قال المصنف رحمه الله تعالى : ( والمستحب لمن يصلي إلى سترة أن يدنو منها لما روي عن سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان صلاته } والمستحب أن يكون بينه وبينها قدر ثلاثة أذرع لما روى سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وبينه وبين القبلة قدر ممر العنز قدر ثلاثة أذرع } فإن كان يصلي في موضع ليس بين يديه بناء فالمستحب أن ينصب بين يديه عصا لما روى أبو جحيفة رضي الله عنه { أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في حلة حمراء فركز عنزة فجعل يصلي إليها بالبطحاء يمرون الناس من ورائها ، الكلب والحمار والمرأة } والمستحب أن يكون ما يستره قدر مؤخرة الرحل لما روى طلحة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : { إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل ولا يبال من مر وراء ذلك } قال عطاء مؤخرة الرحل ذراع ، فإن لم يجد عصا فليخط بين يديه خطا إلى القبلة لما روى أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا فإن لم يجد شيئا فلينصب عصا فإن لم يجد عصا فليخط خطا ولا يضره ما مر بين يديه } ويكره أن يصلي وبين يديه رجل يستقبله بوجهه . لما روي أن عمر رضي الله عنه " رأى رجلا يصلي ورجل جالس مستقبله فضربهما بالدرة " فإن صلى ومر بين يديه مار دفعه ولم تبطل صلاته بذلك . لقوله صلى الله عليه وسلم { لا يقطع صلاة المرء شيء وادرءوا ما استطعتم ) } .


