[ ص: 127 ] قال المصنف - رحمه الله تعالى - : ( وما نبع من الأرض ، والأصل فيه : قوله صلى الله عليه وسلم في البحر { ماء البحار وماء الأنهار وماء الآبار } وروي : { هو الطهور ماؤه الحل ميتته } ) . أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ من بئر بضاعة
عِذَابُ الثَّنَايَا رِيقُهُنَّ طَهُورُ
وَالرِّيقُ لَا يُتَطَهَّرُ بِهِ وَإِنَّمَا أَرَادَ : طَاهِرٌ ، وَاحْتَجَّ أَصْحَابُنَا : بِأَنَّ لَفْظَةَ طَهُورٍ حَيْثُ جَاءَتْ فِي الشَّرْعِ الْمُرَادُ بِهَا التَّطْهِيرُ ، مِنْ ذَلِكَ قَوْله تَعَالَى : { nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=48وَأَنْزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا } { nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ } ، فَهَذِهِ مُفَسِّرَةٌ لِلْمُرَادِ بِالْأُولَى .وَلَوْ تَفَلَتْ فِي الْبَحْرِ وَالْبَحْرُ مَالِحٌ لَأَصْبَحَ مَاءُ الْبَحْرِ مِنْ رِيقِهَا عَذْبًا
.
تَلَوَّنْتَ أَلْوَانًا عَلَيَّ كَثِيرَةً وَخَالَطَ عَذْبًا مِنْ إخَائِكِ مَالِحٌ
عذاب الثنايا ريقهن طهور
والريق لا يتطهر به وإنما أراد : طاهر ، واحتج أصحابنا : بأن لفظة طهور حيث جاءت في الشرع المراد بها التطهير ، من ذلك قوله تعالى : { nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=48وأنزلنا من السماء ماء طهورا } { nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=11وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به } ، فهذه مفسرة للمراد بالأولى .ولو تفلت في البحر والبحر مالح لأصبح ماء البحر من ريقها عذبا
.
تلونت ألوانا علي كثيرة وخالط عذبا من إخائك مالح