكتة أنه عليه السلام قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011714من أحيا أرضا ميتة فهي له ، فالعبد لما أحيا أرضا فهي له فالرب لما خلق القلب وأحياه بنور الإيمان فكيف يجوز أن يكون لغيره فيه نصيب : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91قل الله ثم ذرهم ) [ الأنعام : 91 ] وكما أن الإيمان حياة القلب ، فالكفر موته : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=21أموات غير أحياء وما يشعرون ) [ النحل : 21 ] .
وثانيها : الشفاء : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=14ويشف صدور قوم مؤمنين ) [ التوبة : 14 ] فلما رغب
موسى في الشفاء رفع الأيدي قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رب اشرح لي صدري ) والنكتة أنه تعالى لما جعل الشفاء في العسل بقي شفاء أبدا فههنا لما وضع الشفاء في الصدر فكيف لا يبقى شفاء أبدا .
وثالثها : الطهارة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ) [ الحجرات : 3 ] فلما رغب
موسى عليه السلام في تحصيل طهارة التقوى قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رب اشرح لي صدري ) والنكتة أن الصائغ إذا امتحن الذهب مرة فبعد ذلك لا يدخله في النار فههنا لما امتحن الله قلب المؤمن فكيف يدخله النار ثانيا ولكن الله يدخل في النار قلب الكافر : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=37ليميز الله الخبيث من الطيب ) [ الأنفال : 37 ] .
ورابعها : الهداية (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) فرغب
موسى عليه السلام في طلب زوائد الهداية فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رب اشرح لي صدري ) والنكتة أن الرسول يهدي نفسك ، والقرآن يهدي روحك ، والمولى يهدي قلبك ، فلما كانت الهداية من الكفر من
محمد صلى الله عليه وسلم لا جرم تارة تحصل وأخرى لا تحصل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=56إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) [ القصص : 56 ] وهداية الروح لما كانت من القرآن فتارة تحصل وأخرى لا تحصل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=26يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا ) [ البقرة : 26 ] أما هداية القلب فلما كانت من الله تعالى فإنها لا تزول لأن الهادي لا يزول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=25ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) [ يونس : 25 ] .
وخامسها : الكتابة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أولئك كتب في قلوبهم الإيمان ) [ المجادلة : 22 ] فلما رغب
موسى عليه السلام في تلك الكتابة قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رب اشرح لي صدري ) وفيه نكت :
[ ص: 38 ] الأولى : أن الكاغدة ليس لها خطر عظيم وإذا كتب فيها القرآن لم يجز إحراقها فقلب المؤمن كتب فيه جميع أحكام ذات الله تعالى وصفاته ، فكيف يليق بالكريم إحراقه .
الثانية :
بشر الحافي أكرم كاغدا فيه اسم الله تعالى فنال سعادة الدارين ، فإكرام قلب فيه معرفة الله تعالى أولى بذلك .
والثالثة :
nindex.php?page=treesubj&link=18661_730_629كاغد ليس فيه خط إذا كتب فيه اسم الله الأعظم عظم قدره حتى إنه لا يجوز للجنب والحائض أن يمسه بل قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله تعالى : ليس له أن يمس جلد المصحف ، وقال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=79لا يمسه إلا المطهرون ) [ الواقعة : 79 ] فالقلب الذي فيه أكرم المخلوقات : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=70ولقد كرمنا بني آدم ) [ الإسراء : 70 ] كيف يجوز للشيطان الخبيث أن يمسه والله أعلم .
وسادسها : السكينة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ) [ الفتح : 4 ] فلما رغب
موسى عليه السلام في طلب السكينة قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رب اشرح لي صدري ) والنكتة أن
أبا بكر رضي الله عنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان خائفا فلما نزلت السكينة عليه قال : ( nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=40لا تحزن ) فلما نزلت سكينة الإيمان فرجوا أن يسمعوا خطاب : ( nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=30ألا تخافوا ولا تحزنوا ) [ فصلت : 30 ] وأيضا لما نزلت السكينة صار من الخلفاء : ( nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=55وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض ) [ النور : 55 ] أي أن يصيروا خلفاء الله في أرضه .
وسابعها : المحبة والزينة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم ) [ الحجرات : 7 ] والنكتة أن من ألقى حبة في أرض فإنه لا يفسدها ولا يحرقها فهو سبحانه وتعالى ألقى حبة المحبة في أرض القلب فكيف يحرقها .
وثامنها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=103فألف بين قلوبكم ) [ آل عمران : 103 ] والنكتة أن
محمدا صلى الله عليه وسلم ألف بين قلوب أصحابه ثم إنه ما تركهم [ في ] غيبة ولا حضور : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013210سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين " فالرحيم كيف يتركهم .
وتاسعها : الطمأنينة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) [ الرعد : 28 ]
وموسى طلب الطمأنينة فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رب اشرح لي صدري ) والنكتة أن حاجة العبد لا نهاية لها فلهذا لو أعطي كل ما في العالم من الأجسام فإنه لا يكفيه لأن حاجته غير متناهية والأجسام متناهية ، والمتناهي لا يصير مقابلا لغير المتناهي بل الذي يكفي في الحاجة الغير المتناهية الكمال الذي لا نهاية له ، وما ذاك إلا للحق سبحانه وتعالى ; فلهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) [ الرعد : 28 ] ولما عرفت حقيقة شرح الصدر للمؤمنين فاعرف
nindex.php?page=treesubj&link=29494_29559_30549_30539صفات قلوب الكافرين لوجوه :
أحدها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) .
وثانيها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=127ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم ) .
وثالثها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=10في قلوبهم مرض ) .
ورابعها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=13وجعلنا قلوبهم قاسية ) .
وخامسها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه ) .
وسادسها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=7ختم الله على قلوبهم ) .
وسابعها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=24أم على قلوب أقفالها ) .
وثامنها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=14كلا بل ران على قلوبهم ) .
وتاسعها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=108أولئك الذين طبع الله على قلوبهم ) . إلهنا وسيدنا بفضلك وإحسانك أغلق هذه الأبواب التسعة من خذلانك عنا واجبرنا بإحسانك وافتح لنا تلك الأبواب التسعة من إحسانك بفضلك ورحمتك إنك على ما تشاء قدير .
الْفَصْلُ الرَّابِعُ : فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي )
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013208سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَرْحِ الصَّدْرِ فَقَالَ : نُورٌ يُقْذَفُ فِي الْقَلْبِ ، فَقِيلَ : وَمَا أَمَارَتُهُ فَقَالَ : التَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ وَالْإِنَابَةُ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ وَالِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ النُّزُولِ ، وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ شَرْحَ الصَّدْرِ عِبَارَةٌ عَنِ النُّورِ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=22أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ) [ الزُّمَرِ : 22 ] وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذَكَرَ عَشَرَةَ أَشْيَاءَ وَوَصَفَهَا بِالنُّورِ :
أَحَدُهَا : وَصَفَ ذَاتَهُ بِالنُّورِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) [ النُّورِ : 35 ] .
وَثَانِيهَا : الرَّسُولَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=15قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ) [ الْمَائِدَةِ : 15 ] .
وَثَالِثُهَا : الْقُرْآنَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ) [ الْأَعْرَافِ : 157 ] .
وَرَابِعُهَا : الْإِيمَانَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=32يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ ) [ التَّوْبَةِ : 32 ] .
وَخَامِسُهَا : عَدْلَ اللَّهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=69وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ) [ الزُّمَرِ : 69 ] .
وَسَادِسُهَا : ضِيَاءَ الْقَمَرِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=16وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا ) [ نُوحٍ : 16 ] .
وَسَابِعُهَا : النَّهَارَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=1وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ) [ الْأَنْعَامِ : 1 ] .
وَثَامِنُهَا : الْبَيِّنَاتِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=44إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ) [ الْمَائِدَةِ : 44 ] .
وَتَاسِعُهَا : الْأَنْبِيَاءَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35نُورٌ عَلَى نُورٍ ) [ النُّورِ : 35 ] .
وَعَاشِرُهَا : الْمَعْرِفَةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=35مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ) [ النُّورِ : 35 ] إِذَا ثَبَتَ هَذَا فَنَقُولُ : كَأَنَّ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) بِمَعْرِفَةِ أَنْوَارِ جَلَالِكَ وَكِبْرِيَائِكَ .
وَثَانِيهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) ، بِالتَّخَلُّقِ بِأَخْلَاقِ رُسُلِكَ وَأَنْبِيَائِكَ .
وَثَالِثُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) ، بِاتِّبَاعِ وَحْيِكَ وَامْتِثَالِ أَمْرِكَ وَنَهْيِكَ .
وَرَابِعُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) ، بِنُورِ الْإِيمَانِ
[ ص: 36 ] وَالْإِيقَانِ بِإِلَهِيَّتِكَ .
وَخَامِسُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) بِالْإِطِّلَاعِ عَلَى أَسْرَارِ عَدْلِكَ فِي قَضَائِكَ وَحُكْمِكَ .
وَسَادِسُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) بِالِانْتِقَالِ مِنْ نُورِ شَمْسِكَ وَقَمَرِكَ إِلَى أَنْوَارِ جَلَالِ عِزَّتِكَ كَمَا فَعَلَهُ
إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَيْثُ انْتَقَلَ مِنَ الْكَوْكَبِ وَالْقَمَرِ وَالشَّمْسِ إِلَى حَضْرَةِ الْعِزَّةِ .
وَسَابِعُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) مِنْ مُطَالَعَةِ نَهَارِكَ وَلَيْلِكَ إِلَى مُطَالَعَةِ نَهَارِ فَضْلِكَ وَلَيْلِ عَدْلِكَ .
وَثَامِنُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) بِالْإِطِّلَاعِ عَلَى مَجَامِعِ آيَاتِكَ وَمَعَاقِدِ بَيِّنَاتِكَ فِي أَرْضِكَ وَسَمَاوَاتِكَ .
وَتَاسِعُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) فِي أَنْ أَكُونَ خَلْفَ صُوَرِ الْأَنْبِيَاءِ الْمُتَقَدِّمِينَ وَمُتَشَبِّهًا بِهِمْ فِي الِانْقِيَادِ لِحُكْمِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
وَعَاشِرُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) بِأَنْ تَجْعَلَ سِرَاجَ الْإِيمَانِ فِي قَلْبِي كَالْمِشْكَاةِ الَّتِي فِيهَا الْمِصْبَاحُ .
وَاعْلَمْ أَنَّ- شَرْحَ الصَّدْرِ عِبَارَةٌ عَنْ إِيقَادِ النُّورِ فِي الْقَلْبِ حَتَّى يَصِيرَ الْقَلْبُ كَالسِّرَاجِ ، وَذَلِكَ النُّورُ كَالنَّارِ ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْتَوْقِدَ سِرَاجًا احْتَاجَ إِلَى سَبْعَةِ أَشْيَاءَ : زَنْدٌ وَحَجَرٌ وَحِرَاقٌ وَكِبْرِيتٌ وَمِسْرَجَةٌ وَفَتِيلَةٌ وَدُهْنٌ . فَالْعَبْدُ إِذَا طَلَبَ النُّورَ الَّذِي هُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=30481شَرْحُ الصَّدْرِ افْتَقَرَ إِلَى هَذِهِ السَّبْعَةِ .
فَأَوَّلُهَا : لَا بُدَّ مِنْ زَنْدِ الْمُجَاهَدَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=69وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) [ الْعَنْكَبُوتِ : 69 ] .
وَثَانِيهَا : حَجَرُ التَّضَرُّعِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=55ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ) .
وَثَالِثُهَا : حِرَاقُ مَنْعِ الْهَوَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=40وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ) [ النَّازِعَاتِ : 40 ] .
وَرَابِعُهَا : كِبْرِيتُ الْإِنَابَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=54وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ ) الزُّمَرِ : 54 ] مُلَطِّخًا رُءُوسَ تِلْكَ الْخَشَبَاتِ بِكِبْرِيتِ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ .
وَخَامِسُهَا : مِسْرَجَةُ الصَّبْرِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=45وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ) [ الْبَقَرَةِ : 45 ] .
وَسَادِسُهَا : فَتِيلَةُ الشُّكْرِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) [ إِبْرَاهِيمَ : 7 ] .
وَسَابِعُهَا : دُهْنُ الرِّضَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=24فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ ) [ الْإِنْسَانِ : 24 ] أَيِ ارْضَ بِقَضَاءِ رَبِّكَ فَإِذَا صَلَحَتْ هَذِهِ الْأَدَوَاتُ فَلَا تُعَوِّلْ عَلَيْهَا بَلْ يَنْبَغِي أَنْ لَا تَطْلُبَ الْمَقْصُودَ إِلَّا مِنْ حَضْرَتِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=2مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ) [ فَاطِرٍ : 2 ] ثُمَّ اطْلُبْهَا بِالْخُشُوعِ وَالْخُضُوعِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=108وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ) [ طه : 108 ] فَعِنْدَ ذَلِكَ تَرْفَعُ يَدَ التَّضَرُّعِ وَتَقُولُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) فَهُنَالِكَ تَسْمَعُ ; (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=36قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَامُوسَى ) [ طه : 36 ] ثُمَّ نَقُولُ هَذَا النُّورُ الرُّوحَانِيُّ الْمُسَمَّى بِشَرْحِ الصَّدْرِ أَفْضَلُ مِنَ الشَّمْسِ الْجُسْمَانِيَّةِ لِوُجُوهٍ :
أَحَدُهَا : الشَّمْسُ تَحْجُبُهَا غَمَامَةٌ ، وَشَمْسُ الْمَعْرِفَةِ لَا يَحْجُبُهَا السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ) [ فَاطِرٍ : 10 ] .
وَثَانِيهَا : الشَّمْسُ تَغِيبُ لَيْلًا وَتَعُودُ نَهَارًا ، قَالَ
إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=76لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ) [ الْأَنْعَامِ : 76 ] أَمَّا شَمْسُ الْمَعْرِفَةِ فَلَا تَغِيبُ لَيْلًا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=6إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا ) [ الْمُزَّمِّلِ : 6 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=17وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ) [ آلِ عِمْرَانَ : 17 ] بَلْ أَكْمَلُ الْخِلَعِ الرُّوحَانِيَّةِ تَحْصُلُ فِي اللَّيْلِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ) [ الْإِسْرَاءِ : 1 ] .
وَثَالِثُهَا : الشَّمْسُ تَفْنَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=81&ayano=1إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) [ التَّكْوِيرِ : 1 ] وَشَمْسُ الْمَعْرِفَةِ لَا تَفْنَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=58سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ) [ يس : 58 ] .
وَرَابِعُهَا : الشَّمْسُ إِذَا قَابَلَهَا الْقَمَرُ انْكَسَفَتْ أَمَّا هَهُنَا فَشَمْسُ الْمَعْرِفَةِ وَهِيَ مَعْرِفَةُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مَا لَمْ يُقَابِلْهَا قَمَرٌ أَشْهَدُ أَنَّ
مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ لَمْ يَصِلْ نُورُهُ إِلَى عَالَمِ الْجَوَارِحِ .
وَخَامِسُهَا : الشَّمْسُ تُسَوِّدُ الْوُجُوهَ وَالْمَعْرِفَةُ تُبَيِّضُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=106يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ) [ آلِ عِمْرَانَ : 106 ] .
وَسَادِسُهَا : الشَّمْسُ تَحْرِقُ وَالْمَعْرِفَةُ تُنْجِي مِنَ الْحَرْقِ ، جُزْ يَا مُؤْمِنُ فَإِنَّ نُورَكَ قَدْ أَطْفَأَ لَهَبِي .
وَسَابِعُهَا : الشَّمْسُ تَصْدَعُ وَالْمَعْرِفَةُ تَصْعَدُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=10إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ) [ فَاطِرٍ : 10 ] .
وَثَامِنُهَا : الشَّمْسُ مَنْفَعَتُهَا فِي الدُّنْيَا وَالْمَعْرِفَةُ مَنْفَعَتُهَا فِي الْعُقْبَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=46وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ ) [ الْكَهْفِ : 46 ] .
وَتَاسِعُهَا : الشَّمْسُ فِي السَّمَاءِ زِينَةٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ وَالْمَعْرِفَةُ فِي الْأَرْضِ زِينَةٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ .
وَعَاشِرُهَا : الشَّمْسُ فَوْقَانِيُّ الصُّورَةِ تَحْتَانِيُّ الْمَعْنَى
[ ص: 37 ] وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى الْحَسَدِ مَعَ التَّكَبُّرِ ، وَالْمَعَارِفُ الْإِلَهِيَّةُ تَحْتَانِيَّةُ الصُّورَةِ فَوْقَانِيَّةُ الْمَعْنَى ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى التَّوَاضُعِ مَعَ الشَّرَفِ .
وَحَادِي عَشَرِهَا : الشَّمْسُ تَعْرِفُ أَحْوَالَ الْخَلْقِ ، وَبِالْمَعْرِفَةِ يَصِلُ الْقَلْبُ إِلَى الْخَالِقِ .
وَثَانِي عَشَرِهَا : الشَّمْسُ تَقَعُ عَلَى الْوَلِيِّ وَالْعَدُوِّ ، وَالْمَعْرِفَةُ لَا تَحْصُلُ إِلَّا لِلْوَلِيِّ فَلَمَّا كَانَتِ الْمَعْرِفَةُ مَوْصُوفَةً بِهَذِهِ الصِّفَاتِ النَّفِيسَةِ لَا جَرَمَ قَالَ
مُوسَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) وَأَمَّا النُّكَتُ :
فَإِحْدَاهَا : الشَّمْسُ سِرَاجٌ اسْتَوْقَدَهَا اللَّهُ تَعَالَى لِلْفَنَاءِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=26كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ) [ الرَّحْمَنِ : 26 ] وَالْمَعْرِفَةُ اسْتَوْقَدَهَا لِلْبَقَاءِ فَالَّذِي خَلَقَهَا لِلْفَنَاءِ لَوْ قَرُبَ الشَّيْطَانُ مِنْهَا لَاحْتَرَقَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9شِهَابًا رَصَدًا ) [ الْجِنِّ : 9 ] وَالْمَعْرِفَةُ الَّتِي خَلَقَهَا لِلْبَقَاءِ كَيْفَ يَقْرُبُ مِنْهَا الشَّيْطَانُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) .
وَثَانِيَتُهَا : اسْتَوْقَدَ اللَّهُ الشَّمْسَ فِي السَّمَاءِ وَإِنَّهَا تُزِيلُ الظُّلْمَةَ عَنْ بَيْتِكَ مَعَ بُعْدِهَا عَنْ بَيْتِكَ ، وَأَوْقَدَ شَمْسَ الْمَعْرِفَةِ فِي قَلْبِكَ أَفَلَا تُزِيلُ ظُلْمَةَ الْمَعْصِيَةِ وَالْكُفْرِ عَنْ قَلْبِكَ مَعَ قُرْبِهَا مِنْكَ .
وَثَالِثَتُهَا : مَنِ اسْتَوْقَدَ سِرَاجًا فَإِنَّهُ لَا يَزَالُ يَتَعَهَّدُهُ وَيَمُدُّهُ ، وَاللَّهُ تَعَالَى هُوَ الْمُوقِدُ لِسِرَاجِ الْمَعْرِفَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ ) [ الْحُجُرَاتِ : 7 ] أَفَلَا يَمُدُّهُ وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) .
وَرَابِعَتُهَا : اللِّصُّ إِذَا رَأَى السِّرَاجَ يُوقَدُ فِي الْبَيْتِ لَا يَقْرُبُ مِنْهُ وَاللَّهُ قَدْ أَوْقَدَ سِرَاجَ الْمَعْرِفَةِ فِي قَلْبِكَ فَكَيْفَ يَقْرُبُ الشَّيْطَانُ مِنْهُ فَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) .
وَخَامِسَتُهَا :
الْمَجُوسُ أَوْقَدُوا نَارًا فَلَا يُرِيدُونَ إِطْفَاءَهَا وَالْمَلِكُ الْقُدُّوسُ أَوْقَدَ سِرَاجَ الْإِيمَانِ فِي قَلْبِكَ فَكَيْفَ يَرْضَى بِإِطْفَائِهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْطَى قَلْبَ الْمُؤْمِنِ تِسْعَ كَرَامَاتٍ .
أَحَدُهَا : الْحَيَاةُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=122أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ ) [ الْأَنْعَامِ : 122 ] فَلَمَّا رَغِبَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الْحَيَاةِ الرُّوحَانِيَّةِ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) ثُمَّ النُّكْتَةُ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16011714مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً فَهِيَ لَهُ ، فَالْعَبْدُ لَمَّا أَحْيَا أَرْضًا فَهِيَ لَهُ فَالرَّبُّ لَمَّا خَلَقَ الْقَلْبَ وَأَحْيَاهُ بِنُورِ الْإِيمَانِ فَكَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لِغَيْرِهِ فِيهِ نَصِيبٌ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ ) [ الْأَنْعَامِ : 91 ] وَكَمَا أَنَّ الْإِيمَانَ حَيَاةُ الْقَلْبِ ، فَالْكُفْرُ مَوْتُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=21أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ ) [ النَّحْلِ : 21 ] .
وَثَانِيهَا : الشِّفَاءُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=14وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ) [ التَّوْبَةِ : 14 ] فَلَمَّا رَغِبَ
مُوسَى فِي الشِّفَاءِ رَفَعَ الْأَيْدِيَ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) وَالنُّكْتَةُ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا جَعَلَ الشِّفَاءَ فِي الْعَسَلِ بَقِيَ شِفَاءً أَبَدًا فَهَهُنَا لَمَّا وُضِعَ الشِّفَاءُ فِي الصَّدْرِ فَكَيْفَ لَا يَبْقَى شِفَاءً أَبَدًا .
وَثَالِثُهَا : الطَّهَارَةُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=3أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى ) [ الْحُجُرَاتِ : 3 ] فَلَمَّا رَغِبَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي تَحْصِيلِ طَهَارَةِ التَّقْوَى قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) وَالنُّكْتَةُ أَنَّ الصَّائِغَ إِذَا امْتَحَنَ الذَّهَبَ مَرَّةً فَبَعْدَ ذَلِكَ لَا يُدْخِلُهُ فِي النَّارِ فَهَهُنَا لَمَّا امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَ الْمُؤْمِنِ فَكَيْفَ يُدْخِلُهُ النَّارَ ثَانِيًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ فِي النَّارِ قَلْبَ الْكَافِرِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=37لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ) [ الْأَنْفَالِ : 37 ] .
وَرَابِعُهَا : الْهِدَايَةُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) فَرَغِبَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي طَلَبِ زَوَائِدِ الْهِدَايَةِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) وَالنُّكْتَةُ أَنَّ الرَّسُولَ يَهْدِي نَفْسَكَ ، وَالْقُرْآنَ يَهْدِي رُوحَكَ ، وَالْمَوْلَى يَهْدِي قَلْبَكَ ، فَلَمَّا كَانَتِ الْهِدَايَةُ مِنَ الْكُفْرِ مِنْ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا جَرَمَ تَارَةً تَحْصُلُ وَأُخْرَى لَا تَحْصُلُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=56إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) [ الْقَصَصِ : 56 ] وَهِدَايَةُ الرُّوحِ لَمَّا كَانَتْ مِنَ الْقُرْآنِ فَتَارَةً تَحْصُلُ وَأُخْرَى لَا تَحْصُلُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=26يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ) [ الْبَقَرَةِ : 26 ] أَمَّا هِدَايَةُ الْقَلْبِ فَلَمَّا كَانَتْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فَإِنَّهَا لَا تَزُولُ لِأَنَّ الْهَادِيَ لَا يَزُولُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=25وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) [ يُونُسَ : 25 ] .
وَخَامِسُهَا : الْكِتَابَةُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ ) [ الْمُجَادَلَةِ : 22 ] فَلَمَّا رَغِبَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي تِلْكَ الْكِتَابَةِ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) وَفِيهِ نُكَتٌ :
[ ص: 38 ] الْأُولَى : أَنَّ الْكَاغَدَةَ لَيْسَ لَهَا خَطَرٌ عَظِيمٌ وَإِذَا كُتِبَ فِيهَا الْقُرْآنُ لَمْ يَجُزْ إِحْرَاقُهَا فَقَلْبُ الْمُؤْمِنِ كُتِبَ فِيهِ جَمِيعُ أَحْكَامِ ذَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَصِفَاتِهِ ، فَكَيْفَ يَلِيقُ بِالْكَرِيمِ إِحْرَاقُهُ .
الثَّانِيَةُ :
بِشْرٌ الْحَافِيُّ أَكْرَمَ كَاغَدًا فِيهِ اسْمُ اللَّهِ تَعَالَى فَنَالَ سَعَادَةَ الدَّارَيْنِ ، فَإِكْرَامُ قَلْبٍ فِيهِ مَعْرِفَةُ اللَّهِ تَعَالَى أَوْلَى بِذَلِكَ .
وَالثَّالِثَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=18661_730_629كَاغَدٌ لَيْسَ فِيهِ خَطٌّ إِذَا كُتِبَ فِيهِ اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمِ عَظُمَ قَدْرُهُ حَتَّى إِنَّهُ لَا يَجُوزُ لِلْجُنُبِ وَالْحَائِضِ أَنْ يَمَسَّهُ بَلْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : لَيْسَ لَهُ أَنْ يَمَسَّ جِلْدَ الْمُصْحَفِ ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=79لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ) [ الْوَاقِعَةِ : 79 ] فَالْقَلْبُ الَّذِي فِيهِ أَكْرَمُ الْمَخْلُوقَاتِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=70وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ) [ الْإِسْرَاءِ : 70 ] كَيْفَ يَجُوزُ لِلشَّيْطَانِ الْخَبِيثِ أَنْ يَمَسَّهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَسَادِسُهَا : السَّكِينَةُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ ) [ الْفَتْحِ : 4 ] فَلَمَّا رَغِبَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي طَلَبِ السَّكِينَةِ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) وَالنُّكْتَةُ أَنَّ
أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ خَائِفًا فَلَمَّا نَزَلَتِ السَّكِينَةُ عَلَيْهِ قَالَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=40لَا تَحْزَنْ ) فَلَمَّا نَزَلَتْ سَكِينَةُ الْإِيمَانِ فَرَجَوْا أَنْ يَسْمَعُوا خِطَابَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=30أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا ) [ فُصِّلَتْ : 30 ] وَأَيْضًا لَمَّا نَزَلَتِ السَّكِينَةُ صَارَ مِنَ الْخُلَفَاءِ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=55وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ) [ النُّورِ : 55 ] أَيْ أَنْ يَصِيرُوا خُلَفَاءَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ .
وَسَابِعُهَا : الْمَحَبَّةُ وَالزِّينَةُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=7وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) [ الْحُجُرَاتِ : 7 ] وَالنُّكْتَةُ أَنَّ مَنْ أَلْقَى حَبَّةً فِي أَرْضٍ فَإِنَّهُ لَا يُفْسِدُهَا وَلَا يَحْرِقُهَا فَهُوَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَلْقَى حَبَّةَ الْمَحَبَّةِ فِي أَرْضِ الْقَلْبِ فَكَيْفَ يَحْرِقُهَا .
وَثَامِنُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=103فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ ) [ آلِ عِمْرَانَ : 103 ] وَالنُّكْتَةُ أَنَّ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِ أَصْحَابِهِ ثُمَّ إِنَّهُ مَا تَرَكَهُمْ [ فِي ] غَيْبَةٍ وَلَا حُضُورٍ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013210سَلَامٌ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ " فَالرَّحِيمُ كَيْفَ يَتْرُكُهُمْ .
وَتَاسِعُهَا : الطُّمَأْنِينَةُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) [ الرَّعْدِ : 28 ]
وَمُوسَى طَلَبَ الطُّمَأْنِينَةَ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=25رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) وَالنُّكْتَةُ أَنَّ حَاجَةَ الْعَبْدِ لَا نِهَايَةَ لَهَا فَلِهَذَا لَوْ أُعْطِيَ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ مِنَ الْأَجْسَامِ فَإِنَّهُ لَا يَكْفِيهِ لَأَنَّ حَاجَتَهُ غَيْرُ مُتَنَاهِيَةٍ وَالْأَجْسَامَ مُتَنَاهِيَةٌ ، وَالْمُتَنَاهِي لَا يَصِيرُ مُقَابِلًا لِغَيْرِ الْمُتَنَاهِي بَلِ الَّذِي يَكْفِي فِي الْحَاجَةِ الْغَيْرِ الْمُتَنَاهِيَةِ الْكَمَالُ الَّذِي لَا نِهَايَةَ لَهُ ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِلْحَقِّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ; فَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) [ الرَّعْدِ : 28 ] وَلَمَّا عَرَفْتَ حَقِيقَةَ شَرْحِ الصَّدْرِ لِلْمُؤْمِنِينَ فَاعْرِفْ
nindex.php?page=treesubj&link=29494_29559_30549_30539صِفَاتِ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ لِوُجُوهٍ :
أَحَدُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ) .
وَثَانِيهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=127ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ) .
وَثَالِثُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=10فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) .
وَرَابِعُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=13وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ) .
وَخَامِسُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=57إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ ) .
وَسَادِسُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=7خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ) .
وَسَابِعُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=24أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) .
وَثَامِنُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=14كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ ) .
وَتَاسِعُهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=108أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ) . إِلَهَنَا وَسَيِّدَنَا بِفَضْلِكَ وَإِحْسَانِكَ أَغْلِقْ هَذِهِ الْأَبْوَابَ التِّسْعَةَ مِنْ خِذْلَانِكَ عَنَّا وَاجْبُرْنَا بِإِحْسَانِكَ وَافْتَحْ لَنَا تِلْكَ الْأَبْوَابَ التِّسْعَةَ مِنْ إِحْسَانِكَ بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ إِنَّكَ عَلَى مَا تَشَاءُ قَدِيرٌ .