النوع الخامس : قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=32nindex.php?page=treesubj&link=28992_31756_32438_30549وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون ) وفيه مسائل :
المسألة الأولى : سمى السماء سقفا لأنها للأرض كالسقف للبيت .
[ ص: 143 ] المسألة الثانية : في المحفوظ قولان : أحدهما : أنه محفوظ من الوقوع والسقوط الذين يجري مثلهما على سائر السقوف كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=65ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ) [الحج : 65] وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=25ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ) [الروم : 25] وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=41إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ) [فاطر : 41] وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255ولا يئوده حفظهما ) [البقرة : 255] . الثاني : محفوظا من الشياطين ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=17وحفظناها من كل شيطان رجيم ) [الحجر : 17] ثم ههنا قولان : أحدهما : أنه محفوظ بالملائكة من الشياطين . والثاني : أنه محفوظ بالنجوم من الشياطين ، والقول الأول أقوى لأن حمل الآيات عليه مما يزيد هذه النعمة عظما لأنه سبحانه كالمتكفل بحفظه وسقوطه على المكلفين بخلاف القول الثاني لأنه لا يخاف على السماء من استراق سمع الجن .
المسألة الثالثة : قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=32وهم عن آياتها معرضون ) معناه عما وضع الله تعالى فيها من الأدلة والعبر في حركاتها وكيفية حركاتها وجهات حركاتها ومطالعها ومغاربها واتصالات بعضها ببعض وانفصالاتها على الحساب القويم والترتيب العجيب الدال على الحكمة البالغة والقدرة الباهرة .
المسألة الرابعة : قرئ عن آيتها على التوحيد والمراد الجنس أي هم متفطنون لما يرد عليهم من السماء من المنافع الدنيوية كالاستضاءة بقمرها والاهتداء بكواكبها ، وحياة الأرض بأمطارها وهم عن كونها آية بينة على وجود الخالق ووحدانيته معرضون .
النَّوْعُ الْخَامِسُ : قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=32nindex.php?page=treesubj&link=28992_31756_32438_30549وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ ) وَفِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : سَمَّى السَّمَاءَ سَقْفًا لِأَنَّهَا لِلْأَرْضِ كَالسَّقْفِ لِلْبَيْتِ .
[ ص: 143 ] الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : فِي الْمَحْفُوظِ قَوْلَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ مَحْفُوظٌ مِنَ الْوُقُوعِ وَالسُّقُوطِ الَّذَيْنِ يَجْرِي مِثْلُهُمَا عَلَى سَائِرِ السُّقُوفِ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=65وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ) [الْحَجِّ : 65] وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=25وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ) [الرُّومِ : 25] وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=41إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ) [فَاطِرٍ : 41] وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=255وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ) [الْبَقَرَةِ : 255] . الثَّانِي : مَحْفُوظًا مِنَ الشَّيَاطِينِ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=17وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ) [الْحِجْرِ : 17] ثُمَّ هَهُنَا قَوْلَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ مَحْفُوظٌ بِالْمَلَائِكَةِ مِنَ الشَّيَاطِينِ . وَالثَّانِي : أَنَّهُ مَحْفُوظٌ بِالنُّجُومِ مِنَ الشَّيَاطِينِ ، وَالْقَوْلُ الْأَوَّلُ أَقْوَى لِأَنَّ حَمْلَ الْآيَاتِ عَلَيْهِ مِمَّا يَزِيدُ هَذِهِ النِّعْمَةَ عِظَمًا لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ كَالْمُتَكَفِّلِ بِحِفْظِهِ وَسُقُوطِهِ عَلَى الْمُكَلَّفِينَ بِخِلَافِ الْقَوْلِ الثَّانِي لِأَنَّهُ لَا يَخَافُ عَلَى السَّمَاءِ مِنِ اسْتِرَاقِ سَمْعِ الْجِنِّ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=32وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ ) مَعْنَاهُ عَمَّا وَضَعَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهَا مِنَ الْأَدِلَّةِ وَالْعِبَرِ فِي حَرَكَاتِهَا وَكَيْفِيَّةِ حَرَكَاتِهَا وَجِهَاتِ حَرَكَاتِهَا وَمَطَالِعِهَا وَمَغَارِبِهَا وَاتِّصَالَاتِ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ وَانْفِصَالَاتِهَا عَلَى الْحِسَابِ الْقَوِيمِ وَالتَّرْتِيبِ الْعَجِيبِ الدَّالِّ عَلَى الْحِكْمَةِ الْبَالِغَةِ وَالْقُدْرَةِ الْبَاهِرَةِ .
الْمَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ : قُرِئَ عَنْ آيَتِهَا عَلَى التَّوْحِيدِ وَالْمُرَادُ الْجِنْسُ أَيْ هُمْ مُتَفَطِّنُونَ لِمَا يَرِدُ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مِنَ الْمَنَافِعِ الدُّنْيَوِيَّةِ كَالِاسْتِضَاءَةِ بِقَمَرِهَا وَالِاهْتِدَاءِ بِكَوَاكِبِهَا ، وَحَيَاةِ الْأَرْضِ بِأَمْطَارِهَا وَهُمْ عَنْ كَوْنِهَا آيَةً بَيِّنَةً عَلَى وُجُودِ الْخَالِقِ وَوَحْدَانِيَّتِهِ مُعْرِضُونَ .