( إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ وكذلك أنزلناه آيات بينات وأن الله يهدي من يريد )
قوله تعالى : ( إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ وكذلك أنزلناه آيات بينات وأن الله يهدي من يريد )
اعلم أنه سبحانه لما بين في الآية السابقة حال عبادة المنافقين وحال معبودهم ، بين في هذه الآية ، أما عبادتهم فقد كانت على الطريق الذي لا يمكن صوابه ، وأما معبودهم [ ص: 15 ] فلا يضر ولا ينفع . وأما المؤمنون فعبادتهم حقيقية ومعبودهم يعطيهم أعظم المنافع وهو الجنة ، ثم بين صفة عبادة المؤمنين وصفة معبودهم ، وبين تعالى أنه يفعل ما يريد بهم من أنواع الفضل والإحسان زيادة على أجورهم كما قال تعالى : ( كمال الجنة التي تجمع بين الزرع والشجر وأنها تجري من تحتها الأنهار فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله ) [ النساء : 173 ] واحتج أصحابنا في بقوله سبحانه : ( خلق الأفعال إن الله يفعل ما يريد ) قالوا : أجمعنا على أنه سبحانه يريد الإيمان ولفظة ما للعموم فوجب أن يكون فاعلا للإيمان لقوله : ( إن الله يفعل ما يريد ) أجاب الكعبي عنه بأن الله تعالى يفعل ما يريد أن يفعله لا ما يريد أن يفعله غيره . والجواب : أن قوله : ما يريد أعم من قولنا : ما يريد أن يفعله ، ومن قولنا : ما يريد أن يفعله غيره ، فالتقييد خلاف النص .